أنقرة (الزمان التركية): خلال كلمته في قرعة تعيين القضاة والمدعين العامين بالقصر الرئاسي، أعاد الرئيس التركي رجب طيب أردوعان إلى الأذهان انتهاكات حقوق الإنسان التي عاشتها بلاده من قبل حتى كان المحكومون لمدة 15 – 20 عاماً يتعفنون في السجون، مستثنياً من ذلك فترة حكمه، حيث زعم أن الحملات الأمنية المنظمة في إطار “تحقيقات منظمة فتح الله غولن” لم تشهد أياً من حالات الظلم، على حد قوله.
أردوغان يدعي ذلك، لكنه بالذات اعترف في تصريحاته السابقة بأن الحابل اختلط بالنابل والأخضر باليابس في هذه الحملات الأمنية، وأنشأت رئاسة الوزراء لجاناً لبحث شكاوى المتضررين من الاعتقالات والفصل من العمل عقب محاولة الانقلاب الفاشلة منتصف يوليو /تموز الماضي، فضلاً عن أن رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كليتشدار أوغلو شدد على أن حزبهم تلقى عشرات الآلاف من شكاوى وتظلمات المواطنين حتى قال إن عدد ضحايا هذه الحملات بلغ المليون.
ووجه أردوغان انتقادات عنيفة للولايات المتحدة أيضاً، لامتناعها عن إعادة الداعية فتح الله كولن الذي يتهمه بتدبير المحاولة الانقلابية الفاشلة. وذكّر بأن رضا ضراب وهو الشخصية المحورية في تحقيقات فساد 17 و25 ديسمبر فتركيا معتقل لدى الولايات المتحدة الأمريكية وتابع: “حركة الخدمة تستضيف في تركيا مدعين عامين أمريكيين، ثم يعود هؤلاء إلى الولايات المتحدة الأمريكية.. وعندما يدخل أحد مواطني تركيا (ضراب إيراني الأصل) إلى أمريكا تعتقله السلطات وتلقيه في الحبس لنحو ستة أشهر دون محاكمة”، على حد تعبيره.
وكان المتحدث باسم المدعى الفيدرالي بريت بهارا المسؤول عن قضية رضا ضراب، رجل الأعمال الإيراني الحاصل على الجنسية التركية، قد أدلى بتصريحات كذّب فيها مزاعم أردوغان حول استضافته من قبل حركة الخدمة في تركيا، مؤكّداً أنه لم يزر تركيا في حياته ولو مرة.
كما علق أردوغان خلال كلمته على مسألة إعادة كولن بقوله: “عندما سألنا السلطات الأمريكية سبب عدم اعتقالهم ومحاكمتهم ذلك الشخص الذي حاول تنفيذ انقلاب في تركيا، أخبرونا بأن المؤسسة القضائية عندهم مستقلة. لا تؤاخذونا، لكننا نمتلك مؤسسة قضائية أكثر استقلالاً مما عندكم”، على حد وصفه.
هيلاري كلينتون مبتدئة!
وانتقد أردوغان أيضاً الدول الأعضاء في التحالف الدولي للحرب ضد داعش قائلاً: “تتحالفون مع حفنة من عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري وتطالبونها بتطهير سوريا من تنظيم داعش. أليسو هم إرهابيون أيضاً؟. لايمكنكم التحالف مع تنظيم إرهابي للقضاء على تنظيم إرهابي آخر. لا تؤاخذونا، لكننا كتركيا لن نسمح بإقامة ممر إرهابي”، وفق قوله.
ووصف أردوغان تصريح هيلاري كلينتون، مرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة الأمريكية، والتي تولت منصب وزيرة الخارجية لسنوات طويلة، حول مواصلتها دعم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري في حال فوزها بالرئاسة بـ”قلة الخبرة”، مشيراً إلى أنه يرى هذا التصريح نابعا من عدم الخبرة السياسية، على حد زعمه.
https://youtu.be/VUtfMvlkhL0