أنقرة (الزمان التركية) أغلقت السلطات التركية التحقيقات في مذبحة العرس التي نفذها تنظيم داعش الإرهابي في مدينة غازي عنتاب جنوب البلاد في العشرين من أغسطس/ آب الماضي وراح ضحيتها 56 شخصا دون ملاحقات أمنية على الرغم من تأكيد أحد شهود العيان لهوية مخطط الهجوم .
وانتهى النائب العام في غازي عنتاب فاتح أديجوزل من التحقيق وأغلق الملف بإعلان عدم وجود ملاحقات قانونية أي أن القضية قيدت ضد مجهول. غير أن أقوال أحد شهود العيان بأنه تم إبلاغ الشرطة بالهجوم قبيل حدوثه وادعاءات دعم بعض أجهزة الدولة لمنفذي الهجوم أثارت العديد من التساؤلات في الأذهان.
وكان شاهد عيان يدعى إدريس أتيلا قال في إفادته إن أحد المشتبه بهم ويدعى عبد الحميد بوز أبلغه بأنه من نفذ الهجوم وأن مسؤولي الدولة على علم بهذا، غير أن أنصاره منتشرون في كل مكان ويحمونه، ولهذا السبب لن يصيبه أي مكروه.
وذكر موقع أفرينسال Evrensel أن التحقيقات تضمنت ثلاثة مشتبهين الأول يدعى محمد قدير جابيل. وأعلن النائب العام أديجوزل أن جابيل هو مسؤول خلايا تنظيم داعش الإرهابي في غازي عنتاب وأنه يصدر تعليمات العمليات الانتحارية في الأماكن المزدحمة. وفي 16 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي تم العثور على جابيل ميتا خلال حملة أمنية. وبهذا انخفض عدد المشتبه بهم إلى اثنين. وفي الوقت نفسه كان جابيل ضمن المشتبه بهم في مذبحة محطة قطار أنقرة التي وقعت في 10 أكتوبر/ تشرين الأول.
وكان محمد صادق بيهان المشتبه به الثاني في تحقيقات مذبحة العرس لكن النائب العام لم يستطع التوصل إلى أية أدلة حوله. وكان المشتبه به الثالث عبد الحميد بوز هو أكثر الاسماء إثارة للانتباه في ملف القضية، حيث صنفه النائب العام بالداعشي المسؤول عن الهجوم والإرهابي الذي شن هجوما على مديرية أمن غازي عنتاب في الأول من مايو. لذا فإنه من الغريب إصدار النائب العام قرارا بعدم تنفيذ أية ملاحقات قضائية له على الرغم من كل ما سبق ذكره.
وتضمن ملف التحقيقات ادعاءات غريبة بحق عبد الحميد بوز، ففي إفادته التي أدلى بها لقوات الأمن زعم قريبه إدريس أتيلا أن بوز الذي يقول إنه خال زوجته ينتمي لتنظيم داعش الإرهابي وهو من خطط للهجوم الذي وقع على مديرية أمن غازي عنتاب في الأول من مايو الماضي. وأنه أبلغ قوات الأمن بالمحادثات التي شهدها في هذا الصدد.
وفي إفادته بشأن مذبحة العرس ذكر أتيلا أنه التقى مع بوز قبل شهر من المذبحة قائلا: “أخبرني أنه سينفذ هجوما في غازي عنتاب سيسفر عن ضجة كبيرة. وتم تعليق دعوة العرس على باب جمعية Pervarililer في سييرت. وقبل 15 يوما من الهجوم وبينما أنا في الجمعية تجول بوز داخلها والتقط صورا لدعوة العرس ومن ثم غادر. وقمت أنا والمجموعة المؤلفة من 6-7 أشخاص الذين كانوا برفقتي بالاتصال بالنجدة وإبلاغ الشرطة بالوضع. وفي صباح يوم العرس قدم بوز في تمام الساعة التاسعة برفقة شخصين سيرا على الأقدام إلى الحي الذي سيقام فيه العرس. وتجولوا داخل الحي وأمعنوا النظر من ثم غادروا. وفي الليلة نفسها وقع الانفجار أثناء العرس. في اليوم التالي ذهبت إلى عزاء ضحايا الحادث. وفي العزاء أبلغني سوري يبلغ من العمر نحو 17 عاما أن بوز يريد رؤيتي وبالفعل توجهت إلى بوز. حينها أبلغني أنه هو من نفذ الهجوم وأن مسؤولي الدولة على علم بهذا، لكن رجاله منتشرون في كل مكان ويقومون بحمايتهم لذا لن يصيبه مكروه. وطالبني بالانتباه والحذر”.
يذكر أن تركيا أطلقت بعد هذه العملية بأيم قليلة عملية درع الفرات في 24 أغسطس بالتعاون مع عناصر من الجيش السوري الحر في شمال سوريا بدعوى اقضاء على تنظيم داعش ولاتزال مستمرة حتى الآن