أنقرة (الزمان التركية)- قضت محكمة تركية بحبس 25 من قوات الأمن من بين 28 عُرضوا أمس الاثنين على المحكمة بعد اعتقالهم الأسبوع الماضي في إطار حملة أمنية مركزها مدينة أوشاك غرب تركيا لصلتهم بمحاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا في منتصف يوليو/ تموز الماضي.
وقضت المحكمة بحبس 4 قيادات أمنية وأثنين برتبة رئيس شرطة و6 برتبة مساعد رئيس شرطة وقائد شرطة بتهمة التواصل فيما بينهم عبر تطبيق بايلوك و12 شرطيا آخرين بتهمة الانتماء لتنظيم إرهابي ودعمه في حين تم إخلاء سبيل مدير أمن وشرطي مع إخضاعم للرقابة القضائية في الوقت الذي تتواصل فيه محاكمة مساعد رئيس شرطة.
وعلى صعيد آخر، صدرت قرارات اعتقال بحق 35 من العاملين بالمديرية التعليمية في مدينة كونيا وسط تركيا من بينهم مدرسون بزعم استخدامهم تطبيق بايلوك وانتمائهم لحركة الخدمة التي تتهمها السلطات بالوقوف وراء محاولة الانقلاب وذك في إطار التحقيقات التي تتولاها النيابة العامة في المدينة.
وتم القبض على 19 شخصا خلال الحملة الأمنية التي نُفِّذت في مركز المدينة.
يذكر أن إعلام الحكومة التركية نشر منذ اليوم الأول من “محاولة الانقلاب الفاشلة” آلافاً من القصص والحكايات المفبركة حول استخدام المنتمين إلى حركة الخدمة تطبيق بايلوك لأغراض تناقل “المعلومات والأوامر السرية” فيما بينهم، زاعمًا أنه لا يمكن تحميل هذا التطبيق إلا من خلال وصلة أو بولوتوث، لكي يضفي عليه غموضًا وأسرارًا ليكون سندًا لاتهاماته، وذلك استنادًا إلى تقارير استخباراتية. كما ادعى إعلام السلطة أن جهاز المخابرات لديه 18 مليون مراسلة و3.5 ملايين رسالة إلكترونية من تلك المراسلات التي جرت بين أعضاء الخدمة عبر تطبيق بايلوك، إلا أنه لم ينشر حتى اليوم أي رسالة تلمح إلى حديث العسكريين فيما بينهم عن الانقلاب.
لكن “ديفيد كينز”؛ الشخص الذي ابتكر تطبيق بايلوك، أجرى حواراً مع صحيفة “حريت” التركية وأسقط جميع المزاعم المذكورة وقضى على أسطورة بايلوك..إذ أكّد أن التطبيق توقَّف تداوله وطرحه في كل من Google Play وAppstore منذ شهر يناير من العام الماضي (2016)، أي قبل ستة أشهر من وقوع الانقلاب الفاشل. كما شدد على أن التطبيق جرى تحميله من جانب نحو 600 ألف شخص، وأنه مفتوح للجميع، وليس مقتصراً على المنتمين إلى حركة الخدمة.
فضلاً عن ذلك، فإن التقارير الجديدة التي نشرها جهاز المخابرات كذبت المزاعم التي نشرتها الحكومة عبر وسائل إعلامه وأكدت صحة تصريحات ديفيد كينز صاحب التطبيق، حيث اعترفت هذه التقارير الجديدة بشكل صارخ بأن التطبيق يمكن أن يحمله أي شخص من Google Play المفتوح للجميع، بمعنى أنه نفى مزاعمه السابقة التي ادعى فيها أنه لا يمكن تحميله إلا من خلال وصلة أو بولوتوث، وأنه خاص بأفراد حركة الخدمة، الأمر الذي يعني الاعتراف بأن اعتقال عشرات الآلاف من الناس بسبب بايلوك غير قانوني.
كما أقرت بأن هذا التطبيق عُرض على المستخدمين عبر Google Play منذ بداية عام 2014 حتى بداية عام 2016. وإقرار جهاز المخابرات بهذه الحقيقة يسقط الأكذوبة التي تقول إن تطبيق بايلوك كان وسيلة التواصل بين الانقلابيين من المدنيين والعسكريين.
وما يبعث على السخرية هو أن الحكومة مع أنها تزعم أن تطبيق بايلوك هو “الوسيلة السرية لتواصل أبناء حركة الخدمة” فيما بينهم، إلا أنه صحيفة “أيدنليك” اليسارية كتبت أن 125 برلمانيًّا من أحزاب مختلفة، بما فيها الحزب الحاكم، ضمن مستخدمي هذا التطبيق.
إضافة إلى كل ما سبق، كان جهاز المخابرات أعلن رسميًّا في وقت سابق أن محتويات المراسلات التي تجري بين مستخدمي تطبيق بايلوك لا يمكن الاعتماد عليها في عملية الاعتقالات، مع ذلك فإن السلطات اعتقلت ولا تزال عشرات الآلاف من الأبرياء بحجة استخدامهم هذا التطبيق.