غازي عنتاب (الزمان التركية) – في الوقت الذي تعاقب المحاكم التركية كل يوم أكاديميين وكتابًا وصحفيين بل مواطنين عاديين بتهمة إهانة الرئيس رجب طيب أردوغان، برّأت محكمةٌ ساحة أحد مستشاري الأخير، مع أنه وجه إهانات صريحة لزعيم سياسي كردي، ولم تكتفِ بذلك فقط بل فرضت أيضًا على الضحية غرامة مالية!!
فقد قضت المحكمة في غازي عنتاب لصالح مستشار رئيس الجمهورية أوكطاي سارال في إطار قضية رفع فيها زعيم حزب الشعوب الديمقراطية الكردي صلاح الدين دميرطاش شكوى ضده بسبب تعرضه للسباب والإهانة في إحدى تصريحاته، بالإضافة إلى أنها حكمت بفرض غرامة مالية عليه.
فقد اعتبرت المحكمة أن تصريحات مستشار رئيس الجمهورية أوكطاي سارال التي وصف فيها دميرطاش بـ”عديم الأخلاق”، تقع ضمن “حرية التعبير عن الرأي”، وألغت العقوبة المالية التي فرضتها عليه محكمة أخرى بقيمة 9 آلاف ليرة تركية.
وكان أوكطاي قد نشر تغريدات على حسابه على تويتر بصورة له مع رئيس حزب الخضر الألماني جيم أوزدمير، معلقًا عليه بعبارات بها سباب وإهانة لرئيس حزب الشعوب الديمقراطية صلاح الدين دميرطاش، الأمر الذي دفع الأخير إلى رفع دعوى قضائية في 26 أكتوبر/ تشرين الأول، تمكن من الفوز فيها وتغريم أوكطاي 9 آلاف ليرة تركية. ثم طلب محاميا الخصمين استئناف قرار المحكمة، إذ طلب محامي دميرطاش زيادة التعويض، بينما أوضح محامي أوكطاي أن التعويض مبالغ فيه، إلا أن المحكمة أصدرت قرارًا برد استئناف دميرطاش، وقبول استئناف أوكطاي، وقضت بإلغاء غرامة أوكطاي ومعاقبة دميرطاش بغرامة مالية كتعويض معنوي!
وأكدت المحكمة أن تصريحات أوكطاي تدخل ضمن حرية التعبير عن الرأي وتتوافق مع الحقوق السياسية للأشخاص، واتفاقية محكمة حقوق الإنسان الأوروبية.
واعتبر محللون هذه الحادثة دليلا صريحًا على تسييس جهاز القضاء التركي وصيرورته إلى أداة تعاقب بها السلطة الحاكمة معارضيه كيفما تشاء من جانب وتحمي بها أنصارها من جانب آخر.