القاهرة (الزمان التركية) – توفيت مساء أمس الثلاثاء الفنانة زبيدة ثروت التي اشتهرت بقطة السينما المصرية وصاحبة أجمل عيون في السينما المصرية.
حصلت زبيدة أحمد ثروت، التي ولدت بالإسكندرية لأب ضابط، على ليسانس حقوق من جامعة الإسكندرية ولقبت بصاحبة أجمل عيون في السينما المصرية والعربية وهي ابنة زبيدة حسين كامل نجل الخديوي إسماعيل وحفيدة السلطان حسين كامل سلطان مصر.
دخلت زبيدة ثروت عالم الفن والتمثيل بالصدفة بعد أن قامت مجلة الجيل بنشر صورها على مساحة كبيرة بالصفحة الأولي لفوزها في مسابقة أجمل مراهقة التي نظمتها المجلة فاستطاعت أن تلفت أنظار المخرجين والمنتجين إليها وظهرت للمرة الأولى علي شاشة السينما عام 1956 في فيلم “دليلة” مع الفنانة شادية والفنان عبد الحليم حافظ.
وعلي الرغم من أن والدها كان عسكريا لم يعترض علي عملها بالفن بل كان يحضر معها التصوير ويشجعها في مشوارها الفني ولكن عارض جدها أحد أعيان الإسكندرية والذي كان يعمل بالمحاماة دخولها ذلك الوسط بشده حتى وصل الأمر إلي حد تهديدهما بالحرمان من الميراث.
ولهذا السبب قررت زبيدة ثروت الالتحاق بكلية الحقوق والعمل كمحامية تحت التمرين في مكتب المحامي لبيب معوض إرضاء لجدها إلا أن تحول المكتب إلى ملتقى للمعجبين أدي إلي تركها له وانتهاء علاقتها بالمحاماة للأبد.
برعت الراحلة زبيدة ثروت في الأدوار الرومانسية حيث البنت البريئة والزوجة المتفانية أو الحبيبة المخلصة حتى أطلق عليها بعض النقاد لقب “ملكة الرومانسية” و”قطة السينما المصرية” وعلي الرغم من رغبتها في تغيير تلك الأدوار وحلمها بأداء شخصية الراقصة إلا أن العادات والتقاليد وصرامة الأسرة منعتها من ذلك.
كان لزبيدة ثروت شقيقة توأم تدعى “حكمت” وكانت تصحبها كظلها منذ الطفولة مرورًا بالمراحل الدراسية وحتى بعد دخولها مجال الفن والشهرة وتأثرت كثيرًا بها وكانت تصمم على وجودها بالقرب منها داخل ستوديو التصوير وفكر بعض المنتجين في إظهارهما بعمل فني مشترك كتوأمين ولكن حكمت رفضت لأنها لم تكن تهوى الفن وفضّلت الزواج والاستقرار.
زواج حكمت جعل زبيدة ثروت تشعر بفراغ كبير حيث وجدت شقيقتها فجأة بعيدة واختطفها زوج إلى بيت سعيد وتركت هي وحيدة وعن ذلك قالت زبيدة لمجلة “الكواكب” عام 1958 إنها شعرت بأكثر من الفراغ فالأصح هو شعورها بالغيرة إذ كيف تتزوج شقيقتي وأنا لا أتزوج ولهذا عندما كان أبي يتحدث عن العرسان الذين تقدموا لي كنت أحس بسعادة ونشوة وقلت له ذات يوم وأنا أهرب بعيني من عينه: أنا أريد أن أتزوج يا أبي فقال: من الأفضل أن تنتظري حتى تكملي دراستك، ساعتها ستتزوجين وتختارين لنفسك بنفسك.
وأصرت زبيدة ثروت على الزواج ما تسبب في غضب أبيها وبعد أيام عاد يقول لها إنه لا يمانع في الزواج وحدثت هي نفسها: كأنما كان الزواج أمنية لما كان بعيد المنال أما وقد فتح لي بابه على مصراعيه.. فإنني لن أتزوج وقالت لأبيها بإصرار: لن أتزوج يا أبي قبل التخرج.
تزوجت زبيدة ثروت في بداية حياتها من الرياضي إيهاب الغزاوي وبعد ذلك تزوجت بالمنتج السوري صبحي فرحات”وأنجبت منه بناتها الأربع “ريم” عام 1962م و”رشا” عام 1964م و”مها” عام 1965م و”قسمت” عام 1967 كما تزوجت بعد ذلك من المهندس “ولاء إسماعيل” والممثل “عمر ناجي” بينما كان الكوافير اللبناني “ نعيم” هو آخر أزواجها.
