أنقرة ( الزمان التركية): بعد اعتقاله لمدة 14 يومًا، قضت الدئرة التاسعة لمحكمة الصلح والجزاء أمس الجمعة بحبس الممثل الإداري لشركة “دوغان هولدنج” بارباروس مراد أوغلو بتهمة وقوفه على يمين الأستاذ فتح الله غولن في إحدى الصور التي التقطها معه.
وتضمنت حيثيات قرار حبس مراد أوعلو، المتهم بدعم تنظيم إرهابي مسلح، عباراتٍ أثارت الكثير من الجدل، حيث أكد القرار على التقاء مراد أوغلو في عام 2012 بفتح الله كولن في ولاية بنسلفانيا الأمريكية برفقة ممثلين عن صحفيي إزمير، كما تطرق إلى الآراء والتعليقات الواردة في الإعلام الاجتماعي حول صورة جمعت بيه وبين الأستاذ فتح الله غولن. إذ ذكر القرار أنه عند فحص الصورة بعناية يتبين أن مراد أوغلو المتهم يقف يمين زعيم المنظمة (أي فتح الله غولن)، الأمر الذي يشكل شبهة قوية على التهم المنسوبة إليه”، على حد زعم المحكمة.
قرار المحكمة أعاد للأذهان الصورة التي التقطها نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم والمتحدث باسمه ياسين أقطاي برفقة فتح الله غولن أثناء زيارته له قبل نحو 11 عامًا بولاية بنسلفانيا، إضافة إلى عشرات من مسؤولي ونواب الحزب الحاكم، وكان أقطاي يظهر في الصور على يمين فتح الله غولن تمامًا مثلما يظهر في الصورة التي أعلنتها المحكمة سببًا لحبس بارباروس مراد أوغلو.
الجدير بالذكر أن مجلة “نيوزويك” الأمريكية الشهيرة كانت لفتت إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوعان يمارس الضغوط والابتزاز على الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب الذي يتمتع بعلاقات اقتصادية في دول عدة بدءًا من الفلبين وصولاً إلى الصين ، وذلك عبر تضييق الخناق على شركائه في تركيا.
فقد ذكر الكاتب بالمجلة كورت آيتشين والد في مقاله في العدد الصادر الثلاثاء الماضي أن السبب الرئيسي لسجن ممثل مجموعة شركات “دوغان” القابضة في أنقرة بارابروس مراد أوغلو الأسبوع الماضي بـ”حجة الانتماء لحركة الخدمة” هو سعي أردوغان للضغط على ترامب وابتزازه لإعادة الداعية فتح الله كولن الذي يتهمه أردوغان بالوقوف وراء الانقلاب الفاشل الذي وقع في 15 يوليو الماضي.
وعلقت المجلة على حبس المسؤول البارز في مجموعة دوغان بأنه “محاولة ابتزاز للرئيس الأمريكي من قبل رئيس دولة أجنبية عن طريق علاقات العمل الأسرية”. كما أفاد الكاتب نقلا عن أحد الأثرياء في الشرق الأوسط، أن ترامب قد يضطر إلى إعادة كولن بسبب مجموعة دوغان التي ستعاني من دفع مستحقات ترامب على خلفية الضغوط التي يمارسها عليها أردوغان، مذكرًا بشراكة ترامب مع مجموعة دوغان في “برج ترامب” بمدينة إسطنبول.
ولفت الكاتب إلى أن ترامب امتدح مسؤولًا بارزًا في مجموعة دوغان لأردوغان خلال اتصال هاتفي معه ووصف إياه بـ”الصديق المقرب”، ناقلا عن رئيس البنك الشرق أوسطي الذي يتمتع بعلاقات مع إدارة أردوغان قوله “إن مدح ترامب لأسرة دوغان جعل أردوغان يراها ورقة رابحة أمام ترامب”.
وبعد مرور أسابيع على هذه العبارات الجيدة لترامب بحق مجموعة دوغان، شريكة ترامب، بدأ أردوغان يضيق الخناق على مجموعة دوغان حيث قام في الأول من ديسمبر/ كانون الأول الحالي بحبس ممثل المجموعة في أنقرة بارابروس مراد أوغلو بتهمة الانتماء لحركة الخدمة.
وأفاد الكاتب في مقاله أن أحجار الدومينو بدأت تتحرك وتسقط، حيث إن أردوغان كان يشعر بالضيق لعدم تمكنه من إعادة كولن إلى تركيا، ثم جاء ترامب وامتدح مسؤولًا بارزًا في مجموعة دوغان إلى أردوغان خلال مكالمة هاتفية، ثم توجه أردوغان بعد بضعة أسابيع من ذلك لحبس مسؤول بارز في المجموعة بحجج تافهة كالانتماء إلى الخدمة.
وأكد الكاتب أنه في حال مواصلة حكومة أردوغان الضغط على مجموعة دوغان التي تدفع ملايين الدولارات إلى ترامب وأبنائه، فإنه من الممكن أن ينقطع الدخل المتدفق على ترامب من برج ترامب في إسطنبول، مشيرًا إلى أن ذلك يظهر ورقة أردوغان الرابحة أمام ترامب في صورة احتمالية إعادة كولن خلال فترة قريبة.
وأورد الكاتب في مقاله أيضًا وصف مالك البنك، الذي يتمتع باتفاقيات مع الحكومة التركية للوضع بأن كلًا من أردوغان وترامب يمتلكان شيئًا يريده الآخر بشدة