بقلم: عزت عبد الرحيم بركات
قامت قناة” العربية” ببث مقابلة مع الداعية التركي المقيم بأمريكا فتح الله غولن,غير أنها سرعان ما حذفتها دون ذكر أسباب لذلك, هذه الحادثة برهنت على حقيقة الضغوط الممارسة على الإعلام العربي من طرف أردوغان.. وبالتالي قابليتها لفقدان حيادها في بعض القضايا الحساسة.
على كل حال إقدام العربية على إجراء حوار مع غولن يحسب لها حتى وإن حذفته في وقت لاحق..
أما المتابع لقناة الجزيرة القطرية فيلاحظ أنها لبست جبة المحامي وأصبحت تتكلم بصوت الحكومة التركية ولم تلتزم الحياد، حيث تتهم الداعية التركي بدون دليل غير أنها لم تكلف نفسها عناء القيام بمقابلة معه لتوضيح وجهة نظره لمتابعيها كما فعلت مع الرئيس رجب طيب أردوغان، فالجزيرة تضع في شعارها وضمن مبادئها أنها قناة” الرأي والرأي الآخر” مع الاشارة الى أن هذه القناة تستضيف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ليبرر ما تفعله إسرائيل بالفلسطينيين، أما في القضية التركية فأهملت الرأي الأخر، أتساءل كيف لقناة تزعم أنها تبحث عن الحقيقة أن تتبنى اتجاها وحدا فقط، مما يدل على انعدام المهنية والاستقلالية.
وهذه الحادثة تقوي مزاعم من يدعي أن قناة الجزيرة ما هي إلا مجرد أداة إعلامية مُتحكم فيها لتصفية الحسابات السياسية.
عودة الى حادثة” العربية”، التي أظهرت أن هذه القناة التي يتابعها الملايين من مختلف بقاع العالم العربي هي أيضا لا تتمتع باستقلالية كاملة، فحذف المقابلة بعد ساعات من بثها يشير إلى أن هناك ضغوطا جعلت القناة تقوم بذلك، مما أضر بسمعتها الإعلامية. فكيف يتهم موالون لأردوغان القناة بخلق عداوة بين السعودية و تركيا؟؟ اليس من مهمة العربية أن تنقل الآراء والآراء المخالفة؟؟؟ هل العربية قناة موالية لأردوغان حتى ترضخ للضغوط وتحذف المقابلة؟؟؟ هل أروغان والموالون له يخافون من كلام الداعية فتح الله غولن إلى هذه الدرجة؟؟؟
ألسنا كلنا مسلمين، تنطبق علينا مبادئ الإسلام، التي من ضمنها الإصغاء إلى حجة الخصم والتثبت من صحة المزاعم قبل البت في الحكم، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالأعراض والدماء والحقوق. أين حرمة دم المؤمن وأين حرمة عرضه؟ !!
وعلينا جميعا أن نأخذ بعين الاعتبار قصة سيدنا داود عليه السلام مع خصمين اختصما، أحدهما صاحب حجة ضعيفة وأعز خطابا ولكنه ظالم. أما الآخر فحجته قوية وأوضح خطابا وهو مظلوم. ومن شأن العدالة إفساح المجال للخصمين للتعبير عن نفسيهما وحتى مساعدة الضعيف منهما للإفصاح عن أمره.