صنعاء (الزمان التركية): من صقر أبوحسن
تتصاعد التكهنات حول مستقبل اليمن والحديث عن السلام المرتقب الذي يتبدد يوماً بعد يوم وسط تطلع اليمنيين لغد أفضل.
إحدى تلك الآمال, المباحثات “السرية” في العاصمة العمانية مسقط, بين اطراف الصراع اليمني, وبعض دول التحالف العربي، وفي مقدمتها السعودية, والتي كشفتها مصادر صحفية, لتتلقفها وسائل الاعلام اليمنية برفع سقف التفاؤل بالوصول إلى خطوة” المباحثات النهائية لوقف الحرب”.
لكن ما لبث, ان خرج وفد الحوثي وحزب المؤتمر المفاوض, والمقيم حالياً في مسقط, منذ فشل مفاوضات الكويت الشهر الماضي, عن صمته ببيان, أكد فيه “أن أي لقاءات أو مباحثات قادمة يجب أن تعتمد على مقترح لحل شامل وكامل من قبل الأمم المتحدة تقدمه مكتوبا بصورة رسمية كأرضية للنقاش”.
واعتبر أن أي حل قادم لن يكون بغير شروط “وقف العدوان ورفع الحصار والتوافق على مؤسسة رئاسية جديدة تعنى بإصدار قرار تشكيل حكومة وحدة وطنية توافقية”.
ويرى الوفد المفاوض, في تلك الشروط “جوهر الحل في الجانب السياسي، وبالتالي إذا لم يتضمن المقترح التوافق على مؤسسة رئاسية جديدة فإنه يظل مجرد رؤية جزئية ومنقوصة لا يمكن أن تمثل أرضية للنقاش”.
واستنكر البيان ما وصفه “الصمت المريب” للمجتمع الدولي وفي “مقدمته الأمم المتحدة وتواطؤ بعض أطرافه تجاه العدوان وتجاه هذا التصعيد الخطير مؤخرا”, على حد تعبير البيان.
وجدد الناطق الرسمي بأسم للحوثيين “محمد عبدالسلام “تأكيد رفضت جماعة الحوثيين لبقاء عبدربه منصور هادي في مقعد الرئاسة, مؤكدا في تدوينة على موقع تويتر موقفهم الثابت بأن مقترح الحل يجب أن يكون شاملا بما فيه مؤسسة الرئاسة.
في المقابل, لم تصدر حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أي تصريح بشأن ” المفاوضات السرية في مسقط”, لكن مصادر مقربة منها تحدثت عن: تأكيدات لمساعي إنهاء الإنقلاب على السلطة, وبداية السير في خطوات وقف الحرب.
وتبقى الاوراق التي يحملها المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ, للاطراف اليمنية, قابلة للنقاش لتسير “الحلول على وتيرة الأرض اكثر منها على قائمة السياسة” بحسب الكاتب الصحفي هشام المشرمة”.
وقال الشرمة إن كل الاطراف اليمنية تكرر إعلان رغبتها الدخول في جولة جديدة من المفاوضات التي تفضي الى وقف الحرب, لكنها ما تلبث ان تتغير المعادلة وتتراجع خطوات المفاوضات الى مرحلة الصفر من جديد.
وتابع: “ربما, الحلول السياسية تسير على وتيرة الصراع على الأرض, لذا الحلول يصنعها العسكر لا السياسيين, وقد يكون الواقع الحالي, دليلا على ان الحرب لا توقفها السياسة بقدر ما تتوقف بفعل عوامل الانتصار والهزيمة, وهي عوامل تدفع كل الاطراف الى طاولة المفاوضات”.