أنقرة (الزمان التركية) فجر النائب البرلماني عن حزب الشعب الجمهوري جورسال أرول، مفاجأة من العيار الثقيل، زاعما أن حزب العمال الكردستاني اتفق مع الدولة العميقة من أجل التصويت بـ”نعم” على التعديلات الدستورية في المدن الواقعة في المناطق الجنوبية والجنوبية الشرقية.
فقد أشار أرول في مداخلة له على قناة هالك تيفي “Halk TV” أمس الثلاثاء، إلى توصله إلى معلومات حول وجود اتفاق بين حزب العمال الكردستاني الإرهابي والدولة العميقة حول التصويت بـ”نعم” في المدن الواقعة في المنطقتين الجنوبية والجنوبية الشرقية ذات الأغلبية الكردية في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، وأن حزب الشعوب الديمقراطي الكردي سيتم تصفيته سياسيا بسبب اعتراضه على ذلك قائلا: “هذا هو ما يتحدث عنه الشارع في تلك المناطق. الدولة العميقة اتفقت مع حزب العمال الكردستاني على التصويت بـ”نعم” في الاستفتاء، وكذلك تصدع العلاقة بين الكردستاني وحزب الشعوب الديمقراطية بسبب معارضته لهذه الخطوة. وهذا يعني بالتأكيد أن كل ما سيقوم به الكردستاني خلال فترة الاستفتاء سيكون أداة ووسيلة لدعم الاستفتاء الدستوري”.
وأكد أردول أن حزب الشعوب الديمقراطي الكردي يعارض هذا الاتفاق وسيصوت بالرفض على التعديلات الدستورية المتضمنة للنظام الرئاسي، حيث قال: “الحزب الكردي يعارض ذلك. لكن ليس كله، بل التيار المؤيد لعبد الله أوجلان يعتزم التصويت بـ”نعم”، أما مجموعة زعيم الحزب المعتقل صلاح الدين دميرتاش فترى ضرورة التصويت بـ لا”.
نظرة عبد الله أوجلان للنظام الرئاسي
وأشار جورسال أرول خلال حواره إلى النقاشات والجدل الذي شهدته البلاد خلال شهر مايو/ أيار من عام 2013، بسبب التعديلات الدستورية التي كانت تهدف إلى تحويل البلاد إلى النظام الرئاسي الكامل أو نظام النصف رئاسي.
وأعادت تلك التصريحات إلى الأذهان ما نقله النائب الكردي سري ثريا أوندار للصحفيين في نهاية مايو/ أيار 2013 عن الزعيم الإرهابي المعتقل عبد الله أوجلان قوله: من الممكن أن نعمل الفكر في النظام الرئاسي ونتبناه. فنحن نقدم دعمنا لرئاسة رجب طيب أردوغان. لذلك يمكننا الاتفاق معه على أساس هذا النظام الرئاسي”. وعندما تساءل أوندر: “ولكن كيف سيكون حينها وضعكم وموقعكم؟”، أجاب أوجلان مبتسما: “عندها لن يكون هناك حبس، ولا إقامة جبرية، ولا عفو.. لن يبقى هناك أي داع لمثل هذه الأمور؛ لأننا سنصبح أحرارا جميعا!” (صحيفة مليت 28 فبراير/ شباط 2013)
فضلا عن ذلك، فإن يالشين أكدوغان، كبير مستشاري أردوغان ونائب رئيس الوزراء سابقا، المعروف بأنه “صانع عملية السلام الكردي” كان قد نفى صحة ادعاءات حزب الشعوب الديمقراطي الكردي بشأن معارضة أوجلان للنظام الرئاسي، في تصريحات أدلى بها في 18 من يوليو/ تموز لعام 2015، حيث كانت مفاوضات السلام الكردية مستمرة. إذ قال في تلك التصريحات “إنهم (حزب الشعوب الديمقراطي الكردي) يزورون دوما كلام وتصريحات أوجلان، ويزعمون أنه يعارض النظام الرئاسي والتحالف مع حزب العدالة والتنمية.. هذا كذب كليا. إنهم يستخدمون اسم أوجلان ويحاولون خداع الناس. أظن لو أمسك أوجلان بهؤلاء لضربهم وطاردهم بالعصي، لأنهم من أفسدوا كل شيء!”، على حد تعبيره.
يواصل حزب العدالة والتنمية الحاكم بكل وحداته وشخصياته، وفي مقدمتهم الرئيس أردوغان ورئيس الوزراء بن علي يلدريم الترويج لحملة “العمال الكردستاني الإرهابي يرفض النظام الرئاسي، لذلك سأصوت بنعم في الاستفتاء”، في مسعى منهم لحصد الأصوات خلال الاستفتاء الدستوري.
أردوغان وأنصاره يصفون كل معارض للنظام الرئاسي بـ”الإرهابي” ولو كان وطنيا، وكل مؤيد له بـ”الوطني” ولو كان إرهابيا، حيث يتهمون الأحزاب المعارضة وكذلك المواطنين الذين سيرفضون النظام الرئاسي في الاستفتاء الشعبي بـ”دعم الإرهاب” و”الوقوف في صف الإرهابيين والانقلابيين”، بينما يقدرون الجهود الدعائية لزعيم المافيا الشهير سدات بكر لصالحهم، مع أنه يستخدم أساليب إرهاب وعنف ويهدد المعارضين بإسالة دمائهم.