ماذا فعلت زبيدة ثروت حينما تجرأ عليها اللاعب العالمى بيليه أمام زوجها؟
كثيرة هي المواقف المحرجة التي تتعرض لها جميلات السينما المصرية وخاصة من ذوات العيون الجميلات كقطة الشاشة الفضية زبيدة ثروت التي تعرضت لأكثر من موقف محرج في حياتها.
زبيدة كما تروي في أحد حواراتها الصحفية التقت زوجها النقيب البحري إيهاب الغزاوي لأول مرة أثناء دراستها بالجامعة وتقدم لخطبتها على الفور ولكن عائلتها رفضت إتمام الارتباط أثناء الدراسة وبعدما حصلت على ليسانس الحقوق تكرر طلبه ووافقت الأسرة مرحبة بل وتم الزواج خلال 24 ساعة فقط.
زوج الفنانة المصرية كان رياضيًا إلى جانب عمله كضابط بحري وعندما زار نجم الكرة البرازيلية بيليه مصر توجها لزيارته بالفندق الذي كان يقيم فيه، وفوجئ الجميع ببيليه ينسى نفسه وظل ينظر لعينها متجاهلًا الجميع بشكل أحرجها بشدة “كان جريئًا جدًا في نظراته بشكل لم أكن أتخيله أو يتخيله أحد“.
زبيدة لم تكن تملك أي شيء تفعله للخروج من الموقف سوى الصمت “الرهيب” أما بيليه فقد خاطب زوجها بعدما أطال انظر بقوله: “خد بالك من عيون زوجتك أنهما أجمل عينين رأيتهما في حياتي” وابتسم الزوج أو اصطنع الابتسام إلا أن زوجته تؤكد اشتعال نيران الغيرة بداخله وأقسمت أن الموقف لو كان حدث مع شخص آخر لكان قتله على الفور.
زبيدة ثروت توصى عمرو الليثى بدفنها بجوار العندليب
أفصحت عن حب عبد الحليم حافظ لها وأنها هي الفتاة التي كان يحلم الزواج بها وتم رفضه بعد أن تقدم لخطبتها من أسرتها أكثر من مرة وفي المرة الأخيرة رد عليه أبي ردا قاطعا أنه يرفض زواج إبنته من مغنواتي.
فطلبت الفنانة زبيدة ثروت من الإعلامى عمرو الليثى فى احدى اللقاءات بأنه فى حالة وفاتها يقوم بدفنها فى مقبرة عبدالحليم حافظ..”وصيتى ليك يا عمرو إنى أدفن جنب عبد الحليم“.
فكشفت زبيدة ثروت عن مدى حبها للعندليب وحبه لها إلا أن القدر لم يكتب لهما الزواج.
افلام زبيدة ثروت
قدمت الفنانة المصرية خلال مشوارها الفني الذي امتد حتى السبعينيات عدداً كبيراً من الأعمال الناجحة ومن أبرز أعمالها السينمائية “نساء في حياتي” – “الملاك الصغير” – “شمس لا تغيب” – “في بيتنا رجل” – “يوم من عمري” – “الحب الضائع” – “زوجة غيورة جدا” بالإضافة إلي عدد من الأعمال المسرحية منها “20 فرخة وديك” و”عائلة سعيدة جداً”.
بينما كان فيلم “المذنبون” في أواخر السبعينيات هو آخر أعمالها قبل قرارها بالاعتزال وارتداء النقاب حيث تفرغت بعد ذلك للعبادة فقط ثم سافرت إلى الولايات المتحدة ولكنها عادت إلي القاهرة مرة أخرى.
نالت الفنانة “زبيدة ثروت” العديد من الجوائز المحلية والعالمية خلال مشوارها الفني حيث حصلت على لقب أجمل فتاة في الشرق من مجله الكواكب عام 1955م كما فازت في مسابقة أجمل مراهقة التي نظمتها مجلة الجيل وكرمها الزعيم الراحل “جمال عبد الناصر” عن دورها فيلم “في بيتنا رجل”.
رحلت صاحبة الوجه الملائكي وأجمل عيون زبيدة ثروت عن عمر يناهز 76 عام بعد صراع مع المرض حيث كانت تعاني من سرطان الرئة ونصحت قبل وفاتها على صفجتها على الفيسبوك الاباء والامهات لاولادهم بالتخلى عن التدخين .