(الزمان التركية)- نشرت صحيفة الدستور المصرية تقريرًا عن الأوضاع في تركيا بعد عام من الانقلاب الفاشل للصحفية”مها البديني” تحت عنوان”بعد عام من الانقلاب.. أردوغان يطارد معارضيه حول العالم” قالت فيه إنه بعد مرور عام من المحاولة الانقلابية الفاشلة ضد حكومة أردوغان ظل أسلوبه الديكتاتوري مستمرًا فى التعامل مع معارضيه، وادّعت حكومته أن هذه الإجراءات فى إطار حملات التطهير ثم قامت باعتقال المُعارضين والزج بهم إلى السجون مما دعا الكثيرين منهم إلى الهرب خارج تركيا واللجوء إلى دول أخرى عربية وأوروبية.
وأضافت: أنه لم يكن يعلم معارضو«أردوغان” أنهم سينالون العذاب ألوانًا، فبعد الانقلاب الفاشل على حكمه بتركيا، انتفض طيب أردوغان ضد مُعارضيه ويقوم بحبس وتكميم أفواههم ومطاردتهم فى كل مكان، وكأنه كان ينتظر تلك الفرصة لينال منهم، حتّى لا يبقى سواه على الكرسي الأوحد الذي يظن أنه سيظل عليه طويلًا، وحتى بعد ممارسات الفساد والتي تعتبر “انقلابًا مُقنعًا” ضده والتي افتُضح أمرها هو ونجله ورجاله فى الحكم حول تورطهم فى فضيحة فساد ورشوة والمرتبطة بقضايا غسل الأموال بمشاركة رجال أعمال أتراك، إذ تعتبر تلك الفضيحة السكين القاتل الذي جعل الكثيرين من المساندين لحكم أردوغان ينقلبون ضده وينضمونإلى صفوف المُعارضة.
وأجرى أردوغان استفتاء على التعديلات الدستورية والتي منحته صلاحيات لامتناهية فى الحكم ووصلت إلى استمراره فى الحكم حتى 2029، ومن بعدها تظاهر المئات من الأتراك فى جميع أنحاء تركيا رفضًا لبقاء أردوغان واستمراره فى الحكم.
وأصدر أردوغان عدة تصريحات يتهم فيها جميع المعارضين بانتمائهم لجماعات إرهابية، وذلك بدعوى أنهم يحرّضون ضدّه ويعارضون بقاءه فى فترات إضافية للحكم.
ويقول الدكتور صابر المشرفي الباحث فى الشأن التركي إن ممارسات أردوغان بعد الانقلاب أعادت إلى الأذهان ممارسات أشهر المستبدّين، التي تحدثت عنها كتب التاريخ ونقلوا لنا أفعالهم من أمثال موسوليني والصّيني ماوتسي تونج، كما أن “أردوغان” حطّم حلم تركيا المشرق فى الطريق الديمقراطي وحول تركيا لحكم الرجل الواحد وقضى تماما على ما كان يسمى بالنموذج التركي فى المنطقة.
وأضاف “المشرفي” أن من أبرز الأسباب لتحطيم الحلم التركي هو تواطؤ الإسلاميين على ممارساته القمعية والتي تأكدت من خلال التعامل وصدقت ظُنون معارضيهم، كما أنهم كانوا يريدون استخدام الديمقراطية سُلّمًا للوصول إلى مرحلة الاستبداد والتسلط الكامل، يؤكد ذلك طريقة “أردوغان” فى الحكم.
وتعليقًا على استمرار أردوغان فى الحكم بناءً على التعديلات الدستورية التي أجراها من خلال الاستفتاء الشعبي، موضّحًا أن الصناديق لا تكفي وحدها للتعبير عن الديمقراطية، فالصندوق قد يوصل البلاد إلى الهاوية كما حدث فى حكم (هتلر وموسوليني)، ولا بدّ من إعادة النظر فى مفهوم ديمقراطية الصناديق مع ضرورة التحول إلى الديمقراطية التشاركية التي يشارك فيها المواطنون ومؤسسات المجتمع المدني جنبًا إلى جنب مع النظام المنتخب.