د. أبوحمزة قطان
إن الإبتلاء سنة من سنن الله في الكون وإن أشد الناس بلاء كما علمنا النبي _صلى الله عليه وسلم _ الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ويبتلى المرء على قدر دينه فإن كان في دينه صلابة زيد له في الإبتلاء وإن ما يحدث الآن للخدمة وللأستاذ فتح الله كولن لهو نوع من أنواع الإبتلاء ودليل أنه على الحق فما من أحد سار في طريق الانبياء إلا وابتلي كما ابتلوا وإلا فليراجع نفسه ومنهجه في الطريق الذي يسير فيه فهنياً لمن ابتلي فصبر فالابتلاء يكون لحكمة ربانية وهي ” ليميز الله الخبيث من الطيب …” أما بالنسبة للتقرير الذي صدر عن مؤسسة الشؤون الدينية بتركيا وعن رئيسها المحترم محمد جورماز فأقول وبالله التوفيق :
ياسعادة رئيس الدولة المحترم السيد أردوغان لقد كنا نرى فيك نموذجًا جيدا للرئيس المحترم الذي يجب أن يحتذى به في الحكم؛ ولكن سرعان ما ظهر لنا الوجه الحقيقي لسيادتكم والمنهج الفرعوني الذي تسير به للوصول إلى ما تريد، فقد وضّح لنا القرآن الكريم الذي نؤمن وتؤمن به سيادة الرئيس منهج فرعون في الحكم “ما أريكم الا ما أرى ..”، وهذا واضح في خطابك جيدا وكأنك تقول للمؤسسة الموقرة قولوا كذا وافعلوا كذا وكذا لأن ذلك ما أريده، وهم بدورهم لم يألوا جهدا في ذلك ونفذوا لك ما أردت منهم فقد باعوا أخراهم بدنيا غيرهم .
إن القاري لكلامك سيادة الرئيس المحترم يرى فيه تمثيل قول الله تعالى عن فرعون: “فاستخف قومه فأطاعوه … “فأنت تطلب منا أن نصدق كل ما تقول على أنه من المسلمات والفرضيات التي يجب الإيمان بها وتصديقها دون تفكير .
كلامك سيادة الرئيس فيه تناقضات كثيرة ومغالطات لا أعرف كيف سقطت فيها وكيف مرت على المؤسسة الموقرة، فعلى سبيل المثال ذكرت أن الخدمة أشد خطرا من التنظيم الإرهابيpkk لأنها تملك سلاحا حقيقيا وفتاكا توجهه إلى صدور أبناء الشعب الكريم، وأيضا ذكرت أن الخدمة تمتلك طائرات حربية من طراز اف 16 واف 4 المقاتلة وأن ال pkk لا تملك سلاحا حقيقيا ..سيادة الرئيس كيف يحدث ذلك وحتى الآن لا تستطيع أن تثبت أن فردا واحدا من الخدمة رمى حجرا على مؤسسة أو فرد في الشعب أيا كان هو أو مهما كانت مكانته في الدولة ؟ وكيف تريد منا أن نصدق أن الـpkk التي تخرج وتعلن رسميا عن مسؤوليتها عن كثير من الحوادث والجرائم وأعمال العنف والقتل التي تحدث في البلاد ليس لديها أسلحة حقيقية ؟!
سيدي الرئيس ذكرت في كلامك الموقر أنك تعرف كل ما اتهمت به الخدمة ورجالاتها منذ فترة ليست بالقصيرة فبالله عليك ما الذي جعلك تسكت كل تلك الفترة وأنت صاحب النفوذ والسلطان؟!!
جميل سيدي الرئيس ما تقوم به من ايحاء للشؤون الدينية الموقرة وللشعب أن صحة الرئيس وحياته أهم من أي أحد مهما كان وأيا كان فأنت تكمل المنهج الفرعوني الذي يقول أنا ومن بعدي الطوفان..وذلك عن طريق الأمثلة التي ذكرتها من خلال قصة الأخ الذي فقد ذراعيه وأمه والضابط المصاب جعلتني أشعر أنني أشاهد فليم سينمائي أحييك عليه.
أما بالنسبة لتقرير مؤسسة الشؤون الدينية تشويه حركة الخدمة وفكر الأستاذ كولن ووصفها بأنها حركة خارجة على الملة فإني أجيب عنه بالأتي :
- سيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، الأخوة الكرام الذين اجتهدوا في قراءة فكر الأستاذ فتح كولن وكتبه وأحاديثه لينفذوا ما أمرتهم به، لم يجدوا إلا أن يفعلوا كمن فعل بالقرآن “ولا تقربوا الصلاة” و”ويل للمصلين” فاقتطعوا الجزء الذي يخدم أهدافهم دون النظر إلى السياق الذي جاءت فيه الآية أو النظر إلى السابق واللاحق لها.
- هل نسي المجلس الموقر المؤتمرات والندوات التي أقامتها حركة الخدمة في كثير من البلدان الإسلامية والتي شارك فيها علماء من جميع الدول الإسلامية الذين أشادوا بدور الخدمة وحركة الإصلاح التي تقوم بها في العالم الإسلامي وأنهم أوصوا أن يحتذي بها لأنها تمثل الإسلام ومنهجه المعتدل وأن هذه الجماعة هي من أهل السنة وأذكر من ذلك على سبيل المثال لا الحصر المؤتمر الذي أقيم في مصر بالقاهرة في الفترة من 19 :21 أكتوبر 2009 والذي كان يرأسه شيخ الأزهر الحالي وعدد كبير من العلماء والمفكرين على مستوى العالم ..وأمثاله الكثير في الدول الإسلامية وعلى رأسها تركيا ..فهل كان الؤسسة الموقرة نائمة أم كانت غائبة أو مغيبة …؟!!! وهل كانت وزارة الشؤون الدينية لم تنشأ بعد ؟ أم كان العلماء الأجلاء غافلون عنها حتى يخرجوا علينا الآن ويقولون إن الخدمة حركة إرهابية وأن أتباعها في ضلال وغي أين كانوا قبل ذلك ؟ وماذا سيقولون لله عز وجل يوم القيامة إذا سألهم عن الأشخاص الذين ماتوا وهم على ضلالهم باتباعهم للخدمة وقد قصروا في وعظهم وإرشادهم ؟
- المؤسسة الموقرة..حضرات العلماء والشيوخ الأجلاء أخشى عليكم أن تقعوا ضمن كلام النبي ” أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان “
- في نهاية كلامي أقول لكل مسلم عاقل لا تأخذ التقرير الذي كتبته المؤسسة الموقرة على أنه قرآن يتلى وإنما تعامل معه بمنطق القرآن ” يا أيها الذين آمنوا إ ن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ” ولذلك أطلب من المؤسسة الموقرة مشكورة أن تدلنا على الكتب والمواضع التي بها ضلال وكفر في كلام الأستاذ فتح الله كولن حتى نتجنبها ونضعها تحت الأقدام لأنني سمعت كولن يقول كل ما وافق الكتاب والسنة فهو مني وكل ما خالفه فاضربوا به عرض الحائط وضعوه تحت أقدامكم كما قال العلماء والصالحون السابقون عليه.
https://youtu.be/4vEij6vfF00