نيويورك ( الزمان التركية ) أكد المُتحدث باسم الأمم المُتحدة، ستيفان دوجاريتش أن قرار ترشيح رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق سلام فياض، مبعوثًا للسلام في ليبيا، يستند إلى صفاته الشخصية المُتفق عليها وكفاءته لهذا المنصب، منوها بأن موظفي الأمم المُتحدة يؤدون مهامهم حصرًا بصفة شخصية، ولا يُمثلون أي دولة أو حكومة.
وأوضح دوجاريتش أنه لم يتم منح مناصب رفيعة المستوى في الأمم المُتحدة لأي إسرائيلي أو فلسطيني “وهذا وضع يشعر الأمين العام بأنه يجب تصحيحه” استنادًا إلى الكفاءة الشخصية ومؤهلات المُرشح.
وأضاف دوجاريتش – في تصريحات صحفية – أنه بناءً على المعلومات التي كانت متوفرة، تكوّن لدى الأمين العام الانطباع، والآن تبين أنه خطأ، بأن الاقتراح سيكون مقبولًا لدى أعضاء مجلس الأمن.
يأتي ذلك بعد أن عرقلت الولايات المُتحدة تعيينهُ، حيث قررت مُعارضة تسمية فياض، مشيرة إلى أن هذا يعد انحيازا من الأمم المُتحدة للسُلطة الفلسطينية، وهو ما شكل مفاجأة للأمين العام للمُنظمة الدولية، وأثار تنديدًا فلسطينيًا.
وكان الأمين العام للأمم المُتحدة أنتونيو غوتيريش، أبلغ مجلس الأمن الدولي، الأربعاء الماضي، عزمه تعيين فياض وحدد موعدًا الجمعة، للدول الأعضاء لكي ترفع اعتراضاتها.
وقال دبلوماسيون إنهم كانوا يتوقعون الموافقة على التعيين، لكن السفيرة الأمريكية لدى الأمم المُتحدة نيكي هالي قررت مُعارضته.
وقالت هالي – وفقا لبيان – “منذ فترة طويلة جدًا، كانت الأمم المُتحدة مُنحازة إلى السُلطة الفلسطينية بشكل غير عادل، على حساب حُلفائنا في إسرائيل”، مُعربًة عن “خيبة أملها” إزاء تسمية فياض.
وأوضحت أن الولايات المُتحدة “لا تؤيد الإشارة التي يوجهها هذا التعيين للأمم المُتحدة”.
يشار إلى أن الأمم المتحدة منحت في 2012، الفلسطينيين صفة دولة مراقب غير عضو.
ويسعى غوتيريش إلى الحصول على إجماع جميع أعضاء مجلس الأمن الـ 15 لتعيينات المُمثلين الخاصين في مناطق النزاع.
ويعد هذا أول تعيين يقوم به الأمين العام لمبعوث لمنطقة نزاع منذ توليه منصبه خلفًا لبان كي مون في أول يناير الماضي.
وشغل فياض (64 عامًا) منصب رئيس الوزراء في السلطة الفلسطينية، من 2007 حتى 2013، وشغل أيضًا منصب وزير المال مرتين.
على صعيد متصل، نددت أطراف فلسطينية مُختلفة، بما وصفته بأنه “تمييز صارخ” بعد القرار الأمريكي عرقلة تعيين فياض.
فيما قال المبعوث الفرنسي في مجلس الأمن، فرانسوا دولاتر، إنه دعم تعيين “فياض” الذي أشاد به بوصفه شخصية “تمتلك صفات عظيمة ويحظى باحترام بالإجماع لخبرته وتجاربه”.
وأضاف “فرنسا تُجدد ثقتها الكاملة بقدرة الأمين العام على تحديد الشخص الذي يُمثل الأمم المُتحدة في القضية الليبية التي يجب أن تحشد لها الجهود الدولية الآن أكثر من أي وقت مضى”.
أما السفير الإسرائيلي في مجلس الأمن، داني دانون، أشاد بالقرار الأمريكي ووصفه بأنه “بداية عهد جديد تقف فيه الولايات المُتحدة بحزم خلف إسرائيل ضد جميع محاولات الإضرار بالدولة اليهودية”.
وسيُناقش المجلس النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، الأربعاء المُقبل، في نفس اليوم الذي من المُقرر أن يلتقي فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض.