أنقرة (الزمان التركية): في إطار رصد جريدة الزمان التركية لأحداث محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا في الخامس عشر من يوليو الجاري توصلت اليوم إلى تغريدية مهمة كتبها أحد الإعلاميين الأتراك البارزين في تركيا حيث تناول الصحفي التركي أحمد شيك في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” جميع التناقضات في الهجوم الذي نفذه الانقلابيون عشية الانقلاب على فندق في مرمريس حيث كان يقضي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عطلة برفقة عائلته.
وقال شيك: “من وجهة نظركم ألا توجد نقاط غريبة في إفادات الفرقة العسكرية الاغتيالية التي توجهت عشية الانقلاب إلى مرمريس للقبض على أردوغان؟ فبحسب الادعاءات فإن المستشار العسكري للرئيس التركي علي يازيجي كان مكلفا بإبلاغ الفرق الاغتيالية بموقع أردوغان الذي كان حينها موجودا في مرمريس، وأنكر يازيجي جميع الاتهامات الموجهة إليه، فيما ذكر يازيجي أنه لا يمتلك إجابة منطقية على عدم إبلاغه أردوغان بأمر الانقلاب رغم معرفته بمحاولة الانقلاب، وتشير الإفادات التي حصلت عليها الجهات الأمنية من الفرقة المكلفة بتوقيف أردوغان إلى أن الفرقة العسكرية توجهت إلى الفندق الذي كان يقيم فيه أردوغان في مرمريس بناء على المعلومات التي يُزعم حصولهم عليها من يازيجي. لكن صحيفة سوزجو كانت قد أعلنت موقع أردوغان في خبرها الصادر يوم الخامس عشر من الشهر الجاري. حيث أوضحت الصحيفة في خبرها الصادر في تمام الساعة 16:25 يوم الخامس عشر من يوليو/ تموز الحالي مكان وجود أردوغان!
وفي الواقع إن فرق الاغتيال لم يكن بحوزتها معلومات بقدر صحيفة سوزجو ولم تكن هناك نقطة محددة لموقع وجود أردوغان، ولسد هذا النقص لجأ الانقلابيون إلى خريطة الأقمار الصناعية على موقع جوجل. في تلك الأثناء يوضح النقيب خلدون جولماز أن موقع العملية كان يتغير باستمرار، وأضاع فريق الاغتيال الوقت والوقود بسبب انتظارهم التعليمات لوقت طويل في منطقة شيلي التي ذهبوا إليها عبر المروحية، وفي تلك الأثناء أعلنت القنوات الإعلامية بمحاولة الانقلاب بعد الساعة 22:00 بتوقيت تركيا.
وفي تمام الساعة 00:26 بتوقيت تركيا ظهر أردوغان على شاشة سي إن إن التركية في مكالمة أجراها من مدينة مرمريس ودعا الشعب إلى الخروج للشوارع، مشيرا إلى أنه سيتوجه إلى إسطنبول أو أنقرة، حينها يتلقّى فريق الاغتيال معلومات بتنفيذ العملية في تمام الساعة 1:00 – 1:30 بتوقيت تركيا في ظل عدم تحديد موقع أردوغان بعد، بمعنى أن العملية لفريق إغتيال تبدأ بعد 35 دقيقة على الأقل من مغادرة أردوغان لمرمريس، هذا ويتحرك فريق الاغتيال في حوالي الساعة 2:30 وتحلّق مروحيتهم في سماء مرمريس لمدة ساعة أو ساعة و15 دقيقة لعدم معرفتهم تحديدا بموقع أردوغان.
كما نجد أن الفريق الذي اتجه لتوقيف أو اغتيال أردوغان يسأل أحد المواطنين عن عنوان الفندق حسبما يظهر في مقطع فيديو انتشر في المواقع الإلكترونية ويصلون الفندق في حوالي الساعة 3:30 -3:45. في تلك الأثناء يعقد أردوغان مؤتمرًا صحفيًّا في مطار أتاتورك الدولي، يعلن خلاله وقوع هجوم على الفندق الذي كان يقيم داخله في مرمريس”!
وواصل شيك حديثه قائلا: “لذا عند تلخيص الأمر يتضح من ذلك أن الفريق المكلف باغتيال أردوغان لم يكن يعلم مكانه ولكن نجد صحيفة سوزجو قد أعلنت مسبقا فندق أردوغان على موقعها الإلكتروني، وعلى الرغم من انطلاق محاولة الانقلاب في تمام الساعة 22:00 ولسبب مجهول لم يتوجه فريق الاغتيال إلى مرمريس حتى الساعة 2:30. وعند بلوغهم مرمريس كان أردوغان قد اتجه إلى إسطنبول، وعلى الرغم من ذلك نجد القريق يشتبك مع القوات الأمنية، والعميد جوكهان شاهين سونماز أتاش المسؤول عن مهاجمة الفندق أشار في التحقيقات إلى أنه أحس خلال العملية بأن هناك يدا تلعب معهم وأعرب عن شكوكه حول الأمر.
هل من الممكن أن تكون الحقيقة الوحيدة المستخلصة من الإفادات المعلنة حتى هذه اللحظة هى أن الجميع يكذب؟!