أنقرة (الزمان التركية) أصدرت النيابة العامة التركية قرارات اعتقال بحق 180 عسكريا من القوات البحرية من رتب مختلفة واعتقل منهم حتى الآن 12 شخصا، وذلك في إطار تحقيقات محاولة انقلاب الخامس عشر من يوليو/ تموز الماضي.
وأفادت المصادر الأمنية بأنه مازالت العمليات مستمرة في 48 مدينة تركية لإلقاء القبض على من صدر بحقهم أوامر الاعتقال.
وقد تبين أن التهمة الموجهة لهم هى استخدام تطبيق بيلوك.
يذكر أن إعلام الحكومة التركية نشر منذ اليوم الأول من “محاولة الانقلاب الفاشلة” آلافا من القصص والحكايات المفبركة حول استخدام المنتمين إلى حركة الخدمة هذا التطبيق لأغراض تناقل “المعلومات والأوامر السرية” فيما بينهم، زاعما أنه لا يمكن تحميل هذا التطبيق إلا من خلال واصلة أو بولوتوث، لكي يضفي عليه غموضا وأسرارا ليكون سندا لاتهاماته، وذلك استنادا إلى تقارير استخباراتية.
كما ادعى إعلام السلطة أن جهاز المخابرات يحوز 18 مليون مراسلة و3.5 مليون رسالة إلكترونية من تلك المراسلات التي جرت بينهم عبر تطبيق بايلوك، إلا أنه لم ينشر حتى اليوم أي رسالة تلمح إلى حديث العسكريين فيما بينهم عن الانقلاب.
لكن “ديفيد كينز”؛ الشخص الذي أعد برنامج وتطبيق بايلوك، أجرى حوارا مع صحيفة “حريت” التركية وأسقط جميع المزاعم المذكورة وقضى على أسطورة بايلوك..إذ أكد أن التطبيق توقف تداوله وطرحه في كل من Google Play وAppstore منذ شهر يناير من العام الماضي (2016)، أي قبل ستة أشهر من وقوع الانقلاب الفاشل. كما شدد على أن التطبيق حمله حوالي 600 ألف شخص، وأنه مفتوح للجميع، وليس مقتصرا على المنتمين إلى حركة الخدمة.
فضلا عن ذلك، فإن التقارير الجديدة التي نشرها جهاز المخابرات كذبت المزاعم التي نشرها عبر وسائل إعلامه وأكدت صحة تصريحات ديفيد كينز صاحب التطبيق، حيث اعترفت هذه التقارير الجديدة بشكل صارخ بأن التطبيق يمكن أن يحمله أي شخص من Google Play المفتوح للجميع، بمعنى أنه نفى مزاعمه السابقة التي ادعى فيها أنه لا يمكن تحميله إلا من خلال واصلة أو بولوتوث، وأنه خاص بأفراد حركة الخدمة، الأمر الذي يعني الاعتراف بأن اعتقال عشرات الآلاف من الناس بسبب بايلوك غير قانوني.
كما أقرت بأن هذا التطبيق عرض على المستخدمين عبر Google Play منذ بداية عام 2014 حتى بداية عام 2016. وإقرار جهاز المخابرات بهذه الحقيقة يسقط الأكذوبة التي تقول إن تطبيق بايلوك كان وسيلة التواصل بين الانقلابيين من المدنيين والعسكريين.
وما يبعث على السخرية هو أن الحكومة مع أنها تزعم أن تطبيق بايلوك هو “الوسيلة السرية لتواصل أبناء حركة الخدمة” فيما بينهم، إلا أن صحيفة “أيدنليك” اليسارية كتبت أن 125 برلمانيا من أحزاب مختلفة، بما فيها الحزب الحاكم، ضمن مستخدمي هذا التطبيق.
إضافة إلى كل ما سبق، كان جهاز المخابرات قد أعلن رسميا في وقت سابق أن محتويات المراسلات التي تجرى بين مستخدمي تطبيق بايلوك لا يمكن الاعتماد عليها في عملية الاعتقالات، مع ذلك فإن السلطات اعتقلت ولا زالت عشرات الآلاف من الأبرياء بحجة استخدامهم هذا التطبيق.