(الزمان التركية)- يتعرض الأستاذ فتح الله كولن في شخصه وعائلته وفكره وحركته والمستلهمين أفكاره هذه الأيام لأقسى صنوف الإيذاء والتشويه وتلفيق التهم، وأبشع أشكال المطاردة والتنكيل.. لكن أمام كل هذا لم يتخل عن مبادئه السامية التي يدعو إليها وفي الذروة منها شرف الخصومة .. هذا ما يوضحه بصورة جلية الباحث المتخصص في الشأن التركي صابر عبد الفتاح المشرفي في مقاله التالي:
الفجور في الخصومة خلق من أخلاق المنافقين التي أوردها النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديثه الجامع :”وإذا خاصم فجر”، والفجور في الخصومة يتضمن فيما يتضمن استباحة العداوات وكيل الاتهامات بلا دليل أو برهان، والتنقيص والانتقام من الخصم وتخوينه وإظهاره بصورة قبيحة منفرة تصرف الناس عنه. وهذا يتنافى مع القيم والمبادئ التي يحض عليها الإسلام ويدعو إليها من أمثال الرفق والمحبة والمروءة والصفح والتسامح.
وقد يُعذَر بعض الفاجرين لجهلهم بقيم الإسلام ومبادئه السمحة، لكن أن يصدر هذا الفجور من مؤسسات مهمتها نشر الوعي الديني، ومكافحة وسائل التفرقة والتمييز بين أبناء المجتمع، ولمِّ شمل أبناء الوطن الواحد على أرضية القواسم المشتركة بينها فمن أين نجد العذر لهؤلاء؟
ماذا حدث للشئون الدينية التركية؟
إن مؤسسة الشئون الدينية التركية التي كان يضرب بها المثل -في فترة من الفترات- في انشغالها بتقويم أخلاق المجتمع، والعمل على حماية الشباب عبر خطبها ونشاطاتها في الحد من وقوعهم فريسة للإلحاد والمخدرات وسائر الفيروسات المدمرة لمستقبل الأمة، وتدعم كل عمل اجتماعي مدني يسهم معها في القيام بهذه الأعباء، وتنأى بنفسها عن كل صراع سياسي داخلي يدور بين تيارات سياسية مختلفة باتت تغوص في مستنقع السياسة الآسن. وصارت جاهزة لتوزع على الناس من الموالين للنظام الحاكم في تركيا صكوك الغفران والهداية والرشاد، وتغتال معنويا واجتماعيا كل من لا يرضى عنه النظام. وتنفق من أموال الوقف العام لإعداد مؤتمرات وتجهيز ندوات ومؤلفات للطعن في خصوم النظام، مستخدمة في ذلك كل عناصر التضليل والتزييف والتلفيق مع رداءة في الأداء والإخراج والإسفاف الذي يلاحظه كل مبتدئ.
وآخر فصول ذلك موقفهم من الأستاذ كولن وحركة الخدمة، فقد يتفهم المتابع أن يكون لها موقف ضد الخدمة تماشيًا مع افتراءات أردوغان ونظامه لها، لكن أن يتلقوا أمرا من أردوغان نفسه علنا وأمام الملأ بالعمل على وسم حركة الخدمة بالضلال والانحراف، والطعن في شخصية الأستاذ العلمية والمعرفية فهذا أمر يتجاوز كل منطق ويتنافى مع أي خصومة. والعجيب أنهم وهم يمارسون هذا التضليل لا يستحيون من أنفسهم، فقد كانوا بالأمس القريب يثنون على الأستاذ كولن وعلى حركة الخدمة ويحرصون على المشاركة في كل نشاط تقوم به وكل محفل تنظمه.
