غزة (الزمان التركية) لطالما تحدثت الفلسطينية ناهد عصيدة 26 عاما في حفل تخرجها عن فخرها بزوجها الذي كان سندا لها في تحمل المعاناة الناتجة عن قرار الاحتلال بإبعادها إلى قطاع غزة هى وزوجها وحرمانهم من زيارة ذويهم، لكن معاناتها اتسعت ليلة أمس بجرح جديد بعدما تلقت خبر اغتيال زوجها الأسير المحرر مازن فقهاء بأربع رصاصات من مسدس كاتم صوت على يد مجهولين أمام منزله في حي تل الهوى بمدينة غزة.
ناهد التي تعيش في قطاع غزة منذ 6 سنوات بعيدا عن أهلها الذين يقطنون في الضفة الغربية المحتلة وهى أم لطفلين .. قالت “رغم صدمتها وألمها أنها تحاول أن تجد طريقة مناسبة لإخبار طفليها اللذين لم يتجاوز عمرهما ال 5 سنوات عن رحيل والداهما بعيدا عن ضغط الإعلام وبيت العزاء.
وفي ساحة الكتيبة الخضراء وسط غزة داخل بيت عزاء أقامته حركة حماس التي أعلنت أن فقهاء هو أحد قادتها وله مسيرة كبيرة في مقاومة الاحتلال، وقفت ناهد تستقبل المعزيين دون أن يقف إلى جانبها أي من أهلها الذين يمنعهم الاحتلال من دخول غزة.
وقالت ناهد إنها عندما تلقت خبر اغتيال زوجها : “الله يرضى عنك يا مازن..الحمد لله الذي حقق له أكثر أمنية كان يتمناها، مازن شهيد”، واستكملت ناهد حديثها مخاطبة من حولها من النساء المعزيات لتطالبهن بالتكبير بعد أن نال زوجها ما كان يريده.
ويبقى السؤال الذي يدور في ذهن ناهد .. كيف ستقضي حياتها مع طفليها في مدينة لم تستطع أن تعرف عنها إلا القليل، وهل سيسمح لها الاحتلال بأن تغادر غزة لتكمل حياتها بين أهلها.
وكانت كتائب القسام قد حملت الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية اغتيال فقهاء وقالت في بيان عسكري : “إن هذه المعادلة التي يريد أن يثبتها العدو على أبطال المقاومة في غزة (الاغتيال الهادىء) سنكسرها وسنجعل العدو يندم على اليوم الذي فكر فيه بالبدء بهذه المعادلة”.
وأدانت كافة الفصائل الفلسطينية عملية اغتيال فقهاء .. وطالبت حماس بضرورة الانتقام لدمه.
من جانبه، كشف والد فقهاء أن الاحتلال هدد عائلته بسبب ما أسماه نشاط مازن العسكري في غزة، وقال والد فقهاء “إن الاحتلال سبق أن هدد نجله لمرات عديدة بسبب نشاطه العسكري في قطاع غزة، حيث أرسل له رسائل تهديدية في أكثر من مرة مفاداها أنه يتوجب عليه ترك العمل العسكري بالقطاع”.
يذكر أن الأسير مازن فقهاء من مدينة طوباس بالضفة الغربية المحتلة كان قد خرج من سجون الاحتلال الإسرائيلي عام 2010 في صفقة تبادل الأسرى المعروفة باسم صفقة شاليط وتم إبعاده إلى قطاع غزة، وهو متهم بالتخطيط لعملية صفد التي قتل فيها 9 يهود وأصيب ما يقارب 50 أخرون عام 2002.
وفي مقابلة سابقة مع صحيفة (الزمان) التركية .. تحدثت ناهد عصيدة عن معاناتها في الإبعاد وحرمانها من لقاء أهلها.