أنقرة (الزمان التركية) – في واقعة تكشف عن التردي الذي وصل إليه جهاز القضاء في تركيا في ظل حكم حزب العدالة والتنمية أمرت محكمة بحبس محاسب تركي اعتقل في مدينة إزمير غرب تركيا في إطار حملة صيد الساحرات الجارية منذ 4 سنوات ضد حركة الخدمة بسبب العثور على عملة من فئة الدولار الأمريكي الواحد أهداه لنجله أحد المشاركين في حفل ختانه.
وأفاد تاشكين كانجال محامي المحاسب (ي .د) الحبوس منذ أشهر بأن الدولار الذي عُثر عليه في درج موكّله مقدمه لنجله أحد ضيوفه المشاركين في حفل ختانه هدية له، مشيرا إلى أن موكله قدّم صورة الحفل المذكور إلى نائب التحقيقات كدليل براءة.
وخلال التحقيق الجنائي تبين أن الدولار الذي يظهر في صورة الحفل يتطابق مع الدولار المستخرج من درج المشتبه به، وبناء على التقرير الوارد قرر النائب العام إخلاء سبيل المحاسب بعد قضائه 103 أيام بالسجن.
وأكد المحامي كانجال أنه وثق في إفادات موكّله مما دفعه إلى المجادلة كثيرا لفحص صورة الحفل التي يظهر فيها الدولار قائلا: “قام موكلي بالاحتفاظ بالدولار المقدم لنجله بمناسبة حفل ختانه داخل الدرج للذكرى. وبسبب أحداث حركة الخدمة تم إبلاغ الشرطة عنه. وعند العثور على الدولار داخل الدرج خلال مداهمة قوات الأمن لمقر عمله قضت المحكمة بحبسه. وترافعنا بأن الدولار الذي عُثر عليه داخل الدرج هو دولار منح لنجله بمناسبة حفل الختان وفي ختام التحقيقات ظهرت الحقيقة.
يذكر أن حكومة حزب العدالة والتنمية تعتبر العثور على الدولار الواحد بحيازة أي شخص دليلًا على انتمائه لـ”حركة الخدمة”، ويدعي إعلام الرئيس رجب طيب أردوغان أن فئة الدولار الواحد هي ورقة نقدية قرأ عليها الداعية فتح الله كولن بعض التعاويذ، ثم بدأ يقدمها على أنها دليل وجود علاقة بين الخدمة والسلطات الأمريكية.
وعقب المحاولة الانقلابية نشرت أنباءً تقول إن أعضاء الخدمة يستخدمون الدولار الواحد للتعّرف على بعضهم البعض. كما زعم إعلامه أن ورقة الدولار الواحد تحمل كلمة مرور للدخول إلى تطبيق “بايلوك”؛ وسيلة المراسلات السرية للانقلابيين – على حد زعمه – وأن الرقم التسلسلي على الورقة النقدية يُمكِّن حاملها من الدخول إلى التطبيق. لكنه غيّر رواية الدولار الواحد عندما تبيّن أن كل مستخدمي التطبيق لديهم كلمات سرية خاصة لحساباتهم على التطبيق.