وشاءت إرادة الله -عز وجل- أن أكون شاهد عيان على هاتين المرحلتين فقد كنت مشاركا في كل المؤتمرات الدولية التي أقامتها مجلتا حراء ويني أوميت بتركيا في كل من مدن إسطنبول وغازي عنتاب وإزمير وغيرها من المدن التركية، وكتبتُ أكثر من تقرير مطول عن بعض هذه المؤتمرات، وقد كان حضور العلماء من كافة أنحاء الدنيا لافتا، وكان على رأس هؤلاء المشاركين قيادات دينية من مؤسسة الشئون الدينية التركية، وغيرهم من القيادات السياسية التركية أيضا، وكان لهم نصيب في الكلمات الترحيبية بالضيوف والثناء على نشاطات الخدمة وفعالياتها منذ أكثر من أربعين عاما، والإشادة بعلم الأستاذ كولن وشخصيته المؤثرة في توجيه مسار المجتمع والعمل على تطويره.
فما الذي حدث اليوم؟ وكيف تحول الأستاذ فتح الله كولن من عالم مصلح مجدد صاحب مشروعات لها تأثيرها الإصلاحي في الداخل والخارج إلى ما يزعمونه من ضلالات وافتراءات واهية يدركها من له أدنى مسحة من عقل. هل هو الاستبداد الذي قال عنه الكواكبي: “يقلب الحقائق في الأذهان، فيسوق الناس إلى اعتقاد أن طالب الحق فاجر، وتارك حقه مطيع، والمُشتكي المُتظلم مُفسِد، والنبيه المُدقق مُلحد، … كما يعتبر أن النفاق سياسة، والتحايل كياسة، والدناءة لُطْفٌ، والنذالة دماثة”. أم هم المستبدون الذين لا يهمهم جلب محبة الناس، إنما غاية مُناهم اكتساب ثقة المستبد فيهم بأنهم على شاكلته وأنصار لدولته، وبهذه يأمنهم ويأمنونه فيشاركهم ويشاركونه”؟
الأستاذ كولن بعيون المثقفين العرب
لقد ذكرت في أحد مقالاتي حول تحليل خطاب الأستاذ كولن خلال الأزمة أن الأستاذ فتح الله كولن ليس شخصية سرية، وإنما هو من أشهر الشخصيات في تركيا والعالم، ولذلك فحياته وسيرته الذاتية ولقاءاته مع فئات الشعب المختلفة وكذلك مواعظه وخطبه ودروسه وحواراته الإعلامية. وكتبه وكتاباته في الصحف والمجلات المختلفة متاحة للرأي العام، يحرص الجميع على متابعتها، سواء كان من مؤيديه ومحبيه أم من غيرهم، وكثير من هذه الأدبيات مترجمة إلى أكثر من أربعين لغة حول العالم، وعلى رأسها اللغة العربية، وتعتبر كتبه العربية من أكثر الكتب مبيعًا ولها رواج في كل أنحاء العالم العربي، حيث تطبع في القاهرة بعد موافقة مجمع البحوث الإسلامية عليها وإعلانها خالية من كل ما يناقض مذهب أهل السنة والجماعة. وقد لاقت هذه الكتابات استحسان المثقف العربي وعُقدت عنها كثير من اللقاءات والندوات والمؤتمرات، منها مؤتمر عقد بجامعة الدول العربية عام 2009 م بعنوان: “مستقبل الإصلاح في العالم الإسلامي” خبرات مقارنة مع حركة فتح الله كولن التركية، شارك فيه عدد كبير من رواد الفكر والعلم والإصلاح من مصر ومختلف الدول العربية والإسلامية، وكان مما قيل فيه عن شخصية الأستاذ كولن:
- ” الأمر الذي لا ريب فيه هو ضرورة التجديد، بحثًا عن الإجابة على أسئلة من قبيل “من نحن؟ ومن الآخر؟ وكيف نحاوره ونصمد أمامه؟” ولعل الباحث في حركة الأستاذ فتح الله جولن التركية، يجد المفتاح الضائع لهذه القضية المغلقة التي قـد ضلَّ مفتاحها” فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب (شيخ الأزهر/مصر).
