قندوز (أفغانستان) – بدأ مقاتلو حركة طالبان اليوم الاثنين هجوما جديدا على قندوز كبرى مدن شمال افغانستان التي سيطروا عليها لفترة وجيزة العام الماضي.
ويسلط هذا الهجوم الضوء على انعدام الاستقرار المستمر في أفغانستان عشية مؤتمر للجهات المانحة في بروكسل يمشاركة اكثر من 70 دولة مانحة ويستمر الثلاثاء والاربعاء بهدف تقييم المساعدة المالية التي يجب تقديمها الى افغانستان بحلول العام 2020 وتفادي انهيار البلاد.
وقال شاهد في قندوز ان “الهجوم بدأ الاثنين قرابة الساعة 03:00 (22:30 ت غ الاحد) انطلاقا من المدخلين الجنوبي والشرقي” وان المواجهات “العنيفة” ضد القوات الحكومية كانت لا تزال مستمرة قبل الظهر.
وأشارت مصادر عدة ، بحسب رويترز، الى ان طالبان استعدت جيدا للهجوم على ما يبدو مع تقدم اربعة طوابير من المقاتلين في الوقت نفسه نحو وسط المدينة.
وترى حركة طالبان ان مؤتمر بروكسل يهدف “مرة اخرى الى ملء جيوب المتعاقدين الاجانب وشركائهم دون تقديم اي تحسن في الحياة اليومية للمواطنين”.
يشارك في المؤتمر ممثلو الاتحاد الاوروبي والحكومة الافغانية والامين العام للامم المتحدة بان كي مون ووزير الخارجية الاميركي جون كيري. ويفترض ان يفضي المؤتمر الى وعود بتقديم مساعدات بقيمة ثلاثة مليارات يورو على الاقل بحلول العام 2020.
وصرح مسؤول اوروبي كبير قبل الاجتماع ان “احدا لا يمكن ان يسمح بعودة انعدام الاستقرار الى افغانستان”، وذلك في اطار الازمات التي يشهدها الشرق الاوسط.
وقال أحد السكان ويدعى عبد الله (28 عاما) “الطرقات مقفرة بالكامل والمتاجر مغلقة. مقاتلو طالبان يطوقون المدينة بشكل كامل”، مضيفا “نحن عالقون في منازلنا بسبب المواجهات ولسنا قادرين على الخروج”.
واعلن متحدث باسم طالبان تبني الهجوم “في اطار الهجوم العمري” الذي بدأ في الربيع نسبة الى الزعيم السابق للحركة الملا عمر.
وقال المتحدث ذبيح الله مجاهد في بيان “هذا الصباح شن مجاهدونا هجوما على مدينة قندوز انطلاقا من اربع نقاط”.
وتابع “لقد حققنا تقدما سريعا وقتلنا وجرحنا العديد من عناصر قوات العدو”.
من جانبه اشار المتحدث باسم حاكم قندوز محمود دانيش الى ان “قوات الامن ردت مقاتلي طالبان في احد الاحياء لكن المواجهات مستمرة حوله وخصوصا في محيط المستشفى”، دون ان يحدد ما اذا وقع ضحايا.
واتهم المتحدث متمردي طالبان “بالاختباء واتخاذ مواقع بين منازل المدنيين”.
وكان مقاتلو الحركة سيطروا قبل عام لفترة وجيزة على قندوز كبرى المدن الوحيدة التي سقطت بين ايديهم منذ اطاحة نظامهم في العام 2001.
وتطالب حركة طالبان بانسحاب القوات الاجنبية وبوضع حد لاي تدخل غربي في “امارة افغانستان الاسلامية” وهو الاسم الذي تطلقه على البلاد.
وتنشر القوات الغربية 10 الاف عنصر خصوصا من الجيش الاميركي بموجب تفويض من حلف شمال الاطلسي (الناتو) لمساعدة حكومة الوحدة الوطنية برئاسة اشرف غني.
الا ان نفوذ القوات الحكومية ظل هشا منذ استعادتها السيطرة على قندوز في ايلول/سبتمبر الماضي، وذلك على غرار عدة اقاليم تتعرض لهجمات المتمردين باستمرار مما يؤدي الى نزوح المدنيين.