أنقرة (الزمان التركية) – لمّح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى إصلاح العلاقات مع الاتحاد الأوروبي في الرسالة التي نشرها بمناسبة يوم أوروبا الموافق اليوم الثلاثاء ، وذلك بعدما تصدر الرأي العام بتصريحاته المعادية للاتحاد الأوروبي خلال الاستفتاء الشعبي على التعديلات الدستورية التي وسعت صلاحياته.
وقال أردوغان إن الأحزاب اليمينية المتطرفة تسيطر على الحياة الاجتماعية والسياسية لأوروبا، مفيدًا أن أكبر تهديد لمستقبل الاتحاد هي الخطابات المتطرفة المتنامية على الساحة الأوروبية، متناسيًا الخطابات العدائية التي استخدمها خلال فترة الاستفتاء.
وحمل أردوغان في رسالته مسؤولية العلاقات المتأزمة بين تركيا وأوروبا على الأخيرة، حيث زعم أن هذه السياسات والممارسات المتطرفة المتنامية في أوروبا أضرت بالعلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي، معربا عن رغبة بلاده التي تُعد جزءًا من أوروبا منذ مئات السنوات من الناحية الثقافية والجغرافية والتاريخية مواصلة مفاوضات العضوية التي تعتبرها تركيا هدفًا استراتيجيًّا في إطار الاحترام المتبادل والمساواة والربح للجميع، على حد تعبيره.
يُذكر أن أردوغان ذكر في آخر رسائله قبيل الاستفتاء الدستوري أن الاتحاد الأوروبي قد يصادف العديد من المفاجآت عقب الاستفتاء، كما لمّح أردوغان خلال الآونة الأخيرة إلى احتمالية إقامة استفتاء شعبي على مواصلة مفاوضات العضوية مع بروكسل.
وكانت العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي قد بلغت نقطة انهيار قبيل الاستفتاء الدستوري، حيث شبه المسؤولون الأتراك وفي مقدمتهم أردوغان سياسات أوروبا بالنازية والفاشية، وذلك على خلفية منع الدول الأوروبية المسؤولين الأتراك من إقامة لقاءات جماهيرية على أراضيها. وبناء على هذا وجهت العواصم الأوروبية انتقادات شديدة اللهجة إلى تركيا.
هذا التراجع ليس الأول من نوعه، حيث رأى الشارع التركي والدولي تغيرات وتراجعات كاملة في مواقف وسياسات أردوغان، خاصة في السنوات الخمس الأخيرة، أهمها تغير مواقفه من إسرائيل، حيث وقع على تطبيع العلاقات معها بعد أن كان يستخدم خطابا عدائيا لها بسبب أزمة سفينة مافي مرمرة، وكذلك تراجعه مع روسيا، إذ اعتذر من نظيره الروسي فلاديمير بوتين بسب إسقاط الطائرة الروسية بعد أن رفض ذلك وعمق الأزمة بخطاباته الرنانة الموجهة إلى السياسة الداخلية، وما إلى ذلك من القضايا التي تبنى فيها خطابًا شعبويّا يحقق له مصالح آنية ولكنه يخلف أضرارًا باقية.
وعلى الصعيد الآخر أعلن الوزير التركي للشؤون الأوروبية وكبير المفوضين عمر شاليك أنه سيتوجه إلى بروكسل وستراسبرج في العاشر والحادي عشر من الشهر الجاري في زيارة رسمية، حيث سيلتقي في بروكسل بكل من الممثل الأعلى للسياسات الأمنية والخارجية في الاتحاد الأوروبي ونائب رئيس المفوضية الأوروبية فيديريكا موغيريني ومسؤول مفاوضات التوسع وسياسة الجوار يوهانس هان ومسؤول الهجرة والشؤون الداخلية والمواطنة ديميتريس افراموبولوس ونائب الرئيس الأول للمفوضية الأوروبية فرانس تمرمانس.
هذا وسيتوجه شاليك بعدها إلى ستراسبرج حيث سيلتقي بالأمين العام للمجلس الأوروبي ثوربيورن ياغلاند على مائدة عمل وسيتناول خلال لقاءاته كل أبعاد العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي.