(الزمان التركية) – شهدت تركيا في الخامس عشر من شهر يوليو العام الماضي محاولة انقلابية جاءت بعده حالات استثنائة لم تشهدها البلاد طوال تاريخها من ظلم وقهر على يد سلطة ادعت أنها “إسلامية” وتدافع عن الإسلام في أنحاء العالم.
وفي الساعات الأولى من محاولة الانقلاب الفاشلة خرج رئيس الدولة دون أن ينتظر التحقيق من قبل جهات القضاء أو الجهات المعنية ليعلن أمام العالم أن الداعية غولن وحركته هما المسؤلان عن الانقلاب وأعلن منذ ذلك الحين حربا شرسة على الحركة خاصة وعلى معارضيه بشكل عام.
ولم يستثن من هذه الاعتقالات وفصل وابعاد والظلم في السجون حتى الأطفال الرضع والشيوخ الركع والحامل دون تمييز بين رجل أو امرأة.
وهذه نماذج من هذا الظلم في ظل حالة الطوارئ التي أعلنتها السلطات التركية:
السلطات التركية تحبس سيدة وهي”حامل” تعاني نزيفًا حادّا
اعتقلت السلطات التركية سيدة تُدعى شناي أولجون بمدينة زنغولداق في إطار تحقيقات المحاولة الانقلابية معرضة إياها وطفلها لخطر الموت.
واعتقلت أولجون في الخامس عشر من فبراير/ شباط الماضي أثناء توجّهها إلى مدينة إسطنبول بتعليمات من النائب العام أونور أوزجول وتم اقتيادها إلى زنغولداق. وعلى الرغم من حملها قضت السلطات التركية بحبس أولجون بحجة استخدامها تطبيق بايلوك المزعوم بأنه كان وسيلة تواصل الانقلابيين فيما بينهم اعتمادًا إلى إفادات أشخاص آخرين بحقها، مع أنها لم تستخدم التطبيق في حياتها أبدًا وفق قولها.
ويواجه حمل شناي – وهي أم لطفل يبلغ من العمر 4 سنوات – خطرا كبيرا داخل السجن، حيث تقبع شناي داخل زنزانة تضم مصابتين بالسُّل، مما يعرض حملها لخطر شديد. وتعاني شناي من فقدان في الوزن بالإضافة إلىمتاعب حملها، وذلك بسبب أوضاع التغذية السيئة داخل السجن.
وعلى الرغم من كل التقارير الصحية التي تلقاها بشأن شيناي لم يكترث النائب العام للطعون المقدمة، كما يعلم النائب العام أن شيناي سبق لها وأن تعرضت للإجهاض.
من جانبها ذكرت شيناي خلال الزيارات أنها أصيبت بنزيف، غير أن إدارة السجن لم تقم بنقلها إلى المستشفى. ورفض النائب العام إرسال شيناي التي بلغت الأسبوع العاشر من الحمل إلى فحص دوري، مفيدا أنه لاتوجد أية مشكلة في الإبقاء عليها قيد الحبس.
هذا ويتوجب على شيناي الحصول على التغذية الكافية والسير باستمرار بعدما سبق وأن أصيبت بانحناء في العمود الفقري تسبب في إجهاضها، لكن لا يتم منح المواد الغذائية اللازمة للتغذية خلال الحمل داخل السجون، كما لا يُعترف بالحق في ممارسة الرياضة أيضا داخل الزنازين.
اعتقال السيدات أثناء زيارة أزواجهن في السجون
أصدر أحد المدعين العامين بمدينة أكسراي يدعى عثمان قاراه، قرارًا باعتقال 5 من الزوجات اللاتي أتين لزيارة أزواجهن داخل السجون، بالرغم من أن منهن المصابة بالسرطان، وأمٌ لرضَّعٍ أو سبق وأن أفرج عنها بعد احتجازها.
وصدرت مذكرات اعتقالٍ في حق 3 منهن، إلا أن الغرض من كل ذلك هو الضغط على أزواجهن المعتقلين للاعتراف بجرائمٍ وتهمٍ لم يرتكبوها.
