إسطنبول (الزمان التركية) – أمرت محكة تركية بحبس عبد القادر ماشاريبوف منفذ الهجوم الإرهابي على نادي”رينا” الليلي بمنطقة أورتاكوي في إسطنبول ليلة رأس السنة بعد انتهاء التحقيقات معه في شعبة مكافحة الإرهاب في مديرية أمن إسطنبول أمس السبت.
وأعدت نيابة إسطنبول لائحة اتهامات لمشاريبوف الذي ينحدر من أوزبكستان وينتمي إلى تنظيم داعش الإرهابي والبالغ من العمر 34 عاما تضمنت تفاصيل الهجوم على النادي الليلي وكيفية انخراطه في تنظيمات إرهابية وقدومه إلى تركيا.
وتضمنت لائحة الاتهام التي أعدها مدعي عام مكتب الجرائم المنظمة والإرهاب في إسطنبول جوك ألب كوتشوك أن الأوزبكي مشاريبوف الملقب بـ”أبو محمد الخرساني”، غادر إلى العاصمة الروسية موسكو، بسبب خضوعه للمراقبة في بلاده بعد الاشتباه بكونه منتمياً لأحد التنظيمات الإرهابية، وتزوج من زارينا نورالله يف المتهمة أيضا بالانتماء لتنظيم داعش.
وانتقل مشاريبوف بعد ذلك بصورة غير شرعية مع زوجته إلى ولاية نيمروز جنوب أفغانستان، بهدف الانضمام لتنظيمات هناك.
وانضم مشاريبوف في أفغانستان إلى “حركة أوزبكستان الإسلامية”، وثم لاتحاد الجهاد الإسلامي، وتلقى دروساً دينية وسياسية وخضع لتدريبات عسكرية، ولعب دوراً في الهجمات ضد الجيش الباكستاني في المناطق الحدودية مع أفغانستان، كما أعلن بيعته لأمير الاتحاد في منطقة وزيرستان الباكستانية الحدودية، الملقب بـ”أبو ساير” عام 2014.
وأضافت اللائحة أن مشاريبوف توجه في الأشهر الأخيرة من عام 2014، مع زوجته إلى مدينة سروان الإيرانية ومكث فيها حوالي العام بغية التوجه إلى مناطق الصراع في سوريا وبسبب عدم تمكنه من ذلك دخل إلى محافظة فان شرق تركيا الحدودية مع إيران في مطلع عام 2016 بصورة غير شرعية ثم انتقل مع أسرته إلى مدينة إسطنبول.
وعقب وصوله إسطنبول، تواصل مشاريبوف عبر تطبيق “تليجرام” (للمحادثة) مع أحد مخططي هجوم نادي رينا الليلي الملقب بـ”تولبار”، المطلوب للسلطات التركية حاليًا، وأقام مع كل من المخطط الآخر للهجوم الملقب بـ”يوسف” وأسرتيهما في إحدى الخلايا التابعة لتنظيم “داعش” في منطقة كايا شهيرفي إسطنبول لحين تنفيذه هجومه الإرهابي ليلة رأس السنة.
وأشارت لائحة الاتهام إلى أن مشاريبوف تلقى يوم 25 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أوامر بتنفيذ هجوم إرهابي ليلة رأس السنة، وذلك من أحد أعضاء “داعش”، الملقب بـ”أبو شهدا”، المقيم في إحدى مناطق الصراع في سوريا، وتم التواصل بينهما عبر “تليجرام”.
وأضافت أن مشاريبوف تواصل في ذات اليوم، مع الإرهابي الملقب بـ”رهوفا” المقيم بالرقة السورية، ومن ثم قرر تنفيذ الهجوم، ليقوم بإبلاغ “أبو شهدا” عن استعداده لتنفيذ عمله الإرهابي.
وتابعت أن مشاريبوف تواصل في 25 ديسمبر الماضي عبر تليجرام مع منسق عمليات “داعش” في تركيا الملقب بـ”أبو جهاد”، وأخبره الأخير أن عضواً آخراً في التنظيم سيتواصل معه عبر التطبيق ذاته بعد يوم.
والتقي مشاريبوف في اليوم التالي مع الشخص المذكور في منطقة بشاك شهير في إسطنبول.
وذكرت لائحة الاتهام أن مشاريبوف تلقى من الشخص الذي التقى معه تعليمات حول تنفيذ العملية ليلة 31 ديسمبر في ميدان تقسيم، وسط إسطنبول، باستخدام قنابل يدوية وسلاح من نوع كلاشينكوف الأوتوماتيكي واستأجر منزلاً لمدة 3 أيام في 27 ديسمبر وفق تعليمات واردة من التنظيم.
وفي 29 ديسمبر ذهب إلى ميدان تقسيم، واستطلع الوضع فيه والتقط بعض المشاهد بهاتفه وبعد يوم، تواصل مع “أبوجهاد” عبر تليجرام، الذي أبلغه بالتوجه إلى أحد العناوين ليستلم الأسلحة التي سيستخدمها في العملية الإرهابية.
وبحسب المذكرة التقى مشاريبوف في 31 ديسمبر، مع أحد أعضاء التنظيم المقلب بـ”أبو محمد” المقيم في منطقة كايا شهير، وطلب منه أن يرسل له إلى منطقة زيتين بورنو حقيبتين بداخلهما أسلحة وذخائر وبعدها استلم الحقيبتين.
وجاء في لائحة الادعاء أنَّ ماشاريبوف، تم توقيفه بعد الهجوم مباشرة من قبل الشرطة المدنية، وتظاهر حينها بأنه جريح وأنه أحد ضحايا الهجوم على النادي الليلي، ووجه عناصر الشرطة له سؤالاً عما جرى داخل النادي الليلي فأجاب بأن انفجاراً وقع في الداخل وتركوه ليمضي إلى حال سبيله وعلى بعد مسافة قصيرة غادر المكان بواسطة سيارة تاكسي.
وذكرت لائحة الاتهام أنه في 3 يناير (كانون الثاني)، تواصل ماشاريبوف مع الإرهابي “أبو جهاد” عبر تليجرام من أجل تغيير سكنه في منطقة صفا كوي وأثناء عملية الانتقال إلى عنوان آخر في الشطر الآسيوي من مدينة إسطنبول توقفت السيارة التي كانت تقل ماشاريبوف في نقطة تفتيش للشرطة وعلى أثر تعرف الشرطي على المهاجم الذي كان يجلس في المقعد الخلفي قاموا بالفرار بالسيارة وبعد مطاردتهم، فتح الإرهابيون على الطريق السريع، النار على سيارة الشرطة من النافذة الخلفية للسيارة التي يستقلونها، وتمكنوا من الفرار.
وأشارت نيابة إسطنبول في لائحة الاتهام إلى أنه بعد جمع فوارغ الرصاصات التي أطلقها ماشاريبوف في هجوم رأس السنة وفحصها تبين أنها مصنوعة من الفولاذ أي أنها رصاصات خارقة للسترات الواقية والعربات غير المصفحة، ما يؤدي عند استخدامها إلى إصابة أكثر من شخص برصاصة واحدة.
وقررت محكمة تركية أمس السبت حبس مشاريبوف، بتهم “محاولة تقويض النظام الدستوري، والقتل العمد، وحيازة أسلحة أو شرائها”.
وبعد ملاحقات استمرت 15 يوما قبض على مشاريبوف يوم 16 يناير (كانون الثاني) الماضي في منطقة أسنيورت في إسطنبول.
وقتل في الهجوم الإرهابي الذي نفذه مشاريبوف 39 شخصا وأصيب 65 آخرون.