(الزمان التركية) – مراسلنا من صنعاء صقر أبو حسن:
تناضل اليمنية سماح الشغدري ضد الحرب في اليمن لتختار طريق الفن منهجاً لهذا النضال من خلال العرض الأسبوعي لسينما صوت التي تعرض افلاماً عربيةً واجنبيةً مجانا تنفذها مؤسستها “صوت للتنمية”.
تقحم “سماح” عشرات اليمنيين, جلهم من الشباب, في عالم الفن السينمائي كمحاولة جديدة لانتشالهم من واقع الحرب الذي يعصف باليمن.
وعلى مدى الأشهر الماضية, تقدم المؤسسة عروضها السينمائية عصر كل أربعاء في رواق مقاه بصنعاء يضم نحو خمسين كرسياً.
وجاء فيلم ” هلا لوين” اللبناني ليكون هو العرض الحادي عشر ضمن “السينما صوت”, في المرحلة الثانية.
تقول الشغدر لـ ” الزمان التركية” :” لدى اختيار الأفلام للعرض نحرص على تقديم الفكرة والرسالة بشكل سلس وغير مستفز لاننا نريد مناقشة قضية” .
وتضيف: ” مثلا نعرض أفلاما تناقش نبذ العنف والتطرف ونبذ ثقافة التشابة مثل فيلم “المعطي”, وأفلاما تدعو للتعايش والسلام, وأفلاما تعرض مساوئ النزاعات المسلحة وأثار الحرب السلبية على النساء والأطفال مثل فيلم “وحوش بلا وطن” وأفلام تطرح مساوئ الحرب الاهلية وما تتركة من شروخ في المجتمع مثل فيلم “المتمرده”, وغيرها من الأفلام الهادفة.
وعقب كل فيلم, تُفتح حلقة نقاشية حول القضية التي ناقشها الفيلم, ومدى تأثيرها على المسار الإنساني والاجتماعي.
وترى الشغدري ان صوت رفض الظروف التي تمر بها اليمن هو ” الثقافة والفنون البصرية”, لقدرتها على “تعزيز ثقافة التعايش ونبذ العنف والتطرف في أوساط الشباب خاصه, واهمية الدعوة للحياة والسلام وانهاء الحرب والتركيز مستقبلا على المشاريع التنموية التي من شانها ان تطور وعي الشباب وقدراتهم المهاراتيه ليتمكنوا من ايجاد فرص عمل ومنافذ للخروج للحياة العامة.
وعن مشروع ” سينما صوت”, قالت: “اول عرض في 11/4 /2015م, بدعم من صندوق الامير كلاوس للتنمية الثقافية, وسط حاله من الخوف، لكن مع نهاية العرض الأول تبدد هذا الخوف واستمررنا وسط اجواء الحرب في عرض الأفلام لتصل في مرحلتها الأولى 20 عرضا, في نهاية المرحلة وجدنا مطالبات كثيرة من الجمهور لاستمرار العروض, فبحثنا عن ممول آخر وتواصلنا مع السفارة الهولندية وبدورها تفاعلت مع الموضوع لتبدأ المرحلة الثانية بميزانية أقل مما كنا نتوقع لإقامة العروض لأن الهدف هو: الاستمرار حتى تهدأ الامور السياسية في البلاد.
معارك عديدة خاضها مشروع ” سينما صوت”, ليصل الى هذه المستوى الراقي من الحضور الثقافي اليمني, لينتصر فيها ويقدم الفن السينمائي بصورة لائقة بمجتمع الملايين من أبنائها تحت تحت خط الجهل والفقر, لذا اهم معارك المشروع كانت قدرته على “تعزيز ثقافة ارتياد دور السينما التي اغلقت من اكثر من عقدين وازالة الصورة السلبية التي تكرست عنها”, و”محابة كل التطرف والعنف الحاصل من خلال الفنون البصرية التي تعتبر الأسرع في ايصال الرسالة خاصة في مجتمع تكثر فيه نسبة الأمية “.
الذي تطمح إليه الشغدري حاليا, غير توقف الحرب, هو “إقامة قاعة عرض تتسع لأكبر عدد ممكن من الشباب ويكون هناك عرض شبه يومي ومجاني لتوجه برسائل السلام والتعايش وإرساء ثقافة نبذ العنف والتطرف لدى عامة الناس بعيدا عن النخب”.
وسبق لمؤسستها “صوت للتنمية” التي تأسست عام 2010م, إنتاج فيلم وثائقي عن “مشاركة النساء ودورهن الإيجابي في ثورة الشباب الشعبية السلمية 2011م عرض في المانيا وترجم للالمانية كما عرض في عدد من الدول العربية.