لا تأخذني الرحمة بطفلك
لم تقتصر محاكم أردوغان على الظلم والجور فقط، وإنما وصلت إلى قمة معاني اللاإنسانية في تعاملها مع بني البشر. وقد كان ذلك واضحًا عندما قال أحد القضاة لسيدة يتعلق بها رضيعها: “أنتِ لم تأخذك الرحمة بطفلك؛ وأنا أيضًا لن تأخني الرحمة بطفلك”.
اعتقال أم بعد وضع مولودها بساعات في “تركيا أردوغان الإسلامية”!
عاشت تركيا حادثة سيذكرها التاريخ حيث اعتقلت قوات الأمن السيدة فاطمة ج. التي وضعت وليدها بمستشفى في مدينة أنطاليا (جنوب تركيا) في شهر يناير الماضي وأرسلتها إلى السجن تماماً مثل زوجها المعتقل بتهمة الانتماء إلى حركة الخدمة.
وتشير المعلومات الواردة إلى إدارة مكتب الأمن التابع لمديرية أمن البلدة أن السيدة فاطمة. ج التي يوجد قرار اعتقال بحقها في إطار تحقيقات حركة الخدمة راجعت المستشفى لكونها على وشك وضع حملها وتوجهت الشرطة إلى المستشفى غير أنها لم تعتقل المشتبه بها لكونها حاملاً، الأمر الذي دفعها إلى الانتظار حتى تضع مولودها وتتمكن بعد ذلك من تنفيذ قرار الاعتقال.
وبعد إنهائها الإجراءات بمديرية الأمن نُقلت السيدة فاطمة برفقة رضيعها الذي يبلغ من العمر يوما واحدا إلى المحكمة، وسلمت رضيعها إلى أقاربها أثناء المحاكمة وقررت المحكمة احتجازها يوما آخر داخل المستشفى.
وأثارت هذه الخطوة انزعاجًا كبيرًا في كل الأوساط، بما فيها النواب البرلمانيون من صفوف حزب العدالة والتنمية الحاكم، حيث احتجّ نائب حزب العدالة والتنمية السابق فوزي إيشباشاران على اعتقال الأم وإحضارها أمام المحكمة بقوله: “إن الشرطة تنتظر الآن أمام المستشفى لاعتقال هذه الأم المسكينة. وزوجها قابع في السجن أيضًا. إن ذلك عمل غير قانوني وغير أخلاقي مهما كانت جريمة زوجها. وحتى إذا ثبتت الجريمة فإنها شخصية. فلماذا يعاقب المولود الجديد”.
وانتقد رئيس تحرير موقع herkul.org عثمان شمشاك المختص في نشر مقالات ودروس الأستاذ فتح الله غولن حادثة اعتقال الأم بعد ولادتها مباشرة ذاكرا الآية الكريمة: (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ)؛ فيما نشر حساب @nabdturkey (نبض تركيا) تغريدات قال فيها “الشرطة اعتقلت الوالدة وفرقت بينها وبين قرة عينها في اليوم الأول من فتح عينه على دنيانا المليئة بالظلم والجور.. الظلم يهز عرش الرحمن.. أين أنت يا أردوغان؛ حامي النساء والمستضعفين! أكثر ما يوجع في الأمر هو أن هذا الظلم يمارسه شخص نراه أخا لنا في الدين ونظيرا لنا في الإنسانية!”، على حد تعبيره.
وما يثير الغرابة والدهشة هو قناة أن سي أن أن التركية “العلمانية” نشرت الخبر تحت عنوان ظلم اعتقال أم بعد ولادتها مباشرة، لكن صحف أردوغان “الإسلامية” يخيم عليها الصمت المطبق! بل قدمت الحادثة على أن الشرطة نجحت في إلقاء القبض على امرأة تنتمي إلى “منظمة فتح الله غولن الإرهابية”، على حد أكاذيبهم.
وكان الكاتب التركي أيدين أنجين روى في عموده الخاص بصحيفة (جمهوريت) معاناة سيدة أخرى أرسلت له ضمن عدد كبير من الرسائل تروي له قصتها الحزينة قائلة “تعرضت لصدمة كبيرة عندما سمعت كلمات النائب العام بينما كنت أنتظر مذكرة اتهام وهو يقول لي “يا سيدة أوصيك بالعودة إلى منزل والديك واعتبري زوجك ميتا لأنه لن يخرج من محبسه”.
