تقرير: علي عبد الله التركي
أنقرة (الزمان التركية) – توفى شيمون بيريز، أحد مؤسسي دولة إسرائيل المحتلة وتولى منصب الرئاسية في الفترة من عام 2007 وحتى عام 2014 عن عمر يناهز 93 عاماً.
وبالتأكيد أحد أهم الوقائع المتعلقة ببيريز والعالقة في الأذهان هى واقعة “دقيقة واحدة” التي جمعته بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي كان رئيس الوزراء آنذاك، في منتدى دافوس. ففي التاسع والعشرين من شهر يناير/ كانون الثاني عام 2009 وأثناء جلسة “غزة نموذج السلام في الشرق الأوسط” قطع رئيس الجلسة كلمة أردوغان التي كان يرد فيها على انتقادات الرئيس الإسرائيلي آنذاك شيمون بيريز وذلك بحجة انتهاء المدة، مما دفع أردوغان إلى مغادرة الجلسة، مؤكدًا أنه لن يشارك بعد الآن في اجتماعات دافوس.
فخلال الجلسة وبعد كلمة بيريز الذي دافع فيها عن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تدخّل أردوغان قائلاً: “أنت أكبر مني سنة، لكن صوتك عالٍ جدا. وهذا من سمات علم النفس الجنائي”. وأفاد أردوغان خلال كلمته أن إسرائيل حولت قطاع غزة إلى سجن كبير مكشوف وعزلته عن العالم ولم تعترف بقرار الأمم المتحدة واستهدفت مباني الأمم المتحدة في مرأي ومسمع من العالم. وعندما قطع رئيس الجلسة كلمة أردوغان في الدقيقة الثانية عشر قاطعه أردوغان قائلاً: “دقيقة واحدة” مما أثار رد فعل عالمي كبير.
لم أستهدف الإسرائيليين وبيريز واليهود
لكن حقيقة داوفوس التي لا يعرفها الكثيرون أن أردوغان التقى برئيس المنتدى كلاوس شواب عقب مغادرته الجلسة بعد التوتر الذي وقع بينه وبين بيريز. وبعد اللقاء القصير عقد أردوغان وشواب مؤتمراً صحفيًا أوضح خلاله أن رد فعله خلال جلسة قطاع غزة التي شارك فيها بيريز كان موجهاً لرئيس الجلسة وليس بيريز قائلاً: “لم أستهدف الإسرائيليين وبيريز واليهود بأي شكل من الأشكال”. وأضاف أردوغان أنه غادر الاجتماع الذي كان على وشك الانتهاء، مؤكداً أنه أراد أن يوضح بالتفصيل ما حدث كي لا يوضع كلامه في غير موضعه.
وقوف أردوغان مصفقاً لكلمة بيريز في البرلمان التركي
قبل عامين من واقعة دافوس ألقى بيريز كلمة في البرلمان التركي في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2007. وكانت هذه المرة الأولى التي يُلقي فيها بيريز، الذي أصدر تعليمات بقتل مئات الآلاف من الأبرياء في فلسطين، كلمة داخل برلمان دولة مسلمة.
وعقب إنهاء بيريز كلمته وقف جميع النواب بما فيهم أردوغان مصفقين لبيريز.
أردوغان لناشطي ومنسقي مافي مرمرة: هل طلبتم مني الإذن
في الحادي والثلاثين من شهر مايو عام 2010 هاجمت قوات الدفاع الإسرائيلية 6 سفن تابعة لهيئة الإغاثة الإنسانية التركية (IHH) وحركة غزة الحرة كانت تسعى لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة في المياه الدولية بالبحر الأبيض المتوسط، مما أسفر عن استشهاد 9 أتراك كانوا على متن سفينة مافي مرمرة وإصابة البعض واحتجاز السفن ومن على متنها رهائن.
رُفعت دعاوى قضائية داخل المحاكم التركية بشأن الواقعة وأعلنت الهيئة القضائية أن المتهمين لم يحضروا الجلسات وأصبحوا فارين من العدالة، مما دفعها إلى إصدار قرار اعتقال غيابياً بحق رئيس الأركان الإسرائيلي آنذاك جابي أشكنازي وقائد القوات البحرية ألفرد ماروم ورئيس المخابرات عاموس يدلين وقائد القوات الجوية أفيشاي ليفي وإصدار نشرة حمراء من الشرطة الدولية إنتربول للقبض عليهم لتنفيذ حكم الاعتقال بتهمة القتل المتعمد.
لكن تبين فيما بعد أن حكومة العدالة والتنمية لم ترسل قرار المحكمة إلى الإنتربول بإلقاء القبض على الأشخاص المذكورين.
وعلى الصعيد الآخر تناول أردوغان في كلمته بمائدة إفطار في منطقة باشتبه في شهر يونيه/حزيران الماضي اتفاق التطبيع مع إسرائيل وانتقد خلال كلمته هيئة الإغاثة الإنسانية التركية المنظمة لرحلة سفينة مافي مرمرة بقوله: “هل طلبتم الإذن من رئيس الوزراء آنذاك كي ترسلوا مساعدات إنسانية كهذه من تركيا إلى القطاع؟”.