بكين (الزمان التركية): تشهد العلاقات التركية الصينية أيامًا متوترة. ففي الوقت الذي تعقِّد فيه الصين إجراءات الحصول على تأشيرتها، توجه أفراد من الشرطة الصينية في منتصف الليل إلى غرف فندقية خاصة بمصدرين أتراك قدموا إلى الصين لحضور المعارض وقاموا بفحص جوازات سفرهم.
” لماذا قدمتم إلى هنا بينما توجد حرب قائمة في بلادكم”
طرح رجال الشرطة الذين توجهوا قبيل الصباح إلى الفندق الذي يمكث فيه المصدرون الأتراك هذا السؤال الغريب على ممثلي 52 شركة تابعة لاتحاد مصدري الحبوب والبقوليات والبذور الزيتية ومنتجاتها، كانوا قد توجهوا الأسبوع الماضي إلى العاصمة الصينية بكين لحضور معرض الأغذية.
وأوضح نائب رئيس الاتحاد هدايت قدير أوغلو – وهو أحد من عايشوا الواقعة -، أن عناصر الشرطة داهمت غرفهم الفندقية بعد مرور ساعة على استجوابهم لفترة طويلة عن سبب زيارتهم للصين والمدة التي سيقضوها فيها، وذلك أثناء فحص جوازات سفرهم بالمطار، لكن هذه المرة سألتهم عناصر الشرطة عن سبب قدومهم إلى الصين في الوقت الذي تشهد فيه تركيا حربًا، على حد تعبيرهم.
يُذكر أن العلاقات التركية الصينية يشوبها حالة من التوترات منذ فترة، حيث بدأت حالة الفتور في العلاقات بين البلدين نهاية العام الماضي الذي شهد إسقاط أنقرة للمقاتلة الروسية على الحدود مع سوريا. وكانت أول دلائلها تعقيد الصين لإجراءات الحصول على تأشيرتها. وعلى الرغم من تحسن العلاقات بين تركيا وروسيا لم تشهد العلاقات بين تركيا والصين أية تحسنات، كما لم تسهم زيارة أردوغان للصين في سبتمبر/آيلول الماضي – لحضور قمة العشرين – في إعادة الأمور إلى نصابها.
صادرات تركيا هذا العام عجزت حتى عن تسجيل ملياري دولار بعدما سجلت العام الماضي 3.5 مليار دولار، كما أن تجاوز واردات تركيا هذا العام حاجز الـ20 مليار دولار يعني تزايد حجم العجز في ميزان التجارة الخارجية لتركيا.
وتراجعت أعداد السياح الصينيين الوافدين إلى تركيا خلال الشهور العشرة الأولى لهذا العام إلى 127 ألف و906 سائحين أي ما يعادل 50%. ويرجع بسبب هذا التراجع إلى حظر الحكومة الصينية السفر إلى تركيا.
هذا ويوضح بعض ممثلي عالم الأعمال المقيمين في الصين أن أهم أسباب تدهور العلاقات بين البلدين يرجع إلى إلغاء تركيا لمناقصة شراء أسلحة بقيمة 4 مليارات دولار بعدما جعلت الصين تنتظر لنحو عامين.
https://youtu.be/K5U-uNzjjwI