دياربكر (الزمان التركية) – تم العثور على الشاب مسعود يالافوز مصابًا في منطقة البطن في أحد الأراضي الزراعية، بعد أن اصطحبته قوات الأمن قبل أيام إلى معسكر في مدينة “ليجا” بحجة تهربه من أداء الخدمة العسكرية.
فقد ألقت قوات الأمن قبل يومين القبض على الشاب مسعود يالافوز الذي يعمل في مجال رعي الأغنام في مدينة ديار بكر جنوب شرق البلاد، بتهمة التهرب من أداء الخدمة العسكرية، وقامت بترحيله إلى منطقة عسكرية. إلا أن أهالي المدينة عثروا عليه مصابًا بطلق ناري في منطقة البطن في أحد الأراضي الزراعية ويداه مكبلتان بالأصفاد من الخلف.
وأكد الأطباء أن الحالة الصحية لمسعود غير مستقرة، خاصة وأن الأعضاء الداخلية للجسم تضررت من الإصابة.
ومن جانبها أكدت الأم رائفة يالافوز أن ابنها تعرض للتعذيب أولًا، ثم أطلق عليه طلق ناري في منطقة البطن وألقي في أرضٍ زراعية، مشيرة إلى أن السلطات تمارس التعذيب على الناس هكذا، ثم يعلنونهم إرهابيين، وأن هذا يعتبر نموذجًا من الظلم الواقع على الشباب في تركيا.
ممارسة التعذيب على أبرياء ثم نشر صور التعذيب
أعادت هذه الحادثة للأذهان حادثة مشابهة أخرى، إذ كانت السلطات ألقت القبض على مواطنين قرويين في مدينة فان بحجة أنهم إرهابيون، ومن ثم نشرت صورًا عنهم تكشف تعرضهم لشتى أنواع التعذيب، معلقة عليها بقولها “لقد اعترف المجرمون”، غير أن السلطات نفسها أطلقت سراح هؤلاء المتهمين في وقت لاحق معلنةً وقوع خطأ في الحادثة!
بدأت الواقعة عندما ألقت قوات الأمن القبض على 4 أشخاص بتهمة التورط في الهجوم على مديرية أمن بلدة “جيفاش” التابعة لمدينة فان جنوب شرق تركيا. وأعلنت رئاسة ولاية المدينة أن المشتبه بهم اعترفوا بتورطهم في الهجوم على مديرية الأمن، لكن يتبين علنًا من الصور التي نشرتها الولاية ذاتها أن المواطنين مورس عليهم التعذيب، لكن الطامة الكبرى هي أن الولاية اعترفت فيما بعد بوقوع خطأ من طرفها في الواقعة وأن المعتقلين ليس لهم أي علاقة بالهجوم الإرهابي المذكور، ليتم الإفراج في وقت لاحق عن المواطنين القرويين الذين كانوا يجمعون فطر (عيش الغراب) في منطقة ريفية زراعية.
على الرغم من اعتراف السلطات بالخطأ، إلا أنه لم يفتح أي تحقيق مع المسؤولين الذين اعتقلوا مواطنين قرويين أبرياء ومارسوا عليهم التعذيب لانتزاع اعترافات من أفواههم، لكن الأمر يكشف طريقة السلطات التركية الأمنية والقضائية في التعامل مع المواطنين الأبرياء أو المتهمين.
واعتبر محللون هذه الحادثة اعترافًا رسميًّا بممارسة التعذيب على المتهمين أو الأبرياء في مراكز الأمن والسجون، في ظل حالة الطوارئ التي أعلنتها الحكومة ووافق عليها رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان بحجة المحاولة الانقلابية الفاشلة.