أنقرة (الزمان التركية): خلال مشاركته في بث حي لبرنامج تلفزيوني في مدينة ريزا شمال شرقي تركيا، أعرب محافظ المدينة أردوغان بكتاش عن قلقه من مخزون السلاح لدى أهل المدينة، مشيرًا إلى عدم رغبته في سماع أصوات الأسلحة داخل المدينة.
اعتراف الوالي بالتسلّح
وأفاد بكتاش أنهم بدأوا في منح تراخيص السلاح شريطة التبرع إلى اتحاد خدمة القرى التابع للمحافظة، لافتاً إلى تلقيهم طلبات كثيفة في هذا الصدد. وأضاف “خلال ثلاثة أشهر منحتُ في ريزا 5 أضعاف تراخيص السلاح التي منحتُها في مانيسا خلال عامين”.
وتطرق بكتاش إلى محاولة انقلاب الخامس عشر من يوليو/ تموز الماضي قائلا: “إن وقعت محاولة انقلابية أخرى سأوفر لكم السلاح”. وأوضح أنهم تلقوا تبرعات بقيمة 20 ألف ليرة من طلبات الحصول على تراخيص السلاح.
إن وقع انقلاب آخر..
أشار بكتاش أيضا إلى ضرورة الحد من الأسلحة قائلاً: “ليس كل من يعيش في ريزا بحاجة إلى حمل السلاح. يجب ألا يعيش أطفالنا على أصوات الأعيرة النارية. لم يتم إصدار تراخيص أسلحة في ريزا منذ سنوات. تلقينا الطلبات ونبحث الأمر في إطار الخيارات المتاحة أمامنا. حيث كان أمامنا خيارين: الخيار الأول كان الامتناع عن منح التراخيص، بينما كان الخيار الثاني هو منح التراخيص مع تقليل الأسلحة. وفي النهاية قررنا إصدار التراخيص. إذ أنّ مَن لن يتمكنوا من الحصول على التراخيص سيلجؤون إلى طرق أخرى. سيغيرون عناوينهم ويتقدمون بالطلبات إلى بلديات أخرى وسيحصلون على هذا الترخيص بطريقة أو أخرى. نحن أيضًا أردنا العمل على الحد من الأسلحة بالحصول على تبرعات إلى الجمعيات الخيرية. وقد أسفرت المشاورات عن هذه النتيجة و بدأنا في تطبيقها”.
الصحفيون هم أكثر من يطلبون الأسلحة
كما أعرب بكتاش عن دهشتة الشديدة من كثرة الطلبات الواردة بقوله: “يدفعون النقود التي نطالبها بهم دون تفكير. لا يمنحونني إياها شخصيًا بل هناك اتحاد خدمة القرى التابع للمحافظة، ونحن نوجه التبرعات إلى هناك. ومن خلال هذه التبرعات يتم إقامة الطرق في القرى وتلبية بعض احتياجات المدارس. ينبغي أن أكون سعيداً بهذه النقود لكنني لست كذلك. لا داعي لكل هذا الكم من الأسلحة. إما أن نرفع التسعيرة أو نتراجع عن هذا الإجراء. يجب أن يخرج قضية توزيع السلاح من جدول أعمالنا. لماذا أتجول وأنا أحمل على خصرى 2 كيلو؟ متى سيتعلم الناس أن يثقوا ببعضهم البعض؟ من المنتفِع من حمل السلاح وما النفع الذي سيعود من أمر كهذا؟”.
“إن وقعت محاولة انقلابية أخرى سأوفر لكم السلاح”
وفي تعليقه على تذكير مقدم البرنامج بمحاولة انقلاب الخامس عشر من يوليو/ تموز الماضي قال بكتاش: “إن وقعت محاولة انقلابية أخرى سأوفر لكم السلاح”.
دعوات محبي أردوغان على تويتر للتسلّح
تشهد تركيا منذ فترة طويلة نقاشات بشأن تسليح أنصار حزب العدالة والتنمية الحاكم. فقد أعلن شرف ملقوتش؛ كبير مستشاري الرئيس أردوغان، أنه سيتم فتح المجال أمام السلاح المرخّص لمواجهة الانقلاب.
ثم فتح على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” هشتاق بعنوان “تسليح العدالة والتنمية” ليتحول خلال مدة قصيرة الأكثر تداولاً بين رواد الإعلام الاجتماعي. ومع أن بعض المسؤولين زعموا أنه حملة كاذبة من أنصار حركة الخدمة، لكن لم يصدر إلى الآن تصريح رسمي يكذب عميلة التسليح.
على الصعيد الآخر، أعادت مجموعة الكتاتيب العثمانية 1453، التي تُعد الميليشيات المسلحة لحزب العدالة والتنمية الحاكم، طرح دعوة التسلّح التي أطلقتها عقب محاولة انقلاب الخامس عشر من يوليو/ تموز الماضي.
وخلال الأيام القليلة الماضية نشر أمين جان بولات، أحد الشخصيات المهمة في مجموعة الكتاتيب العثمانية، على حسابه بمواقع التواصل الاجتماعي دعوة ذكر فيها “بياننا لجميع إخواننا الذين يعملون معنا.. تسلّحوا من أجل الوطن ومن أجل العلم ومن أجل أردوغان”. كما أعلن جان بولات أول أمس بقوله: “أردوغان هو الوطن وهو العلم. سنموت من أجل أردوغان وسنقتل من أجله أيضا”، ما يكشف عن أنهم مستعدون لارتكاب كل جريمة، بما فيها القتل.
دفاع مليح جوكشاك عن التسلّح
هذا ودافع رئيس بلدية أنقرة مليح جوكشاك عن ضرورة التسلح خلال مشاركته في برنامج تلفزيوني بقوله: “أنا أتناول هذا الأمر في كل برنامج تلفزيوني حتى يتحقق في إطار قانوني. حدثت حركة تسليح هائلة. فمن يشتري بندقية يصطحبها إلى منزله. وإن حاولتَ القيام بانقلابٍ وبحوزتك رشاش وبندقية، ألن يأتي إليك هذا الشخص وبحوزته بندقية صيد؟ نعم، سيفعل وبدون شفقة أيضًا. هم بالفعل أدركوا هذا الأمر، فالعالم بأسره ينصب لهم مؤامرة ومكيدة. لذا هل من المفترض أن ينتظروا إلى أن يقع الانقلاب ويتم قتلهم فعلاً؟”.