اعتقال والدة طفل معاق أثناء زيارتها لزوجها في السجن
اعتقلت قوات الأمن التركية سيدة أثناء زيارتها لزوجها داخل السجن بعد اعتقاله في إطار تحقيقات حركة الخدمة.
وكانت ناجحان جوكشاك قد توجهت برفقة أبنائها الخمسة، أحدهم يعاني من إعاقة، إلى سجن “سنجان” في أنقرة لرؤية زوجها المحبوس في إطار تحقيقات حركة الخدمة، وخلال الزيارة اعتقلتها قوات الأمن ليبقى الأبناء بمفردهم وسط الشتاء القارس.
يُذكر أن إبراهم جوكشاك قد اعتقل خلال الأشهر الماضية، في إطار تحقيقات حركة الخدمة التي تنفذها السلطات التركية، تاركا زوجته تعتني بأبنائه الخمسة بمفردها.
وعلى هذا قام أكبر أبنائها بتصوير بكاء وعويل أشقائه، ويظهر الشقيق الأكبر وهو يبكى قائلا: “لدينا شقيق معاق لكنهم تركونا هنا بمفردنا، حسبنا الله ونعم الوكيل”.
وقام نائب حزب الشعب الجمهوري عن مدينة إسطنبول محمد تانل بنشر الفيديو عبر حسابه بتطبيق الانستجرام، معلقا على الفيديو بقوله “مأساة أسرة توجهت إلى سجن سنجان لرؤية والدهم وخمسة أشقاء أمام السجن نتيجة لاعتقال والدتهم أيضا هناك، أنشر إليكم الفيديو كما بلغني”.
وقال تانل إنه سيتابع الأمر عن كثب، مضيفا أن هذا الإجراء ينافي الحقوق الدولية.
سيدة تنجب مولودها في غرفة الحجز بقسم الشرطة دون طبيب
وبحسب خبر أورده موقع “أكتيف” الإخباري التركي، فإن امرأة حكت ما تعرض له زوجها بعدما اعتقل في 30 أغسطس/ آب 2016 بالتهمة الجاهزة الانقلاب، مشيرًا إلى أن قرار اعتقاله كان بسبب وجود حساب بنكي لها في بنك آسيا وتبرعه بمبلغ 5 ليرة تركية لصالح مؤسسة هل من مغيث “كيمسا يوكمو” الخيرية المقربة من حركة الخدمة فقط.
ونقلت الزوجة عن زوجها المعتقل في غرف الحجز في قسم الشرطة بمركز أمن يشيل يورت في مدينة إزمير غرب تركيا، قوله بأنه خاف أن لا يرى أسرته مرة أخرى حيث تعرض لشتى أنواع التعذيب، وهددوه باعتقال زوجته إن لم يكن معترفًا ولم يعط أسماء تريدها الشرطة.
كما قالت الزوجة عن فم زوجها: “عشت حادثة لا يمكن أن أنساها ما دمت حيا، فقد سمعت أصوات سيدة أخرى تنجب مولودها داخل غرفة معزولة في غرف الحجز بقسم الشرطة، دون أي مساعدة من طبيب أو ممرضة، أو وجود ماء لازم للتنظيف. جدران غرف الحجز دوّت بصراخات المرأة الحامل. ورغم أننا طلبنا من الشرطيين مساعدة المرأة والذهاب بها إلى المستشفى، إلا أنهم رفضوا ذلك ولم يهتموا بطلبنا وتركوها لتلد مولودها بمفردها. لكنهم اضطروا إلى أخذها إلى المستشفى بعد وضع حملها”.
ونقلت الزوجة عن زوجها: “عندما كنت محتجزة كنت أتعرض للتعذيب، حتى إنهم لم يعطوني الماء الذي يعتبر حقا من الحقوق الطبيعية. وبعد إصراري المتكرر أعطوني زجاجة ماء، ولكنني شعرت بالتعب بعد شربه، واكتشفت بعد ذلك أنه منتهي الصلاحية”.
قصة شرطي تركي تكشف بشاعة التعذيب في سجون أردوغان
تكتظ السجون التركية في الفترة الأخيرة بالعديد من المواطنين المدنيين المعتقلين بقرارات الطوارئ التعسفية، وتكاد الجدران تنطق بصرخاتِ وآهاتِ المعذبين بداخلها بسبب الظلم الواقع عليهم والذي تكاد الجدران تنشطر من هوله.
