أنقرة(الزمان التركية) – أوقفت قوات الأمن التركية 8 من مراسلي وكالة الأناضول للأنباء التابعة للحكومة ضمن حملتها ضد مستخدمي تطبيق بايلوك “ByLock” المزعوم بأنه كان وسيلة تواصل الانقلابيين فيما بينهم أثناء محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو/ تموز 2016.
وكانت النيابة العامة في أنقرة قد أصدرت قرارًا باحتجاز وتوقيف ثمانية من مراسلي وكالة الأناضول الحكومية، وذلك بسبب وجود أسمائهم في قوائم مستخدمي برنامج “ByLock” للتواصل والمحادثة.
وبحسب مصادر أمنية، فإن النيابة العامة أفرجت عن بعض المراسلين بعد التحقيق معهم والاستماع لأقوالهم.
يذكر أن التحقيقات كشفت أن مراسل وكالة الأناضول لرئاسة الجمهورية التركية إلهان والمكلف بتغطية المؤتمر الجماهيري لرئيس الوزراء بن علي يلدريم في مدينة نفشهير، كان من بين مستخدمي التطبيق المزعوم.
يذكر أن إعلام الحكومة التركية نشر منذ اليوم الأول من “محاولة الانقلاب الفاشلة” آلافاً من القصص والحكايات المفبركة حول استخدام المنتمين إلى حركة الخدمة هذا التطبيق لأغراض تناقل “المعلومات والأوامر السرية” فيما بينهم، زاعمًا أنه لا يمكن تحميل هذا التطبيق إلا من خلال واصلة أو بولوتوث، لكي يضفي عليه غموضًا وأسرارًا ليكون سندًا لاتهماته، وذلك استنادًا إلى تقارير استخباراتية. كما ادعى إعلام السلطة أن جهاز المخابرات يحوز 18 مليون مراسلة و3.5 ملايين رسالة إلكترونية من تلك المراسلات التي جرت بينهم عبر تطبيق بايلوك، إلا أنه لم ينشر حتى اليوم أي رسالة تلمح إلى حديث العسكريين فيما بينهم عن الانقلاب.
لكن “ديفيد كينز”؛ الشخص الذي أعد برنامج وتطبيق بايلوك، أجرى حواراً مع صحيفة “حريت” التركية وأسقط جميع المزاعم المذكورة وقضى على أسطورة بايلوك..إذ أكّد أن التطبيق توقَّف تداوله وطرحه في كل من Google Play وAppstore منذ شهر يناير من العام الماضي (2016)، أي قبل ستة أشهر من وقوع الانقلاب الفاشل. كما شدد على أن التطبيق نزلّه حوالي 600 ألف شخص، وأنه مفتوح للجميع، وليس مقتصراً على المنتمين إلى حركة الخدمة.
فضلاً عن ذلك، فإن التقارير الجديدة التي نشرها جهاز المخابرات كذبت المزاعم التي نشرها عبر وسائل إعلامه وأكدت صحة تصريحات ديفيد كينز صاحب التطبيق، حيث اعترفت هذه التقارير الجديدة بشكل صارخ بأن التطبيق يمكن أن يحمله أي شخص من Google Play المفتوح للجميع، بمعنى أنه نفى مزاعمه السابقة التي ادعى فيها أنه لا يمكن تحميله إلا من خلال واصلة أو بولوتوث، وأنه خاص بأفراد حركة الخدمة، الأمر الذي يعني الاعتراف بأن اعتقال عشرات الآلاف من الناس بسبب بايلوك غير قانوني. كما أقرت بأن هذا التطبيق عُرض على المستخدمين عبر Google Play منذ بداية عام 2014 حتى بداية عام 2016. وإقرار جهاز المخابرات بهذه الحقيقة يسقط الأكذوبة التي تقول إن تطبيق بايلوك كان وسيلة التواصل بين الانقلابيين من المدنيين والعسكريين.
وما يبعث على السخرية هو أن الحكومة مع أنها تزعم أن تطبيق بايلوك هو “الوسيلة السرية لتواصل أبناء حركة الخدمة” فيما بينهم، إلا أنه صحيفة “أيدنليك” اليسارية كتبت أن 125 برلمانيًّا من أحزاب مختلفة، بما فيها الحزب الحاكم، ضمن مستخدمي هذا التطبيق.
إضافة إلى كل ما سبق، كان جهاز المخابرات أعلن رسميًّا في وقت سابق أن محتويات المراسلات التي تجري بين مستخدمي تطبيق بايلوك لا يمكن الاعتماد عليها في عملية الاعتقالات، مع ذلك فإن السلطات اعتقلت ولا زالت عشرات الآلاف من الأبرياء بحجة استخدامهم هذا التطبيق.