إن صحت اتهامات أردوغان لحركة الخدمة، وهو أمر مشكوك فيه إلي حد كبير لأسباب موضوعية فليس ممكناً أن تجند الحركة ثلث جنرالات الجيش التركي الذي هو حصن العلمانية هكذا فجأة بين يوم وليلة ودون أن يدري أحد, وأيضاً لأن أردوغان ليس إلا مزيجاً من الانتهازية والزيف كما هي كل حركات الإسلام السياسي التي تأخذ المنطقة كلها الآن إلى موجة عاتية من الدمار والتخريب. (هاني رسلان الأهرام المسائي)
جاء الربيع العربى، ومعه الوهم الأردوغانى، وراح أردوغان يشطُب أردوغان، وحزب العدالة والتنمية يدوس بأقدامه مبادئ الحق وقواعد الاقتصاد، لتصبح خريطة طريق المستقبل تشِي بكارثة كاملة، لا عدالة ولا تنمية، إن «أردوغان ضد أردوغان» كان يمكن أن تمضى البلاد رغم هذا التناقض لبعض الوقت، ولكن عام 2016، فى نصفه الأول قبل الانقلاب وفى نصفِه الثانى بعد محاولة الانقلاب، جاء ليشهد تحولاً مفزعاً يهدد بانهيار الدولة وتفكُّك مؤسساتِها، وبات المشهد يحمل معادلةً مفزعةً: الشرطة ضدّ الشرطة، والقضاء ضدّ القضاء، والجيش ضدّ الجيش، وفى عبارةٍ واحدةٍ: الدولة ضدّ الدولة، واليوم يشعرُ كل الذين يحبُّون تركيا أن تلك البلاد الرائعة، وذلك الشعب الماجِد يُواجه خطر الصِّدام الممتد، وطريق الصراع المفتوح. (أحمد المسلماني، جريدة المصري اليوم)
كل هذه المعطيات وغيرها تجعل الملاحظ يميل إلى القول بأن أردوغان قد يكون ضالعًا في تدبير هذا الانقلاب ضدّ نفسه حتى يحصل على فرصته التاريخية لتصفية حساباته مع خصومه، وحتى إذا سلّمنا -كما قال- بأنه لا يد له في الانقلاب وبأنه هدية من السماء، فإنه قد اتخذه مطيَّة لكل الإجراءات التي ينفّذها، والتي سينفّذها، وهو ما يمكن اعتباره مقدِّمات لدخول تركيا في متاهة. (محمد جكيب، جريدة زمان)
محاولة انقلاب عسكري قام به جزء مهم من المؤسسة العسكرية، فهل لكولن يد فيما حدث؟ الرجل ينفي ضلوعه في العملية، وكمبدأ عالمي وإسلامي في آن واحد فإن كولن لحد الساعة بريء حتى تثبت إدانته ولا مجال لاستحلال دم الناس وحريتهم وكرامتهم بناءً على مجرد اتهامات تجد مبرراتها في صراع حام على السلطة. (المصطفى تاج الدين، جريدة هسبريس المغربية)