برلين (زمان التركية) – أكد المشرفون على صحيفة “الزمان التركية” في ألمانيا أن الصورة التي نشرتها عناصر الجيش الإلكتروني التابع لحكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي تزعم فيها أن حركة الخدمة قدمت العزاء في وفاة رئيس إسرائيل السابق شيمون بيريز ووصفته بـ”رجل السلام والحوار” مفبركة وممنتجة وعارية عن الصحة تماماً.
وكان عديد من عناصر الجيش الإلكتروني التابع للحكومة التركية سعوا لترويج الدعاية السوداء ضد حركة الخدمة من خلال نشر صورة ادعوا أنها مأخوذة من الصفحة الأولى لصحيفة “زمان” التي تصدر في ألمانيا تضمّ صورة كل من الأستاذ فتح الله كولن والرئيس الإسرائيلي السابق شيمون بيريز، وتحرير خبر يزعمون فيه أن الصحيفة قالت إن العالم فقد رجل دولة كبير بوفاة بيريز.
والمعروف أن تركيا أوفدت السفير التركي السابق في تل أبيب، سفير تركيا الحالي في الأمم المتحدة فريدون سينيرلي أوغلو للمشاركة في جنازة رئيس دولة الاحتلال السابق شيمون بيريز.
وشغل فريدون سينيرلي أوغلو منصب وزير الخارجية في تركيا عقب انتخابات السابع من يونيو /حزيران 2015 وحتى تشكيل الحكومة الجديدة بعد الانتخابات المبكرة في نوفمبر / تشرن الثاني من العام نفسه، وهو مهندس المفاوضات بين تركيا وإسرائيل التي انتهت بتوقيع اتفاقية تطبيع العلاقات بينهما في 26 يونيو/ حزيران الماضي.
والغريب أن عديداً من الموالين للرئيس رجب طيب أردوغان وحكومة العدالة والتنمية، بينهم كُتابٌ مثل عبد الله يلديز، ومسؤولون مثل رئيس بلدية أنقرة الكبرى، رأوا في هذه الصورة الممنتجة فرصة ذهبية وراحوا يهاجمون حركة الخدمة ويحاولون خلق صلة بين الخدمة وإسرائيل، دون أن يتبينوا ويتأكدوا من صحتها.
وأحد هؤلاء المسؤولين مليح جوكتشيك رئيس بلدية العاصمة أنقرة التابعة لحزب العدالة والتنمية الحاكم، إذ أعاد نشر هذه الصورة المفبركة لصحيفة زمان، لكنه عندما تبين له في وقت لاحق أنها مفبركة اضطر لحذف الصورة من حسابه على تويتر.
وما أثار الصدمة هو أن بعضاً من المتحمسين للحكومة ظنوا أن النسخة التركية لصحيفة زمان هي التي وصفت رئيس إسرائيل السابق بيريز برجل السلام والحوار، فانهالوا بالافتراءات والانتقادات على أبناء حركة الخدمة والأستاذ فتح الله كولن عبر حساباتهم، ناسين أن إدارتها انتقلت قبل نحو نصف عام إلى الحكومة التركية بعد فرض حراسة قضائية عليها ومن ثم أغلقت عقب محاولة الانقلاب الفاشلة.
وتقدم هذه الواقعة دليلاً على الطريقة التي يتبعها الجيش الإلكتروني لحكومة العدالة والتنمية في الدعاية السوداء ضد من يعتبرونه معارضاً دون الالتزام بأي مبدأ أخلاقي.