من بين هذه الوقائع، واقعة توقيف معاون شرطة يدعى قادر إيجا، يبلغ من العمر 33 عاما، من بلدة “زارا” من مدينة “سيواس”، خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2016. والذي تعرض خلال فترة الاحتجاز لضغوطٍ وممارسات قمعية من أجل الاعتراف بأنه من أعضاء حركة الخدمة وكذلك للإدلاء بمعلوماتٍ عمن يعرفهم من أعضائها.
وأكَّد إيجا أنه شرطي أدى مهام عمله على مدار 8 أعوامٍ على أكمل وجهٍ، وأنه لا جرم له ولا ذنب، إلا أن كل هذا لم يحمه من التعذيب النفسي والجسدي الذي تعرض له.
بدأ قادر إيجا يعاني من آلام شديدة في منطقة المعدة بسبب مشاكل في التغذية، والنوم في جوٍ بارد، والتعرض لتعذيب نفسي، ولكنه لم ينجح في الحصول على الدعم الطبي المناسب بالرغم من تقدمّه بطلبٍ رسمي بذلك. وخلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2016 أصدرت محكمة الصلح والجزاء قرارًا باعتقاله بسبب وجود حسابٍ بنكي له في بنك آسيا المقرب للخدمة، ونقلته إلى سجن “سيواس”.
وخلال فترة اعتقاله في السجن بمدينة سيواس ساءت حالته الصحية أكثر واشتد عليه ألم المعدة، إلا أن طلبات عرضه على الرعاية الصحية لم تحظ بقبول الجهات الأمنية.
أصبح في حالة صحية لا تمكنه حتى من الذهاب لدورة المياه
أوضح إيجا أن ألم معدته كان يزداد كلما توجه إلى دورة المياه، مشيرًا إلى أنه لجأ إلى تقليل الطعام الذي يتناوله إلى أقصى حدٍ، بعدما تقطعت به السبل.
تدهورت حالته الصحية في ظل غياب الرعاية الصحية، حتى أصبح في حالة صحية تجعله غير قادرٍ على السير بمفرده، مما اضطر السلطات لنقله إلى المستشفى.
وأوضح قادر إيجا أنه نقل أولًا إلى مستشفى “نومونا” في مدينة سيواس، ومنها إلى المستشفى الجامعي، مشيرًا إلى أنه لم يتلق أي علاجٍ أو اهتمامٍ وأن المشرفين على المستشفى طلبوا منه أكثر من مرة الحضور في يومٍ آخر.
لا أستطيع النوم ليلًا من الجوع
وبحسب آخر ما نقلته أسرة إيجا للمحامي الخاص به: “لا أستطيع الذهاب إلى دورة المياه. ولذلك لا أتناول الطعام أيضًا. وقد ذبلت للغاية لبقائي جائعًا لفترة طويلة. تدهورت حالتي الصحية. ولا أستطيع النوم ليلًا من الجوع”.
يذكر أن قادر إيجا لم توجه له أي تهمة إلا أن المحكمة تصر على اعتقاله بسبب وجود حساب بنكي له في بنك آسيا المقرب من حركة الخدمة.
اعتقال عروسين أثناء توجههما إلى حفل زفافهما بتهمة الانقلاب
واعتقلت قوات الأمن التركية عروسين أثناء توجههما إلى قاعة الزفاف بعد عقدهما القِران وذلك في إطار الحملات الأمنية ضد الانقلاب.
وكان العروسان أمينة شاتيك وأيكوت كوتلو في مدينة أوشاك قد أكملا استعداداتهما لحفل الزفاف وعقدوا النكاح، وأثناء توجههما إلى قاعة الزفاف قامت الشرطة بإيقاف السيارات في مدخل مدينة أوشاك وعقب تفقدها للسيارات قامت باعتقال العروسين واقتيادهما إلى مركز الشرطة بينما ينتظر مئات المدعوين العروسين في القاعة وذلك بتهمة استخدامهما تطبيق بايلوك والذي تدعي السلطات التركية أنها كانت وسيلة التواصل بين الانقلابيين.
