مراسلنا من صنعاء صقر أبو حسن
صنعاء (الزمان التركية): ” كل أحبتي وأهلي ورفاقي تحولوا إلى صور على الحيطان”، هكذا تلخص رشا عبد الكافي دافع انخراطها في صفوف المقاومة الشعبية بمحافظة تعز (250 كم جنوب صنعاء).
انخرطت رشا الطالبة في كلية الإعلام بجامعة صنعاء, مع اجتياح مقاتلي جماعة الحوثي المدعومة بقوات عسكرية موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح, لمدينة تعز منتصف العام الماضي 2015 في صفوف المقاومة بشكل مبكر, وقالت في حديث خاص لـ(الزمان التركية): “غادرت صنعاء والتحقت باللواء 35 ومنذ ذلك اليوم أقاتل في عدد من الجبهات”.
تشهد مدينة تعز التي يقطنها نحو مليوني نسمة, منذ منتصف العام الماضي، حالة حصار على يد مقاتلي جماعة الحوثي والقوات الموالية لصالح، كما تخوض فصائل منطوية في تكتل “المقاومة الشعبية والمجلس العسكري” قتال شوارع وحرب عصابات في بعض المناطق التي يسيطر عليها مقاتلي الحوثي،وحالة كر وفر بين الفينة والأخرى.
تعز, المدينة المسالمة،لم تعد كذلك فقد اختفت تسمية ” تعز عاصمة اليمن الثقافية” في ظروف القتال الوحشية التي تواجهها المدينة،ومبكراً كشرت فصائل مسلحة عن أنيابها ضد القادمين من اقصى شمال اليمن.
مع رشا 79 فتاة أخرى، يحملن السلاح في وجه القوات الحوثية،بعد تلقيهن تدريبات مكثفة لنحو سبعة أشهر،في عمليات “اقتحام المنازل التي لا تستطيع الجيش الموالي للرئيس عبد ربه منصور هادي، الدخول إليها بسبب وجود العوائل،و قتال شوارع”،بالإضافة إلى مشاركتهن في نقاط التفتيش.
تشارك “رشا” ، حسب قولها، مع زميلاتها في “خطوط التماس من أجل تأمين المناطق من المتسللين بزي نساء”.
وتضيف: “شاركنا بالعديد من الجبهات وأخرجنا سلاحا من البيوت في المناطق التي تم تحريرها “.
وحالياً, تعمل رشا قائدة للشرطة النسائية ضمن قوات اللواء 35 الموالي لهادي.
لم تترك لها المليشيا الحوثية،خيارا غير “المقاومة”،فالموت هنا في تعز يوزع مجاناً،وتتساءل:” أيهما أفضل أموت في بيتي؟ أم أموت وأنا أدافع عن تعز”.
اختارت أن تموت في سبيل قضيتها.
الفتاة، التي تبلغ من العمر 22 عاما وهي إحدى كوادر الحزب الاشتراكي اليمني، ترى أن تحولها من طالبة جامعية وإعلامية إلى ” عضو في صفوف المقاومة”،”تحول غريب من القلم إلى السلاح”،مع ذلك تبرر ذلك بقولها: لم يتركوا لنا خيارا غير السلاح، نحن نقاتل لكي نعيش غداً بسلام”.
وعلى مدى أشهر الصراع في اليمن، جندت كل الأطراف, نساء في صفوفها، لكن يسند لهن في العادة عمليات غير قتالية في مقدمتها التفتيش ومداهمة بعض المنازل، ومن النادر ان تشارك المرأة اليمنية بشكل مباشر في الصفوف الأمامية للقتال.
في ذاكرة الفتاة المقاتلة الكثير من الحزن، فقد أصيب شقيقها الأصغر على يد قناص بينما كان يلهو في سيارة العائلة،كما تسرب الذعر إلى قلوب شقيقتها الأخريات وبات النوم يشكل هاجس خوف بسبب القصف العشوائي للصواريخ التي تطلق من موقع القوات الحوثية المطلة على المدينة”.
وزادت رشا في حديثها الموجع،عندما قالت: “”يومياً يتم القصف العشوائي على المدنيين،وأعداد القتلى الأبرياء يزاد خاصة من الأطفال،وحالة الناس في الحضيض بسبب الحصار.. المليشيا كذلك قتلت الإعلاميين وقطعت الانترنت،وجعلتنا معزولين عن العالم الخارجي”.
خيار المقاومة كان خيارا متاحا لكل أبناء تعز بمن فيهم النساء،لذا تقول رشا إن أسرتها في “صفها, لأنه الواقع الذي فرض علينا”.
وعما نالها من من بطش المليشيا،كان لـ”رشا”،تجربة الخروج في الأيام الأولى للانقلاب الحوثي على السلطة في 21 سبتمبر 2014, بصنعاء،لكن تلك الاحتجاجات الطلابية الرمزية،تحولت الى مأساة فقد” اختطفوا الكثير منا وإلى الآن لا نعرف مصيرهم”, على حد تعبيرها.