عواصم عربية (الزمان التركية): بوما بعد يوم تتضح ملامح الصورة الحقيقة لسيناريو أو مسرحية الانقلاب الفاشل في تركيا الذي أرداه الرئيس رجب طيب أردوغان أن يكون أداة لتعزيز سطوته على البلاد وكسر عزلته الداخلية والخارجية، لكن يبدو مع ذلك أن الأمور ليست بالسهولة التي توقعها ” السلطان العثمانس الجديد” وأنه سيواجه اختبارات صعبة قد تزلزل عرش سلطنته المزعومة بعد أن هدم أركان الديمقراطية في تركيا.. فيما يلي تعليقات بعض الكتاب على وضع تركيا في أعقاب الانقلاب الفاشل:
دخل السلطان «أردوغان» الامتحان مجبراً، ولم يعد أمامه سوى الإجابة عن كل الأسئلة.. وأن يضمن الحد الأدنى اللازم للنجاح.. وإلا سيرسب بالثلث فى أصعب اختبار وضعه له الجيش ويدخل بالدولة العلمانية التي أسسها كمال أتاتورك قبل 93 عامًا في دوامة الحرب الأهلية والصراعات الدموية مع الجيش، حتمًا سيواجه أردوغان أسئلة صعبة وشائكة، ورغم أنه مهّد الطريق للاختبار بإجراءات احترازية وترتيبات حاسمة، كشفت وجهه القمعي، واستعداده السريع للانقلاب على الديمقراطية، وبيعها بأرخص الأثمان، مقابل الحفاظ على عرش السلطان والحفاظ على «حزب العدالة والتنمية» الذي يحركه كيفما يشاء، رغم كل ذلك، يبدو السلطان مهزوزًا مضطرباً، يشعر بالخطر ويخشى المستقبل والمصير.
(إسلام فرج، بوابة الوفد)
السيد أردوغان خرج من هذا العصيان والتمرد، الذي روج له انقلاباً عسكرياً، بمنزلة الزعيم القوي، لكن خروجه مستأسدا ينطوي على خطر يهدد خروج الديمقراطية التركية الفتية من عنق الزجاجة سالمة، إذ إن قيم الديمقراطية تقتضي عدم الانجرار وراء نشوة الانتصار على خصم، سواء كان خصماً حقيقياً أم هلامياً، والنزوع نحو مغامرات انتقامية شخصية، وما يستتبع ذلك من خطوات سعى إلى تخريب حياة أطر وكوادر في المجتمع، عقاباً لنواياها، نحن لسنا أمام متابعة لمئات، بل لعشرات الآلاف، وربما لمئات الآلاف، والأدهى أننا أمام محاولة للنيل من بنيات اجتماعية واقتصادية متعددة ومتشابكة، وهي خطوات ليست ديمقراطية بأي حال من الأحوال، وما دامت تحاكم النوايا والمواقف.
(عبد الإله الخضري، هسبريس المغربية)
الحدث التركي إذن “سيناريو أردوغان” يهدف لدعم موقف رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان عبر القضاء على معارضيه في الجيش و كسب تأييد شعبي لمشاريعه المستقبلية، ولفت به الانتباه إليه “جاء في الوقت الذي يعاني فيه أردوغان من عزلة داخلية وخارجية بسبب سياساته المعروفة”، حتى يزيد من شعبيته في هذا الوقت الصعب على صعيد السياستين الداخلية و الخارجية، إن المحاولة الانقلابية تمثيلية بسيطة استطاع من خلالها أردوغان أن يدفع بالجماهير إلى الشوارع وهو ما سيستفيد منه في تغيير النظام إلى رئاسي و ليصبح الحاكم المطلق للبلاد وإلى الأبد بعد أن يقضي على من تبقى من معارضيه في الجيش.(رضوان القادري، راضي نيوز المغربية)
https://youtu.be/KbF86IyriPE