واشنطن (الزمان التركية) – بالرغم من مرور ما يزيد على ثلاث سنوات على ظهور فضائح الفساد والرشوة في صفوف مسؤولي حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا وشخصيات من عائلة الرئيس رجب طيب أردوغان ومقربين منه في 17-25 ديسمبر/ كانون الأول 2013، إلا أن أصداء الفضائح لا تزال تلقي بظلالها على الصحف العالمية.
فقد أوضح المستشار السابق بالبنتاجون والأكاديمي الأمريكي مايكل روبين، أن الرئيس أردوغان غاضب من لقاء المسئولين عن التحقيقات الجارية مع رجل الأعمال الإيراني رضا ضراب المعتقل حاليا في الولايات المتحدة الأمريكية، والذي تورط اسمه في أغلب وقائع الفساد والرشوة في 2013، مشيرا إلى أن أردوغان وأفراد عائلته يمتلكون حسابات في البنوك الأوروبية الخاصة.
وأكد الأكاديمي الأمريكي مايكل روبين أن حالة الاستقطاب تفاقمت في الداخل التركي، قائلا: “نحن نعرف التاريخ السياسي التركي، الأمر الذي يشير إلى أن هذا النوع من الاستقطاب يمهد الطريق إلى العنف عامة. في الواقع الأوضاع الخاصة بالاستفتاء مختلفة. فالصلاحيات الديكتاتورية التي سيحصل عليها أردوغان تسمح بتغيير وجه تركيا تماما”.
وعلق مايكل روبين على الاستفتاء في تركيا، خلال حوار صحفي مع وكالة أنباء الفرات (ANF) قائلا: “إن ظهور مخاوف تجاه إلقاء هذا العدد الهائل من معارضي أردوغان في السجون ومعاقبة عائلاتهم باستخدام أدوات ووسائل الدولة وتخريب البلاد من النواحي الاقتصادية يظهر أن هؤلاء الأشخاص لن يوافقوا على تعديلات النظام الرئاسي، ويتضح منه أنه إشارة على استمرار التوتر داخل المجتمع ونموه. باختصار، أنا متخوف من جر البلاد إلى صراع داخلي طويل الأمد، وإن لم يتحول إلى حرب داخلية”.
إذا فرضنا أن أردوغان لن يتلاعب في الاستفتاء…
وأضاف روبين: “من الممكن أن تتوقع استطلاعات الرأي فشل أردوغان في الاستفتاء المرتقب، ولكنها تضع توقعاتها على أساس أن أردوغان لن يتلاعب في النتائج. ولكن الحقيقة هي أن الديمقراطية التركية تلقت ضربة قاتلة من أجل إرضاء “أنا أردوغان”. وحتى وإن كانت النتائج ستخرج بـ”لا”، فإن أردوغان سيدعو المواطنين لإعادة الانتخابات للحصول على الأغلبية اللازمة، ومن ثم عمل التعديلات اللازمة”.
لديهم العديد من الحسابات البنكية في أوروبا وروسيا…
وكان روبين قد أثار موجة من الجدل على حسابه على تويتر، من خلال تغريدة قال فيها: “عجبا، أيحسب أردوغان أننا لا نعرف أين يخبئ الأموال التي سرقها؟”.
وقال: “إن أردوغان وأفراد عائلته لديهم عدد كبير من الحسابات البنكية في بنوك أوروبية وروسية خاصة. ويعتبر هذا من الأسباب الرئيسية لغضب أردوغان من التحقيقات الجارية مع رجل الأعمال الإيراني رضا ضراب المحتجز حاليا في الولايات المتحدة”.
وأكد روبين أن فساد الرئيس أردوغان يعلمه الجميع، قائلا: “إن دولا مثل أوروبا وأمريكا بالتأكيد لها أجهزة استخبارات وتعرف أين يخبئون أموالهم. والرئيس الروسي فلاديمير بوتين أيضا يعرف ذلك. والسبب وراء غضب أردوغان بهذا الشكل من احتجاز رضا ضراب في أمريكا، هو أن هذه الوثائق والملفات ستخرج إلى النور في حالة التحقيق معه”.