بير رستم (أحمد مصطفى)
بكير أتاجان محلل سياسي تركي يقول على قناة العربية إن الأيام القادمة سوف تشهد تغيرات عدة في الملف السوري وخاصةً بعد دخول بريطانيا والتي بدورها تريد حصتها من سوريا، بل تريد “حصة الأسد”.. وستكون هناك مشاركة من تركيا إلى جانب قوات التحالف في تحرير الرقة وعندما سألته المذيعة “نيكول تنوري” وهل ستشاركون ‘إلى جانب الوحدات الكردية، أجاب: سوف تشارك تركيا إلى جانب قوات عربية؛ قوات “أحمد الجربا” وتشارك معه قوات كردية، لكن بعد أن تغير إسمها حيث جماعة صالح مسلم “فرع من المخابرات السورية” _بحسب تصريحه طبعاً_ وبالتالي وبعد أن تغير الإسم، فإن تركيا سوف تشارك تلك القوات، لأن تركيا ليست ضد حقوق الأكراد لكنها ضد حزب الاتحاد الديمقراطي. طبعاً وقف كذلك على عدد من القضايا الأخرى، لكن كانت تلك هي النقطة الأكثر أهميةً وتركيزاً وقد قال أيضاً إن الأيام القادمة سوف تشهد الكثير من التطور والتغيير ..
إننا لن نأخذ بكلام السيد أتاجان كحقائق مؤكدة واقعة لا محالة، رغم أن تركيا وأخيراً ستقبل بالأمر الواقع بأن تكون شريكاً مع الأكراد في حماية الحدود والعلاقات الاقتصادية والأمنية وغيرها وذلك على غرار تجربة أكراد إقليم كردستان (العراق)؛ كون لا حل آخر أمامها ولكن سؤالنا لهذا المحلل السياسي وحكومته الإسلامية والتي كانت تصرح دائماً بأن “قلبها على سنة العراق وسوريا”، إذن القضية ليست قضية ثورة وشعب وحريات وحقوق، بل حصص وامتيازات وتقسيم للمنطقة وكل طرف يريد حصته، بدليل بريطانيا هي الأخرى تريد حصتها، بل و”حصة الأسد” أيضاً .. طبعاً نقصد جانب التعبيري والمعنوي وليس الواقع حيث الأخير _أي الأسد_ سيحتفظ بحصته في سوريا.
وأخيراً وبخصوص المشاركة مع الأكراد، فإن “تركيا لن تشترك مع القوات الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، كونها فرع للمخابرات السورية” _بحسب رأيه ورأي حكومته_ لكن إن غيّرت تلك القوات وذاك الحزب اسمه فيبدو ليست مشكلة حيث ستقبل بهم تركيا .. يعني أليست هذه بجاحة ووقاحة، بل وقلة أخلاق حيث يبدو أن المشكلة في الإسم فقط بالنسبة لهؤلاء وبتغيير الأسماء (تتغير المضامين والمعاني)، لكن لا غرابة فهم مع تغيير إسم (جبهة النصرة) إلى “جبهة فتح الشام” حاولوا تسويق جماعتهم الإرهابية على أنها جماعة جديدة خالية من كوليسترول الإرهاب وها هم يحاولون إلصاق الإرهاب بأكثر وأهم قوة تحارب الإرهاب وعندما فشلوا تماماً يحاولون تسويق أنفسهم بالتمهيد للقبول بالمشاركة مع تلك القوات، لكن تحت مسميات أخرى رغم إدراكهم التام بأنهم كانوا _ومازالوا_ ينافقون حيث كانت الخلافات على قضية الحصص والإمتيازات.
وأخيراً وبعد أن أدركت تركيا بأن لا مفر من الخضوع للأمر الواقع فهي تحاول الإلتفاف على سياساتها السابقة وهنا نتساءل؛ هل أوصل “ترامب”؛ الرئيس الأمريكي الجديد وعبر مدير مخابراته رسائل حاسمة لتركيا؛ بأن عليها القبول بالأكراد كشركاء لتكون لها حصة وبالتالي هي تمهد للقضية عبر خطابها السياسي الجديد .. أعتقد وكما قال “أتاجان”، بأن الأيام القادمة سوف تحمل لنا الكثير من المواقف والقضايا وربما تلك كانت القضية الوحيدة التي صدق فيها الرجل
المصدر: خبر24