السلطات التركية تعتقل صحفيا كفيفا لمدحه غولن
اعتقلت قوات الأمن التركية الصحفي الكفيف جونيد أرتان بعد مداهمة منزله، بسبب منشوراته على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأعلن جونيد أرتان، المعروف بكتاباته على مواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام، أن قوات الأمن التركية احتجزته في الساعات الأولى من صباح اليوم، قائلًا: “داهمت قوات الأمن منزلي واحتجزتني، اعتنوا بأنفسكم، لا تنسوني في دعاءكم”.
وأضاف على حسابه عبر “تويتر”: “أنا محتجز لمدحي حركة الخدمة والداعية فتح الله غولن”، قبل أن يتم تحويل أوراقه إلى المحكمة بعد إجراء الفحص الطبي اللازم”.
وسبق أن نزلت المحكمة على الصحفي الكفيف أكثر من حكم، من بينها حكم بالسجن ستة أعوامٍ وثلاثة أشهر، مع تأجيل التنفيذ.
وفاة رجل أعمال عمره 77 عاما بالسجن
توفى أونال تاكمالي وهو أحد مالكي شركة أوغور للثلاجات داخل السجن إثر تعرضه لأزمة قلبية.
وكان تاكمالي (77 عاما) قد تعرض اليوم لأزمة قلبية داخل سجن مانامان الذي يسجن فيه منذ الثامن والعشرين من يوليو/ تموز الماضي في إطار تحقيقات حركة الخدمة.
وقامت إدارة السجن بنقل تاكمالي إلى مستشفى مانامان الحكومي على الفور حيث عمل الأطباء على إعادة تشغيل قلبه بعد توقفه عن النبض غير أن تاكمالي الذي سبق وأن تعرض لوعكات صحية أخرى وما إثرها.
يُذكر أن الدائرة الثانية لمحكمة الجنايات قد قضت بحبس مالكي شركة أوغور لثلاجات محمد وعلى وأونال تكمالي بعد اعتقالهم من منازلهم في شهر يوليو/ تموز الماضي في إطار تحقيقات حركة الخدمة.
وما زال الإخوة تكمالي مسجونون داخل سجن مانامان.
مقرر الأمم المتحدة الخاص: التعذيب يُمارس في تركيا على نطاق واسع
أفاد مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالتعذيب نيلز ميلستر الذي يجري زيارة لتركيا على خلفية ادعاءات حول تعرض معتقلين لسوء معاملة بأنه لاحظ ممارسة التعذيب وسوء المعاملة في تركيا عقب محاولة انقلاب الخامس عشر من يوليو/ تموز الماضي على نطاق واسع.
وقالت صحيفة دويتشه فيلة الألمانية أن ميلستر أجرى زيارة إلى تركيا للتحقيق في مزاعم تزايد أعمال التعذيب خلال إجراءات الاعتقال والحبس المتزايدة بعد إعلان حالة الطوارئ عقب محاولة انقلاب الخامس عشر من يوليو/ تموز.
وتوجه ميلستر خلال الزيارة التي أجراها في الفترة بين 27 نوفمبر/ تشرين الثاني والثاني من ديسمبر/ كانون الأول إلى كل من أنقرة وديار بكر وإسطنبول وشانلي أورفا. وألتقى ميلستر بمسؤولين في وزارات الداخلية والخارجية والعدل وأجرى لقاءات في المحكمة الدستورية والمحكمة العليا، بالإضافة إلى الاجتماع مع مسؤولين في مصلحة الطب الشرعي في إسطنبول وممثلين عن جمعيات حقوق الإنسان.
كما زار ميلستر سجن النساء وسجن F في سنجان وسجن سيليفري في إسطنبول ومراكز الشرطة في شانلي أورفا وإسطنبول وسجني D و E في دياربكر.
وذكّر ميلستر أن تركيا تتبع سياسة صارمة تجاه أعمال التعذيب منذ تسعينات القرن الماضي، غير أن هذه السياسة ضعفت عقب محاولة انقلاب الخامس عشر من يوليو/ تموز وإعلان حالة الطوارئ.
وأوضح ميلستر أن المجتمع التركي يشهد حالة من الخوف وانعدام الثقة عقب محاولة انقلاب الخامس عشر من يوليو/ تموز الماضي، وأنه لم يتم التحقيق في مزاعم حالات التعذيب وسوء المعاملة قائلا: “مراسيم الطوارئ التي رفعت مدة الاعتقال إلى 30 يومًا دون تدقيق قضائي ومنعت السماح بلقاء المحامي بموكله لمدة خمسة أيام مثيرة للقلق. الوصول سريعًا للمحامي والتدقيق القضائي أمر ضروري لا يمكن التنازل عنه لمنعه حدوث أعمال تعذيب وسوء المعاملة”.
