(الزمان التركية)- “النموذج التركي” انخدع فيه البعض ممن كانوا يحلمون بأي نموذج يتعلقون به، وينسجون حوله أمنياتهم، وظهر الوجه الحقيقي لهذا النموذج مع تقلب الأحداث، واستيقظ هؤلاء على الحقيقة المرة، وبدأوا يكتبون عن “سقوط النموذج التركي” من هؤلاء الباحث في الحركات الإسلامية “الشربيني محمد شريدة” الذي كتب عن هذا النموذج ، ومعلقا على الأحداث الأخيرة في تركيا يقول:
في المسألة التركية تكلمنا العام السابق كثيرا عن الخدمة والعلاقات المشتبكة بينها وبين حركات وأحزاب في مصر وتركيا والعالم واتهمناها بأشياء كثيرة
واليوم بعد مرور عام وباطلاع بسيط على النتائج بعد المحاولة الانقلابية نجد التالي:
١- لقد قامت السلطات التركية بإنشاء وقف سمته وقف المعارف التركي مهمته الأساسية الاستيلاء على ممتلكات الخدمة من جمعيات ومدارس وجامعات ودور طلبة داخل وخارج تركيا والتي تقدر أثمانها بعشرات أو مئات المليارات من الدولارات والتي مكثت الخدمة أربعين سنة تبني وتعمر فيها من أجل الإنسان في كل مكان
٢- لقد قامت السلطات التركية باعتقال عشرات الآلاف من المنتمين للخدمة وأودعتهم المعتقلات وأماكن الاحتجاز المؤقتة دون توجيه أي اتهام لهم حتى ولا الاتهام بالمشاركة في الانقلاب مع إساءة المعاملة لهم
٣- تم فصل أكثر من ١٠٠ ألف شخص من وظائفهم وقطع رواتبهم وتشريد عائلاتهم في حركة هي الأكبر والأوسع في تاريخ البلاد ولم تحدث حتى في ظل أعتى الانقلابات العسكرية التي مرت على الشعب التركي مما يعتبر انتهاكا صارخا لحقوق المواطنة
٤- طاردت -ومازالت- المخابرات التركية أبناء ومؤسسات الخدمة في العالم فاستولت على ممتلكات ومؤسسات الخدمة في أكثر من٤٠ دولة كان آخرها المغرب التي سلمها حزب بن كيران” النذل” كل مؤسسات الخدمة وأبناءها مخالفا لقواعد القانون والإنسانية
٥- يعيش الشعب التركي اليوم في هلع من مجرد توجيه الاتهام لأي شخص بالانتماء للخدمة أو المشاركة في الانقلاب لأن هذا يعني أنه هو وبيته وأهله ومعارفه سيكون نهبا مباحا لقوات الأمن الحديدية تفعل فيه ما تريد من اعتقال وطرد من الوظيفة وتشريد العائلة
وأخيرا بعد اطلاعنا على كل هذا نؤكد ما يلي:
أولا: لقد انتكس أردوغان وانقلب على ما قدمه هو وحزبه للشعب والأمة التركية على مدار ١٥ عاما وتحول إلى ديكتاتور حاكم بأمره
ثانيا: ظهر معسكر الإسلاميين العرب في هذه الأزمة بمظهر مخز متخاذل للغاية خاصة ما كان من الإخوان وأعوانهم إذ أيدوا كل الإجراءات الأردوغانية الظالمة متذرعين بحجج الحفاظ على الأمن والنهضة التي يهدمها اليوم صانعوها
ثالثا: نحن اليوم أمام بداية سقوط النموذج الإسلامي في الحكم في تركيا بسبب ظلم صانعيه وتكبرهم وهو ما سقط من قبل في السودان وإيران وباكستان وهو ما لم نكن نتمناه لكن الواضح أن النماذج المؤدلجة في الحكم لا مستقبل لها خاصة بعد سقوط كل الأنظمة القومية العربية في القرن العشرين نتيجة تسلطها واستبدادها
”