أنقرة (الزمان التركية): نشرت صحيفة “أيدينليك” التركية المعروفة بقربها لرئيس حزب العمال اليساري المتطرف دوغو برينشاك خبرا بعنوان: “إعادة فتح السفارة التركية في دمشق قريباً”.
ذكرت صحيفة أيضنلك التابعة لدوغو برينشاك، أحد الشخصيات المهمة في الدولة العميقة، التي تتعاون مؤخرًا مع الرئيس رجب طيب أردوغان في الحملات المنفذة بعد فضائح الفساد والرشوة والمحاولة الانقلابية الفاشلة، أنّ وفداً مهماً من تركيا يجري لقاءات في دمشق في الوقت الذي يقصف فيه الجيش التركي مواقع تابعة لتنظيم العمال الكردستاني الإرهابي وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري شمالي سوريا.
وأفاد الوفد الذي يرأسه رئيس الاتحاد الأوراسي للسلطات المحلية حسن جنكيز أنهم يجرون لقاءات في دمشق باسم “الدبلوماسية المدنية”، غير أن صحيفة أيضنليك ترى أنّه وفد رسمي من حكومة أنقرة نظرًا لكون هذا الاتحاد يدين بالاحترام والحب والتقدير للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ الوفد التركي استقبل على الحدود السورية اللبنانية ضمن بروتوكول حكومي، لافتة إلى إجراء لقاءات متعاقبة خلال الزيارة التي تستمر لمدة ثلاثة أيام مع مسؤولين أمنيين بارزين سوريين.
استخدام لغة بناءة خلال اللقاءات
وقالت الصحيفة “واللافت في الأمر هو المقاربة البناءة التي أبداها الجانبان خلال اللقاءات، حيث تركز كل من تركيا وسوريا على إقامة قنوات تواصل وحل مشكلات البلدين. كما تُجرى اللقاءات على مستوى التعاملات الدبلوماسية باستخدام لغة ودية”.
داعش والعمال الكردستاني على جدول الأعمال
أفاد جنكيز أن وحدة الأراضي التركية والسورية هى مسألة أمن قومي بالنسبة لهم، مشيًرا إلى أنهم يتحركون وفق المبادئ والمصالح القومية وليس بدوافع شخصية. كما ذكر جنكيز أنه يوجد إجماع على مسألة العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، مؤكداً على أنّ وحدة الأراضي التركية والسورية وتضامنهما الوطني مرتبطان ببعضهما البعض وأن التهديدات التي تستهدف هذا الأمر نابعة من القوى الدولية.
ونقلت الصحيفة عن جنكيز قوله “الطرفان مُجمعان على أنّ العمل المشترك سيكون مفيدًا للتصدي الناجح للقوى الدولية التي تسعى إلى تقسيم المنطقة”، منوهة بأن جنكيز أدلى بتصريح يدل على” أفق واسع” حيث قال: “بدون دمشق لن تكون هناك آوراسيا”.
وتشير الصحيفة إلى أنّ الرغبة في العمل المشترك للتصدي للإرهاب لحماية وحدة أراضي الدولتين تزداد قوة بمرور الوقت.
الجيش التركي في الشمال والدبلوماسيون في الجنوب
اتخاذ خطوة دبلوماسية لدى دمشق في الوقت الذي يوجه فيه الجيش التركي ضربات قاسية للعمال الكردستاني الإرهابي وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، يعكس بداية تغيير اتجاه الرياح لدى حكومة أنقرة.
ويوضح جنكيز أنّه لم يتبقَّ سوى القليل، وأن الفترة المقبلة ستشهد تسارع وتيرة الأعمال لدى أنقرة.
يدور الحديث مؤخرًا عن زيارة وفود مختلفة إلى دمشق، فكاتب صحيفة آيضنليك “رفعت بالي” كان قد كتب خلال الأيام القليلة الماضية أن الخارجية التركية شكّلت وفدًا لزيارة دمشق، مضيفاً بأنهم كلما سنحت لهم الفرصة يجرون زيارات إلى سفارة تركيا في دمشق التي أغلقت بسحب السفير في عام 2012 فيخبرهم الموظف المرابط على باب السفارة أنه يتم سداد فاتورة الكهرباء باستمرار.
إعادة فتح السفارة التركية في دمشق
هذا وأفادت الصحيفة أن الزيارة التي بدأت في الثامن عشر من الشهر الجاري على وشك الانتهاء، مشددة على أن التطورات تشير إلى اقتراب الفترة التي ستشهد إعادة فتح سفارة تركيا في دمشق والتي ستصبح مركزاً للحرب المشتركة ضد العمال الكردستاني الإرهابي وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، على حد زعمها.
وكان دوغو برينتشاك زعم أن حزبه من توسط بين الرئيس أردوغان والرئيس الروسي فلاديمر بوتين من أجل استعادة العلاقات، مؤكداً أنّ الدور جاء من أجل إصلاح العلاقات بين أردوغان والرئيس السوري بشار الأسد أيضاً، وذلك في تصريحات أدلى بها مطلع شهر تموز المنصرم.
https://youtu.be/hYCfBWXhJNg