رغم فشل المحاولة الانقلابية إلا أن أردوغان وجدها فرصة لاستكمال انقلابه والاستيلاء علي مفاصل الدولة وتوجيهها بالكامل نحو التشدد والتطرف. (أحمد عبد الخالق، الأهرام المسائي)
تتباهى حكومة أردوغان بفصل أكثر من عشرين ألفاً من المعلمين، ومصادرة أهم مدارس غولن في تركيا، واعدة المواطنين بتعيين أساتذة جدد وبتأمين تعليم عالي الجودة، علماً أن شبكة غولن تضم أكثر من 2000 مدرسة في تركيا وآسيا الوسطى وأوروبا وأفريقيا وأميركا، فضلاً عن خمسة مستشفيات، وعدد من البنوك والجامعات والمعاهد والصحف والمجلات ودور النشر، والأهم من ذلك كله الآلاف من مراكز تحضير الطلبة للدخول إلى الجامعات وتأمين أماكن السكن في المدن، هل يمتلك حزب «العـــــدالة والتنمية» بدائل جاهزة لهذه المؤسسات؟ وهل يمتلك الخبرة والخــــدمات وجودة التعليم نفسها التي اعتادت هيئة «الخـــدمة» على تقديمها على مدار عشرات السنين؟. (علي مزيد، جريدة السفير)
المتابع للخدمة وأنشطتها داخل العالم الاسلامى وخارجه يعى جيداً أن القيمة الحقيقة للخدمة فى ظل الانطباع الغربى السائد عن المجتمعات الإسلامية، تتجلى فى كون الخدمة جماعة تربوية فكرية تنطلق من مفاهيم الإسلام الوسطى لتقديم حلول فكرية مقابلة للمفاهيم الإسلامية الراديكالية المتطرفة التي تغزو العالم اليوم مدعومة بالمال والأفكار، وتعمل الخدمة على نشرها وتنطلق منها لتقديم نظرية اجتماعية واقتصادية شاملة تتجاوز اشكاليات عصر ما بعد الحداثة الذى نعيشه اليوم بمفهومه المادى وما نتج عنه من اشكاليات. (علاء سمير، ناشط حقوقي)
يصعب تجاوز حقيقة أن هذا الانقلاب الذى لم يستمر أكثر من ثمانى ساعات لم تمس أحداثه ولو شعرة واحدة من رأس قادة ورموز النظام الحاكم، كما يصعب تجاوز حقيقة الإجراءات الانتقامية ضد مؤسسة القضاء وقادة الجيش، ومعهم ما يسمى فى عرف النظام بـ «المجتمع الموازي» أي كل أنصار وكل مؤيدي جماعة المفكر الإسلامي البارز فتح الله جولن داخل تركيا، ومطالبة الولايات المتحدة رسمياً بتسليمه إلى أنقرة، وهى حقيقة تكشف بل وتؤكد أن النظام لم يكن بعيداً تماماً عن هذا الانقلاب، أو أنه على الأقل كان متابعاً لأهم تفاصيله ومعلوماته، وأنه أعد العدة لإجهاضه وتحجيم خسائره، مع حرص شديد على توظيفه للقضاء نهائياً على كل بؤر المعارضة للزعامة المتفردة والمستبدة لرئيس النظام. (محمد السعيد إدريس، الأهرام)