تقرير: يوكسل جلبنار
أنقرة (الزمان التركية) – يواصل تنظيم داعش الإرهابي استهداف مدينة غازي عنتاب جنوب تركيا في ظل ادعاءات حول تواجد كثيف للتنظيم داخل المدينة الواقعة على الحدود مع سوريا.
في أغسطس الماضي وقع هجوم انتحاري دموي في ساعات المساء استهدف حفل زفاف في حي باي بهشه في بلدة شاهين باي التابعة لمدينة غازي عنتاب وأسفر عن مقتل 54 شخصاً وإصابة 94 آخرين.
“داعش يسيطر رسميا على 3 أو4 أحياء”
أعد وفد حزب الشعب الجمهوري المعارض الذي توجه إلى المدينة عقب الهجوم الانتحاري المشار إليه تقريراً مثيراً للتساؤلات في ختام الدراسات التي أجراها بالمدينة. وعرض التقرير أمام الأعين التشكيل الهيكلي للتنظيم الإرهابي داخل المدينة.
نقلت أليف دوغان توركمان، نائبة الحزب عن مدينة أضنة والتي كانت ضمن الوفد، شهادات سكان المنطقة الذين أفادوا أن التنظيم الإرهابي يتمتع بنفوذ قوي داخل المدينة، مؤكدين أن التنظيم يسيطر كلياً على 3 أو4 أحياء بالمدينة، وأن الدولة تتجاهل الأمر.
وأضافت توركمان أنها التقت ببعض التجار في المنطقة قائلة: “وفقا للشهادات التي حصلنا عليها منهم، فإن داعش يتشكل ويتنظّم داخل المدينة بصورة مؤثرة جداً. فهو يسيطر تماما على 3 أو4 أحياء بالمدينة، وهى غالبا المنطقة التي تم تحريرها. ويوجد اعتقاد سائد بين السكان هنا بأن الدولة تتغافل عن هذا الأمر”.
معارضة رئيسة بلدية غازي عنتاب لادعاءات وجود حي للدواعش بالمدينة
على الصعيد الآخر، كان النائب السابق عن حزب الشعب الجمهوري المعارض جوكهان جونايدين قد صرّح خلال مشاركته في برنامج “منطقة محايدة” على قناة سي إن إن التركية بأن مدينة غازي عنتاب تضم حياً خاصاً بالدواعش، غير أن رئيسة بلدية غازي عنتاب التابعة للحزب الحاكم فاطمة شاهين عارضت وانتقدت هذا التصريح بشدة، داعيةً جونايدن للقدوم إلى المدينة واصطحابها إلى ذلك الحي.
وأوضحت شاهين أن غازي عنتاب مدينة ثقافية قائلة: “غازي عنتاب هي المدينة التي تعيش فيها فئات مختلفة في سلام ووئام. وإلى اليوم لم تشهد أية مشاكل. فمدينتي تستضيف 350 ألف مهاجر سوري ولدينا صناعة قوية. نحن مدينة ذواقة ومطبخها غني بالأطعمة والمشروبات التركية التقليدية، لهذا فإن هذه الادعاءات تضر بقطاع السياحة في مدينتنا”.
وشدّدت شاهين على أن غازي عنتاب مدينة آمنة بقدر الأمن الذي تتمتع به كل من الولايات المتحدة وفرنسا.
دويّ انفجارات في غازي عنتاب رغم الزعم بعدم احتوائها على حي للدواعش
ويوم أمس استشهد ثلاثة من عناصر الشرطة بعدما فجّر انتحاري نفسه خلال مداهمة الشرطة لمنزل خلية داعشية في مدينة غازي عنتاب، مما أثار تساؤلات حول الوجود الفعلي لحي الدواعش بالمدينة. والطامة الكبرى هو أن والي غازي عنتاب علي يرليكايا أدلى بتصريحات فاضحة أمام عدسات الكاميرات، حيث تطرق في حديثه إلى الانتحاري محمد قدير جابل قائلاً “فجّر نفسه في البناية المقابلة ومنطقة خالية كي لا يؤذي الجيران وقاطني المنازل المحيطة”، وهو تصريح كاشف لمكنون صدور المسؤولين الأتراك.
هل يجدي إعادة ترتيب الخارج قبل ترتيب البيت من الداخل.
“لينسَ أردوغان أمر داعش في الموصل، فغازي عنتاب بها قدر كاف منهم”
في اجتماع مجلس شورى علماء الإسلام في أوراسيا الذي أقيم يوم الأربعاء الماضي بمدينة إسطنبول، انتقد أردوغان في كلمته تصريحات حكومة بغداد حول عدم رغبتها في مشاركة تركيا في عملية تحرير الموصل، ووجه خطابه إلى رئيس الوزراء العراقي قائلاً: “سنشارك في العمليات العسكرية التي ستشهدها مدينة الموصل العراقية عما قريب، مثلما شاركنا في عمليات جرابلس والراعي. هو يهينني شخصياً. أنا لم أوجه إليك الحديث. فأنت لست في مكانتي ولست ندا لي. عويلك وصراخك لا يعنينا بشئ. فلتعلم أننا سنمضي في طريقنا. من يكون رئيس وزراء العراق هذا. الزم حدودك”.
وأعرب خلال كلمته عن رغبته في المشاركة في العمليات العسكرية في الموصل ضد داعش.
هل ستكلف رغبة أردوغان في النظام الرئاسي تركيا ثمناً باهظاً؟
السؤال المراد طرحه هنا هو هل الوجود الداعشي في الموصل أكثر خطورة على تركيا من الوجود الداعشي في غازي عنتاب، أم أنه يريد أن يوظف المشاركة في عملية تحرير الموصل لتكون ذخيرة له في طريقه إلى إحلال النظام الرئاسي؟
أم أن أردوغان الذي يسعى لإثبات قوته بالمشاركة في عملية الموصل يرغب في بدء عام 2017 رئيساً في ظل نظام رئاسي مثلما قال الكاتب المؤيد للنظام الحاكم عبد القدير سلفي؟