“انعدام الثقة في القضاء”
ولفت ميلستر إلى أنهم وثّقوا ممارسة قوات إنفاذ القانون لحملات الاعتقال والحبس التي بدأت عقب محاولة الانقلاب بصورة تعسّفية، وأنها لا تتجنب ممارسة التعذيب وسوء المعاملة، مشيرًا إلى أنهم شهدوا صدمة عميقة وطويلة المدى خلال لقاءاتهم مع المعتقلين والمحبوسين.
وتطرق ميلستر إلى شهادات المعتقلين والمحبوسين ومسؤولي منظمات المجتمع المدني بقوله: “يبدو أن أعمال العنف وسوء المعاملة تمت ممارستها على نطاق واسع داخل الحبس الاحتياطي في مراكز الشرطة وقوات الدرك لأيام وأسابيع عقب محاولة انقلاب الخامس عشر من يوليو/ تموز الماضي، خصوصا أثناء فترة الحبس الاحتياطي. وتلقيت تقارير موثوقة بشأن شُحّ التدخلات القضائية فيما يتعلق بهذه الادعاءات. المناخ المخيف وانعدام الثقة في القضاء يُحجم المواطنين والأطباء والمحامين ومسؤولي منظمات المجتمع المدني عن التقدم ببلاغات”.
“يجب عدم التنازل عن التصدي للتعذيب”
وأكد أن معدلات امتلاء السجون تفوق طاقتها الاستيعابية بنسبة 125 و200 في المائة قائلا: “هذا الوضع سيؤثر سلبًا على العناية الطبية وأنشطة التدريب وكثافة الزيارات الأسرية. فالمعتقلون يواجهون صعوبة في تلبية أبسط احتياجاتهم”.
وقال ميلستر إن المعتقلين يفتقرون لضوء النهار والهواء النظيف وأنهم فقدوا الإحساس بالوقت، محذرا من ضرورة عدم إبقاء المعتقلين داخل الحبس لأكثر من 48 ساعة.
510 أطفال داخل السجون مع أمهاتهم
أعد نائب حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض عن مدينة إسطنبول باريش ياركاداش مقترح قانون لطرحه على البرلمان لرفع الظلم عن الأطفال الرضع الذين يعانون من الوضع ذاته مع الطفلة ميراز أكبابا ذات الأشهر السبعة القابعة داخل السجون بسبب عقوبة والدتها.
وأوضح ياركاداش أن 510 سيدات يقبعن حاليا داخل السجون برفقة أطفالهن الرضع مفيدا أنه أعد مقترحا جديدا كي لا ينشأ الرضع داخل السجون ولكي تتمكن الأمهات من تنشئة أطفالهن في ظروف صحية. وأضاف ياركاداش أنه في حال تشريع هذا المقترح فإن جزءا كبيرا من الغدر الواقع على الأم ورضيعها سيتم القضاء عليه قائلا: “وضع الطفلة ميراز أكبابا ذات الأشهر السبعة القابعة داخل السجون برفقة والدتها يحزنني ويحزن المواطنين الحساسين. طفلة لم يتجاوز عمرها السبعة أشهر تقبع حاليا خلف القضبان. وفي كل صباح تخرج هذه الصغيرة البريئة برفقة والدتها إلى الطابور. في ذلك التوقيت يكون ال510 أطفال المرافقين لأمهاتهم داخل السجون في أجمل مراحل النوم. قلبي لا يتحمل هذا الغدر والظلم”.
وأشار ياركداش إلى الظلم الواقع على الطفلة ميراز أكبابا القابعة داخل السجون بسبب عقوبة والدتها على الرغم من كونها تبلغ من العمر سبعة أشهر، موضحا أن النقطة الأخرى المهمة هو كون القضاة الذين قضوا بالسجن على والدة ميراز يقبعون هم أيضا داخل السجون حاليا بتهمة الانتماء لحركة الخدمة.
وشدد ياركاداش على أن هذا النهج قضى على مبدأ شخصية الجريمة والعقوبة.