- “في ظني أن “فتح الله كولن” يمثل الخبرة الدينية الاجتماعية لتركيا، بكل ما تعنيه من عناصر عالمية تصلح لشعوب وأقطار إسلامية أخرى، وما تعنيه من خبرة ذاتية تاريخية وثقافية للشعب التركي، ولاستمرارية انتمائه الإسلامي الأصيل. وإن استيعاب “فتح الله كولن” لما يراه مناسبا من الفكر الغربي في إطار الهيمنة الثقافية الإسلامية ومسلماتها العقيدية، إن ذلك يمثل قدرا معتبرا من الإثراء لهذه الثقافة. وإن من أهم التطبيقات التي تتفرع عن هذا الاستيعاب هي دعوته لتوحيد التعليم الديني والمدني وإشاعة الثقافة الإسلامية في ثنايا التعليم الوضعي الشائع الآن. وهذه دعوة صالحة للأخذ بها والاستفادة منها في مجالات التعليم الحديث في بلادنا المتعددة ومجتمعاتنا الإسلامية المتنوعة. وما أحوجنا للاستجابة لهذه الدعوة…” المستشار طارق البشري/ مصر.
كما أثني عليه وعلى كتاباته ومشروعه الحركي كتاب ومفكرون من مختلف أنحاء العالم ومنهم أ.د. محمد عمارة الكاتب والمفكر الإسلامي حيث يقول: “لأن العقل -في حضارتنا الإسلامية-هو نور أودعه الله في القلب… ولأن العلامة الأستاذ فتح الله كولن هو ثمرة طيبة من ثمرات هذه الحضارة، فلقد جمع بين حكمة العقل وبصيرة القلب… ولأن القرآن الكريم هو الذي صاغ منهاجه في الفكر والحياة، فلقد صار كلمة طيبة، أصلها ثابت، وفروعها ممتدة، تؤتي أكلها كل حين بإذن الله… ولأن الوحي القرآني قد قرن دائمًا بين الإيمان والعمل، فإن كلمات هذا العالم الربّاني قد تجسّدت -به وبإخوانه الكرام- أبنية شاهقة، وحياة خصبة، تزدهر بها كثير من بقاع هذا الكوكب الذي نعيش فيه”.
ويرى آخرون أن ” سيرة حياة “الشيخ فتح الله كولن” تدلنا على أنه سار على درب واحد من مبتدأ حياته إلى اليوم؛ فكان ولا يزال داعيًا من دعاة الإسلام، ومجددًا من الطراز الأول للخطاب الإسلامي في العصر الحاضر. ولم يكن يومًا غير ذلك، ولم يؤمن بتوجه غير إسلامي، رغم كثرة التيارات الفكرية والفلسفية التي ماج بها عهد الجمهورية التركية، منذ بدايته إلى مطلع القرن الحالي. ومع ذلك؛ نجد الشيخ مطلعًا بتوسع على نظريات ورؤى وأفكار التيارات والفلسفات الأخرى؛ ما كان منها في بلده وما كان خارجه، من الاتجاهات اليمينية واليسارية، الدينية والإلحادية، الليبرالية، والاشتراكية/الشيوعية، والقومية، فقراءاته المتعمقة والمستوعبة للنظريات الفلسفية والاجتماعية والعلمية الوضعية التي أنتجها العقل الغربي الحديث، جعلته يعي أهم المشكلات الوجودية والإيمانية التي يعاني منها الإنسان المعاصر، وجعلته أيضًا يلم بتيارات ونظريات الفكر الغربي الحديث، ومكنته من معرفة الحجج والأدلة والشبهات التي تستند إليها هذه النظريات وهي تشكك في حقائق الإيمان، وقصة خلق الإنسان، ووجود الخالق سبحانه، ومن ثم تُلقِي بالأجيال الجديدة في غياهب الإلحاد وضلالات الوجودية/العدمية. ومن أهم مؤلفاته التي تشهد له بتضلعه في تلك النظريات، وبراعته في مناقشتها، والإفادة منها أحيانًا، ودحضها والرد عليها بأدلة عقلية ونقلية أحيانا أخرى: كتاب ” أسئلة العصر المحيرة” ويقع في مجلدين كبيرين، وكتاب “حقيقة الخلق ونظرية التطور”، وهو عبارة عن مسامرات ومحاضرات ألقاها في نهاية الستينيات من القرن الماضي. وفي هذا الكتاب تفنيد منطقي، وعلمي، وديني لهذه النظرية التي شغلت العالم ردحًا من الزمن. وجرى توظيفها لأغراض سياسية وفلسفية مختلفة،…وله في هذا الميدان أيضًا كتب أخرى منها كتاب “البعد الميتافيزيقي للوجود”، وكتاب “في ظلال الإيمان”، وكتاب “الإنسان في تيار الأزمات” إلخ.
