تقرير: جيهان كوارع
غزة (الزمان التركية) – يتشابه الناس الذين يزورون منطقة ميناء غزة كل يوم، إلا واحداً لا يشبههم يقف حاملاً الشبابة – يشبه الناي – ويجول الشاطئ عازفاً، يقف في مكان بعيد، وما أن يبدأ في العزف والغناء تبدأ الجموع بالتجمهر حوله يستمعون ويلتقطون الصور له، هذه الصورة المختلفة التي صنعها المواطن سليم البرديني 50 عاماً في الأماكن العامة في قطاع غزة.
وفي حديث للزمان التركية قال البرديني ” عرفت العزف على الشبابة كهواية منذ أن كان عمري 10 سنوات، وتابعتني أمي لاتقان العزف معتبرة أياه من التراث الفلسطيني الذي لا يمكن أن ننساه، وكانت أمي تعمل راعية للغنم، وتخرج بشبابتها إلى المراعي”.
وأضاف ” بدأت أخرج وأعزف أمام الناس على البحر حتى لُقبت بـ عاشق البحر ثم زادت شهرتي وبدأت أشارك في الحفلات والسهرات”.
وعن تقبل الناس من حوله لوجوده بينهم قال”في البداية كانت نظرات الاستغراب والدهشة تصيبني بالتوتر، ولكن عندما استمر بالعزف أرى التشجيع والسرور على وجوه من حولي وازدياد المعجبين بما أقدمه”.
وفيما يتعلق بألحان العزف أشار البرديني إلى أنه لا يعزف إلا الألحان والأغاني المستوحاة من التراث الفلسطيني، بالإضافة إلى تأليفه كلمات أغاني تواكب الأحداث والقضايا اليومية التي تعيشها غزة كالحروب والانقسام والحصار والأوضاع المعيشية الصعبة التي تتطلب لون حزين في العزف.
وأشار” يأتيني الناس يطلبون مني أن أغنى لحدث ما في فلسطين أو خارجها، أصبحت الشبابة في يدي معلق سياسي يكره الظلم”، ولفت البرديني “نشأت يتيما وأعرف حجم المعاناة التي يعيشها أهل غزة فأنا واحد منهم، وأعلم أن أفضل سبيل لتخفيف المعاناة هو أن يشعر الآخرين أن تشاركك همومهم”.
وقال البرديني أنا هنا في الساحات العامة لأجل تقديم شىء للناس يسعدهم ويخفف عنهم ولا أنتظر منهم أي مقابل مادي، منوهاً أنه لا يأخذ أجر على عزفه إلا عندما يشارك في حفلات رسمية.