بقلم: عبد الرحمن الطنطاوي
الثمانية عشر يوما التى قضاها المصريون فى ميدان التحرير إبان ثورة الخامس والعشرين من يناير عام 2011 عندما ثاروا وتحركوا ضد مبارك ونظامه كانت ملهمة للكثيرين بما قدمته من دروس وعبر باعتبارها تحركا سلميا تماما استطاع أن يزيح نظاما راسخا قام على دعامة الأمن ويفرز عملية ديمقراطية تتسع لجميع اللآراء والتيارات.
ولأن أردوغان يحلم بأن يجمع بين مزايا الأشخاص والدول حتى لا يعانى عقدة النقص فكر فى إبقاء الناس فى الشارع لحاجة فى نفس يعقوب بدعوى حراسة الديمقراطية. أما حراسة الديمقراطية فهذا هو الظاهر وكان لسببين:
الأول : التشبه بالحالة المصرية
الثاني : استغلال الحالة فى بث الكراهية والطائفية وتحفيز الأفراد والجماعات على عداء حركة الخدمة ومنتسبيها
وشهدنا آثار النقطة الثانية متمثلة فى خطوات عملية منها اقتحام المؤسسات التابعة للخدمة وتخريبها
وإعلان بعض المحال التجارية عدم رغبتها فى البيع لمنتسبي الخدمة ، وكثرة حالات الفشل الأسري بطلاق المتزوجين أو انفصال المخطوبين ووشاية بعض الأقارب ببعض لدى الجهات الأمنية ومحاولة الجيران إيذاء منتسبي الخدمة بكتابة بعض العبارات الجارحة لمشاعرهم على أبواب وجدران البنايات على سبيل المثال ( جارنا فى شقة رقم … هو داعم للإرهابيين).
أما الحاجة التى فى نفس يعقوب فتكمن فى نيته تمرير قانون الطوارئ ليتسنى له عمل ما يريد و إن كان لا حاجة له فقد ضرب بالدستور والقانون عرض الحائط بعد أحداث السابع عشر من ديسمبر 2013 التي كشفت فساده هو وعائلته وحكومته.