لماذا يحظرون كتب الأستاذ كولن في تركيا؟
ما سبق عرضه كان شهادات من علماء وباحثين ومفكرين جادين كتبوا ما كتبوه عن الأستاذ كولن بعد اطلاع واسع على كتاباته، ومعاينة عن قرب لإنجازاته وإنجازات حركة الخدمة التي أسسها، ولم يكونوا ليقولوا الحق في موضع أكثر خطرًا ويدلسوا عليه في موضع أهون إلا لقناعتهم التامة بما قرأوا وكتبوا. ويمكن بزيارة بسيطة لهذا الموقع www.nesemat.com الاطلاع على كل كتب الأستاذ ومقالاته وحواراته الإعلامية وما كتب عنه من كتابات ومقالات وبحوث ودراسات بأقلام كبار الكتاب في العالمين العربي والإسلامي.
ولذلك فأول عمل قامت به الحكومة التركية وتبعتها فيه الشئون الدينية هو حظر نشر كتب الأستاذ ومنع تداولها بين الناس بغرض حجب الحقيقة عنهم لأنهم يعلمون تمام العلم أن قراءة هذه الأدبيات سيفند أكاذيبهم ويكشف زيفهم وافتراءاتهم، وإلا فالكتب الأخرى من كل جنس ولون منشورة ومتداولة في تركيا منها الإباحي ومنها الإلحادي والداعي إلى مختلف رذائل الأخلاق دون أن تتمعر وجوه قيادات الشئون الدينية أو تتعرض لها بأدنى كلمة، وإنما هو رضا السلطان وغضبه.
الأستاذ كولن مسلم سني حنفي
إن الأستاذ كولن عالم مسلم تركي سني حنفي يدين بما يدين به أغلبية الشعب التركي السني الحنفي المسلم وينهل من المصادر العلمية المعرفية التي نهل منها علماء تركيا وروادها الإصلاحيون وشيوخها المبجلون، وقد كُتبت دراسات عن المصادر المعرفية التي نهل منها الأستاذ كولن أوجزها المفكر الجزائري سليمان عشراتي في ثلاثة مصادر: الأول: القرآن والسنة وما يستتبعهما من سيرة السلف الصالح، بما في ذلك الزاد الصوفي. الثاني: الرافد المعرفي الكوني والثقافة العالمية المعاصرة. والثالث: التاريخ ومسار الحضارات وأطوار المدنيات.
