أنقرة (الزمان التركية) – اندلع صراع شديد بين صحيفة “تركيا” المقربة للرئيس رجب طيب أردوغان ورئيس الشؤون الدينية الدكتور محمد جورماز.
وقامت الصحيفة أمس الاثنين بنشر رسالة أرسلها جورماز في وقت سابق إلى فتح الله غولن المتهم بكونه “العقل المدبر” لمحاولة الانقلاب من دون دليل، يشيد فيها بجهود غولن العلمية والفكرية والتعليمية، وهو الأمر الذي انتقده جورماز متهمًا الصحيفة بإشاعة الفتنة.
وفي عددها الصادر اليوم الثلاثاء، تناولت صحيفة “تركيا” الموالية للحكومة ادعاءات جديدة بحق محمد جورماز ساقها الأستاذ الدكتور أحمد شيمشيرجيل على قناة تي جي آر تي TGRT التي تتبع للمجموعة الإعلامية نفسها التي تتبعها الصحيفة المذكورة.
وأوضحت الصحيفة أن شيمشيرجيل ذكر في حديثه على قناة تي جي آر تي أن جورماز يرى السنة النبوية كعقبة ومشكلة تحول دون تطبيق الإسلام وفق متطلبات العصر، على حد زعمه، وادعى أن جورماز قال “إن السنة النبوية هي أكبر عقبة تقف أمام نقل أحكام القرآن الكريم إلى الحياة في إطار مقتضيات العصر”، طبقًا لما ورد في الصحيفة.
كما نقلت الصحيفة عن شيمشيرجيل وصفه لآراء رئيس الشؤون الدينية حول الحجاب بـ”اللافتة للانتباه”، وذكرت أن جورماز أوضح في مقال له بعنوان “الحجاب من وجهة نظر الأديان السماوية” أن مفهوم الإسلام عن الحجاب أخلاقي أكثر منه ديني أو حقوقي أو تعبُّدي، وأن القرآن يرى الحجاب كعنصر متمم للتستر الذي يعتبره ضرورة أخلاقية، بحسب رأي جورماز إن كان نقل الصحيفة عنه صحيحًا.
وفي تعليقها على ادعاءات شيمشيرجيل، أفادت الصحيفة أن تصريحات شيمشيرجيل تعكس أن رفقاء جورماز في الدعوى الذين عينهم في مناصب مختلفة بمؤسسة الشؤون الدينية يتبنون آراء شاذة مهمشة، وقالت إن الدكتور عمر أوزسوي، أحد مدراء كلية الشريعة في جامعة فرانكفورت الإسلامية، من رفاقه وهو يزعم أن عشر القرآن فقط سارٍ، والجزء المتبقي منه تاريخي، مشيرة إلى أن الأستاذ الدكتور علي برداك أوغلو يمتلك أفكارا مثيرة للجدل مشابهة لذلك أيضًا، بحسب قولها.
وأعادت الصحيفة للأذهان ما قاله الأكاديمي المصري نصر حامد أبو زيد من ضرورة النظرة النقدية للقرآن والسنة والفكر الإسلامي، في ضوء الفلسفة والعلوم، مفيدة أن برداك أوغلو أعلن في وقت سابق استفادته من منهج وفكر أبو زيد المذكور.
يُذكر أن رئيس الشؤون الدينية محمد جورماز قد أصدر خلال الأشهر الماضية كُتيبًا وصف فيه حركة الخدمة بـ”الفرقة الضالة”، استجابة لتعليمات الرئيس رجب طيب أردوغان في هذا الصدد، ومن ثم تم تقديم الكتيب إلى العالم بأسره عبر ترجمته إلى عدة لغات من بينها العربية.