(الزمان التركية) – ألقت قوات الأمن التركية القبض على السيدة آيسون آيدمير (31 عامًا) معلمة اللغة الإنجليزية اليوم الثلاثاء، في مدينة زونغولداك جنوب تركيا، بعد إنجابها مولودها بثلاثة أيام، ضمن تحقيقات التورط في محاولة الانقلاب بمدينة مرسين.
وكانت النيابة العامة بمدينة مرسين قد أصدرت قرارًا بضبط وإحضار السيدة آيسون آيدمير ضمن تحقيقات التورط في محاولة الانقلاب 15 يوليو/ تموز 2016 باستخدام تطبيق “Bylock” المزعوم استخدامه في التخطيط للانقلاب.
وفي يوم السبت الماضي نقلت آيسون آيدمير إلى أحد المستشفيات الخاصة ببلدة أرايلي التابعة لمدينة زونغولداك بسبب آلام الولادة.
وأنجبت آيسون طفلها في اليوم نفسه، وعند عمل إجراءات التسجيل والقيد ظهر أمام إدارة المستشفى وجود قرار ضبط وإحضار في حقها.
وأبلغت إدارة المستشفى إلى الجهات الأمنية اليوم الثلاثاء وألقت القوات فور تلقي البلاغ القبض عليها أثناء خروجها من المستشفى.
وبعد إنهاء الإجراءات اللازمة في النيابة نقلت آيسون بصحبة طفلها إلى مستشفى أريلي الحكومية لإجراء الكشف الطبي عليها استعدادًا لنقلها إلى السجن.
بعد ذلك خرجت من المستشفى ولكن الطفل كان في أحضان إحدى ضابطات الشرطة إلى أن وصلوا إلى السجن الواقع في بلدة باي جمعة بمدينة زونغولداك.
وكشفت مصادر أمنية عن وجود قرار ضبط واعتقال آخر في حق السيد مراد آيدمير وزوجها، ويعمل أيضًا معلمًا وذلك على ذمة القضية نفسها.
تقرير المخابرت التركية حول بايلوك
ومع أن أردوغان زعم أن تطبيق بايلوك كان “الوسيلة السرية لتواصل الانقلابيين”، و”لا يستخدمه إلا المنتمون إلى حركة الخدمة”، و”لا يمكن تحميله إلا من خلال واصلة أو بولوتوث”، وكل عمليات الاعتقال والفصل تجري بتهمة استخدام هذا التطبيق وإن لم تكن مشاركة فعلية في محاولة الانقلاب، إلا أن صحيفة “حريت” التركية نشرت في شهر أكتوبر / تشرين الأول الماضي حوارا في افتتاحيتها أجرته مع ديفيد كينز؛ صاحب برنامج وتطبيق بايلوك، حيث أكد أن التطبيق توقف تداوله وطرحه في كل من Google Play وAppstore منذ شهر يناير / كانون الثاني من عام 2016، أي قبل ستة أشهر من وقوع الانقلاب الفاشل، وأن التطبيق نزله حوالي 600 ألف شخص، وهو مفتوح للجميع، وليس مقتصرا على المنتمين إلى حركة الخدمة، كما زعم أردوغان.
ولما جاء يوم 17 من شهر يناير المنصرم نشرت معظم الصحف التركية تقريرا أعدته المخابرات التركية يتناقض مع أطروحات أردوغان حول تطبيق بايلوك. ومع أن التقرير أعد أصلا من أجل الدعاية السوداء ضد الخدمة، وتقديم أدلة جديدة تساند نظرية وقوفها وراء الانقلاب الفاشل، إلا أن “قراءة ما بين السطور” تكشف أن المخابرات التركية تعترف بشكل صارخ بأن التطبيق يمكن أن يحمله أي شخص من Google Play المفتوح للجميع. بمعنى أنها نفت مزاعمها السابقة التي ادعت فيها أنه لا يمكن تحميله إلا من خلال واصلة أو بولوتوث، وأنه خاص بأفراد حركة الخدمة، كما أقرت بأن هذا التطبيق قد بدأ عرضه على المستخدمين عبر Google Play منذ بداية عام 2014 حتى مطلع عام 2016، أي انتهى عرضه قبل 6 أشهر من الانقلاب الفاشل، التقرير الذي أيد تصريحات صاحب التطبيق وأسقط مزاعم أردوغان.
وحتى لو افترضنا صحة مزاعم أردوغان حول تطبيق بايلوك، فإن جميع عمليات الاعتقال بتهمة استخدامه تعسفية وغير قانونية، ذلك أن هذه المزاعم مصدرها المخابرات التركية التي سبق أن أعلنت بشكل رسمي “أن الوثائق والتقارير الاستخباراتية التي نقدمها لمؤسسات الدولة الأخرى، والتي نعدها بعد تقييم وتفسير الوثائق والمعلومات التي تأتي إلى جهازنا من مصادر مختلفة، لا يمكن استخدامها كأدلة قانونية”.