https://youtu.be/IS5f7wQyy8A
أبوجا (الزمان التركية) أعرب إبراهيم أحمد مقري إمام الجامع الوطني في أبوجا بنيجيريا أن الخدمة تمثل وراثة حقيقية للنور النبوي، وممثلة حقا للشعاع الإسلامي ومجيبة لأسئلة الإنسان في القرن الحادي والعشرين؛ وهي تمثل بالحقيقة الإسلام في أنصع صوره؛ فالإسلام يواجه أعنف التحديات في هذه الآونة، والخدمة تقوم بإظهار أنصع صور الإسلام من خلال خدماتها التي تحلت بكامل الأدب والفناء التام في خدمة الإسلام، وعدم المباهاة أو الدعاوى الفارغة.
وأضاف مقري في حوار خاص مع جريدة “الزمان التركية”: أنّ الخدم ركزت على الجانب التعليمي، وأنها بذلك تساهم في التوعية وصد الثغرات التي لا تجد جماعة إسلامية تصدها؛ ثم إننا نلاحظ دور الخدمة الكبير في البلاد التي تسيطر عليها الأديان الأخرى، والتي تفتقر إلى المراكز التعلمية والجامعات والمدارس التي تواكب العصر الذي نعيش فيه، فتجد الخدمة تقوم بتمثيل الإسلام تمثيلا صادقا كما تساهم في تعليم أبناء هذه البلاد.
والجميل في تمثيل الخدمة للإسلام الحقيق الواضح البين، “أنها تبتعد عن الإسلام العنيف وتكفير الآخرين ولا تنتهج النهج الذي يتبنى أن الحق ما أراه حقا؛ والباطل كل الباطل مع الآخر”؛ بل إسلام التسامح وإسلام السلام والتعايش السلمي مع الآخرين، الإسلام الذي يسري في الآخر من خلال طبائعك من خلال تصرفاتك وأفعالك؛ لا من خلال أقوالك، أي أنهم بتصرفاتهم وبأخلاقهم وبمعاملتهم يؤثرون في الآخرين نعم؛ إننا سمعنا الكثير من الدعاة، سمعنا كثير من الوعظ، وقرأنا الكثير من الكتب، لكننا الآن نريد أن نرى إسلاماً مطبقاً، ممثلاً ومجيباً عن أسئلة الإنسان الحائر الذي يعيش في عالمنا اليوم.
وأكد مقري أن الخدمة بريئة من كل التهم التي نسبت إليها والتي يعف اللسان على التلفظ بها، فكيف يكمن أن ينسب إلى الخدمة هذه الدعاوي الفارغة التي رمتها بها إدارة الشؤون الدينية التركية!؟ وكيف ينسب إلي أهل الخدمة المروق في الإسلام والعياذ بالله!؟.
وفي نفس السياق قال مقرئ: “إنّ المشكلة الحقيقة هي عندما تتحول المؤسسات الدينية إلى أبواق للأنظمة السياسية؛ وتتخلى عن واجبها المنوط بها من توجيه السياسين وغيرهم إلى شرع الله سبحانه وتعالى وإلى رسالة الإسلام، لكنها للأسف الشديد تنحط بنفسها إلى هذا الحضيض؛ إلى هذا المستوى المتدني، بحيث تتحول إلى مجرد بوق كما قلت توجهها المؤسسات السياسية حسبما تريد. وإذا كانت المؤسسات الدينية تتدهور الى هذا المستوى المنحط جدا أخلاقيا ودينيا، ولا يمنعها الوازع الديني من هذا، فلا شك أن هذا هو الذي جلب للمسلمين التأخر الذي وجدوا أنفسهم فيه، وأصبحوا يتقاتلون فيما بينهم؛ ويكفرون بعضهم البعض”.
فأنا أوجه نصيحة – من مسلم غيور على دينه أرجو أن أكون كذلك إن شاء الله- إلى هذه المؤسسات الدينية أن تعود إلى رشدها، وأن تعود إلى واجبها الذي أنيطت به، وهو واجب الهداية وواجب خلافة رسول الله(ص) في هداية البشرية، والقيام بالدعوة الحق، وعدم الإنجرار وراء الأنظمة السياسية.
وبيّن مقري أن مؤسسات الخدمة في نيجيريا ولست مبالغا، أبدعت في مجال المجتمع المدني، ففي مجال التعليم أنشئت الخدمة مدارس تنافس أرقى المدارس في نيجيريا، بل تفضل عليها في جوانب كثيرة في بعض الأحيان ، نفتخر بأنها مدارس إسلامية، وبأنها تغرس الأخلاق الحميدة في المسلمين وخاصة الطلاب دون شعور من الطلاب، وليس عن طريق الوعظ الشفاهي لكن عن طريق غرز الأخلاق بالأفعال؛ والأساليب الحديثة التي تتواكب مع مطالب العصر الذي نعيش فيه، كما أن الخدمات الإجتماعية التي تقوم بها الخدمة خدمات جيدة جدا وجليلة؛ وليس في مجال المادي فحسب، بل الأهم من ذلك المجال المعنوي .
وقبل أن أختم دعوني أتوجه برسالة إلى الأستاذ فتح الله كولن، أن ما يحدث هو دلالة على قبول الله عمله وجهده، وأن الأنسان يُمتحن على قدر إيمانه، فلولا أن الله عز وجل يعلم أنه سيجتاز هذا الإمتحان لما امتحنه.
لا أشك عندي أنني أرى أنّ الأستاذ فتح الله كولن ومؤسسات الخدمة ستجتاز هذا الإمتحان بامتياز، وذلك بفضل إيمانها القوي بالله ولكن الواجب علينا أن نتحل بالصبر، وأن نستفيد من هذه الامتحانات وأن نستغلها في أحسن وجه وأن نحول الهزيمة إلى انتصار، هذه أشياء تعلمتها من خلال كتب الأستاذ فتح الله كولن والخدمة وأنا على يقين بأن الخدمة قادرة إن شاء الله على اجتياز هذه الأزمات.