كما كتبت عشرات الكتب عن الأستاذ وحركته لكتاب لهم وزنهم في العالم العربي والإسلامي منهم المرحوم العلامة فريد الأنصاري المغربي الذي كتب رواية عن حياة الأستاذ كولن بعنوان: “عودة الفرسان” وكذلك المرحوم العلامة والمفكر المصري عبد الحليم عويس، والمرحوم الأديب العراقي الأستاذ أديب الدباغ، والمفكر الأديب الجزائري الأستاذ سليمان عشراتي، وغيرهم كثير، كما نوقشت عديد من الرسائل العلمية في الأزهر بمصر وغيرها من الجامعات المصرية آخرها رسالة ماجستير بعنوان :” تجربة الشيخ فتح الله كولن الدعوية دراسة نموذج لنهضة المجتمع والأمة من خلال العمل الدعوي” للباحث الأستاذ محمد يس، وقد أثنى المناقشون والمشرفون على الرسالة ومضمونها وأشادوا بالمنهج الدعوي الموافق لأهل السنة والجماعة الذي أسس نموذجه الأستاذ كولن، وحُجزت رسالة دكتوراه أخرى للمناقشة بكلية أصول الدين قسم الدعوة تتحدث عن الجهود الدعوية للأستاذ كولن، هذا بالإضافة إلى رسائل علمية أخرى نوقشت في المغرب والجزائر، واليمن والأردن والسودان ولبنان وسائر الدول العربية.
النور الخالد في أروقة الأزهر الشريف
من الكتب التي حظيت برعاية خاصة واهتمام كبير من علماء الأزهر الشريف كتاب الأستاذ كولن في السيرة النبوية المعنون بـ:” النور الخالد محمد (ص) مفخرة الإنسانية” فقد جعل أحد علماء الأزهر الشريف -وهو فضيلة الأستاذ الدكتور فتحي حجازي- هذا الكتاب مقررا على حلقته العلمية في رواق الأزهر، يعلم من خلاله تلامذته ومحبيه سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم. وفيديوهات هذه الدروس منشورة على قناة الأزهر في اليوتيوب، كما للأستاذ نفسه فيديو خاص يتحدث فيه عن علم الأستاذ كولن وعمقه في فهم السيرة من خلال هذا الكتاب يمكن مشاهدته من هناك أيضا.
ومن الأعلام الذين شاركوا في المؤتمرات التي نظمتها مجلة حراء ويني أوميت في تركيا أكثر من مرة فضيلة العلامة مفتي مصر الأسبق الأستاذ الدكتور علي جمعة، حيث أشاد بالأستاذ وحركة الخدمة، وله رد شهير في أحد دروسه المنشورة على شبكة الإنترنت بعنوان:” ليس هذا بعشك فادرجي” يرد فيه على ضلالات الشئون الدينية التركية بحق الخدمة ويثني على الخدمة ورائدها الأستاذ كولن، كما يوصي محبيه ومريديه ومتابعيه بقراءة كتب الأستاذ كولن وتدريسها لطلابهم.
قدر المصلحين التعرض للبلاء
إن قدر المصلحين والمجددين أن يلاقوا من العناء ما لا يتحمله إلا أولو العزم، فهم يشعرون بآلام شعوبهم أكثر مما تشعر، ويدركون الأخطار المحيطة بهم أكثر مما تدرك، ويفكرون التفكير العميق في أسباب الداء ووصف الدواء وهم في سبيل مبدئهم هذا صابرون مجاهدون؛ يحبون مبدأهم في الإصلاح أكثر مما يحبون الحياة، ولا يبالون بلومة لائم، ولا بوصف حاقد أو حاسد أو حاكم مستبد وبطانته من أعوانه ومناصريه لهم بالضلال والزيغ والفساد، فقديما كان أبو حامد الغزالي يقول لمن يلومه على مخالفة العامة ويدعوه لمهادنتهم بقوله: ” واستحقر من لا يحسد ولا يقذف، واستصغر من بالكفر أو الضلال لا يعرف. فأي داع -يقصد داعية إلى الحق-أكمل وأعقل من سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم؟ وقد قالوا: إنه مجنون من المجانين!! وأي كلام أجل وأصدق من كلام رب العالمين؟ وقد قالوا إنه أساطير الأولين!! وإياك أن تشتغل بخصامهم، وتطمع في إفحامهم، فتطمع في غير مطمع، وتصوت في مسمع.
أما سمعت ما قيل: كل العداوات قد تُرجى سلامتها إلا عداوة من عاداك من حسد