بيروت (الزمان التركية) – دعا اتحاد المصارف العربية إلى إنشاء لوبي مصرفي عربي يستثمر كل طاقاته في بناء مستقبل أفضل للاقتصاد والاجيال العربية.
وقال رئيس مجلس إدارة اتحاد المصارف العربية الشيخ محمد الجراح الصباح في كلمة في افتتاح المؤتمر المصرفي العربي السنوي لعام 2016 في بيروت أمس الخميس إن السلام والأمن مسؤولية الحكومات والقوى السياسية والاقتصادية ومن بينها القطاع المصرفي العربي وذلك من خلال إعادة الاعمار والبناء ودفع عجلة الاقتصاد والاستثمارات.
ولفت الشيخ محمد الجراح إلى الإمكانات الكبيرة التي يمتلكها القطاع المصرفي العربي من خلال اصوله التي تخطت 3ر3 تريليون دولار وبلغت ودائعه المجمعة أكثر من تريليوني دولار في حين تخطت قروضه الممنوحة للغير 7ر1 تريليون دولار.
وذكر أن عدد المؤسسات المصرفية العربية بلغ نحو 500 مؤسسة وتزيد أصولها المجمعة عن حجم الاقتصاد العربي حيث تقدر بحوالي 109 بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي.
ولفت إلى أن اتحاد المصارف العربية سيبحث في إمكانية إنشاء “لوبي مصرفي عربي دولي” إنطلاقا من حرصه على تعزيز الاستقرار المالي والتكامل الاقتصادي في ظل التحديات السياسية والأمنية وإنخفاض أسعار النفط إلى مستويات تاريخية.
وأكد أهمية إقامة تكتل مصرفي عربي لمواجهة البنوك العالمية ومنعها من التحكم بالمصارف أو المؤسسات المالية العربية والسماح بتوظيف نسبة من الاستثمارات العربية في الخارج داخل الدول العربية مما سيؤدي إلى خلق فرص عمل تساهم في تنمية المنطقة العربية ككل.
وأعلن عن عزم اتحاد المصارف العربية إقامة مؤتمر لتعزيز الاستثمار في دولة فلسطين في العاصمة الاردنية عمان في فبراير 2017 تحت عنوان (الاستثمار في فلسطين) إنطلاقا من ضرورة قيام المصارف العربية بتعزيز الاقتصاد الفلسطيني وقطاعه المصرفي.
بدوره أعرب رئيس مجلس ادارة الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب جوزيف طربيه عن قلقه ازاء حجم التداعيات التي خلفتها الاضطرابات والنزاعات العربية على المصارف العربية والتي كبدتها أكثر من 600 مليار دولار في نشاطها الاقتصادي.
واعتبر طوبيه أن نجاح المصارف في إيجاد لوبي مصرفي عربي دولي يسهم في تفعيل الدور العربي في صياغة القرارات المالية والاقتصادية الصادرة عن المؤسسات الدولية وتطوير التنسيق مع المؤسسات الرقابية بمرونة مع متطلبات الانفتاح المصرفي العربي الدولي.
من جانبه، قال حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ان انتخاب الرئيس اللبناني ميشال عون وتكليف النائب سعد الحريري لتشكيل الحكومة يعززان الثقة بالاقتصاد والاستثمار في لبنان.
وتوقع سلامة أن تبلغ نسب النمو في لبنان العام 2016 ما بين 5ر1 و2 بالمئة مع نسب تضخم تقارب الصفر.
من جهته أعرب رئيس الهيئات الاقتصادية في لبنان عدنان القصار عن أمله في أن يشهد لبنان مزيدا من الانفراج في علاقاته مع الاشقاء بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في ظل التغير القائم في المشهد السياسي اللبناني.
وأكد القصار أهمية إيجاد تكتل مصرفي عربي يقوم بدور في صياغة السياسات الدولية بما يتناسب مع القطاع المصرفي العربي ويثبت حضورا عربيا فاعلا على الصعيد الدولي.
من جهتها قالت وزيرة التعاون الدولي في مصر الدكتورة سحر نصر ان التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية العربية التي حصلت في الفترة الماضية منحت فرصة هامة لجعل اقتصادات دول المنطقة تكتسب الخبرة والقدرة على التكيف.
ورأت أن المنطقة العربية تتمتع بالحيوية وتمتلك الروابط الاقتصادية والسياسية والثقافية التي تؤهلها لتحقيق التكامل في مختلف المجالات داعية إلى توفير البنى التحتية لمشاريع التنمية الاقليمية.
ويناقش المؤتمر الذي يعقد على مدى يومين تحت عنوان (اللوبي العربي الدولي – لتعاون مصرفي افضل) عددا من المواضيع أبرزها انعكاسات التطورات العربية والدولية على العمل المصرفي ودور القطاع المصرفي في تمويل قطاعات الاقتصاد.
وسيتناول المؤتمر موضوع التكتل المصرفي العربي ويبحث في أهمية دور القطاع المصرفي عربيا ودوليا اضافة إلى مناقشة تأثير التشريعات الدولية على السياسات التمويلية للمصارف العربية.