إعداد: يوكسل جلبنار
أنقرة (الزمان التركية) – فضح وزير الشؤون الأوروبية كبير المفاوضين الأتراك مع الاتحاد الأوروبي عمر جليك بنفسه كذب وتحريف قناة الجزيرة القطرية الداعمة لحزب العدالة والتنمية الحاكم لتقرير لجنة العلاقات الخارجية في مجلس العموم البريطاني قبل ساعات من صدوره وادعائها أن التقرير يؤكد تورط جماعة غولن (حركة الخدمة) في محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف يوليو/ تموز الماضي.
واستبقت وكالة أنباء الأناضول وموقع قناة” تي أر تي” الحكومية وموقع تورك برس الناطق بالعربية وغيرها من المواقع الداعمة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان صدور التقرير معلنة بصوت واحد أن التقرير أكد تورط غولن في الانقلاب.
ونقل العديد من المواقع العربية الإخبارية هذه الأخبار المضللة اعتمادا على قناة الجزيرة القطرية والمواقع التركية الحكومية التي تمارس الدعاية لصالح أردوغان وتعمل كجزء من منظومة اللجان الإلكترونية للحزب الحاكم في تركيا .
ونقدم لكم أصل التقرير البريطاني
وفي الخبر الذي نشرته الجزيرة والمواقع الحكومية التي نقلت عن الأخيرة يفتقر إلى نظرة كلية شاملة لما ورد في التقرير البريطاني، حيث ركزت القناة على جوانب معينة من التقرير، فاقتطعت جملا بعينها وأخرجتها عن سياقها، وأهملت جوانبه الأخرى لتوظفه في دعم أطروحات الحكومة التركية حول الانقلاب، حيث نقلت عن التقرير “إن الغولينيين أخفقوا في إقناعهم بأنهم أبرياء من محاولات التدخل والسيطرة والتمدد في أوصال الدولة التركية. ويعزز من الشكوك حولهم انعدام الشفافية في تركيبتهم ونشاطاتهم، الأمر الذي يستحيل معه الجزم بأن كل ما يقومون به من نشاطات – حسبما يزعمون – إنما هو في المجال الخيري. ومن الممكن أن تكون هناك مشاركة على المستوى الفردي في أحداث الانقلاب”، لكنها أهملت العبارات الصريحة التي لا تدع مجالا للشك والتأويل، من قبيل “وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار أعمال العنف التي جرت ليلة الانقلاب، وضخامة حجم الاتهامات الموجهة لأنصار غولن، وكذلك ضخامة حجم عمليات الفصل والاعتقال التي طالت أناسا يزعم أنهم أنصار غولن استنادا إلى هذه التهمة، فإننا لا نمتلك أي دليل مادي يمكن أن نقدمه للرأي العام”.
كما غضت الجزيرة الطرف عن تأكيد التقرير البريطاني على عدم وجود دليل ظاهر وقرار من المحكمة يدين حركة الخدمة في هذا الصدد، حيث ورد في التقرير: “وإذ ننشر هذا التقرير بعد 9 أشهر من محاولة الانقلاب، فإن أيا من الحكومتين التركية والبريطانية لم تستطع أن تثبت تورط أي أحد من أنصار غولن في الانقلاب، بل حتى لا يوجد أي قرار صادر من المحكمة يدين أحدا من أنصار غولن بالتورط في محاولة الانقلاب”.
فضلا عن كل ذلك، فإن البرلمانيين البريطانيين أكدوا بشكل صارخ في تقريرهم قائلين: “أن يكون الغولينيون العنصر الوحيد أو الأساسي في محاولة الانقلاب غير ممكن، حيث إن خصوم ومنافسي حزب العدالة والتنمية في تركيا يتواجدون في مفاصل الدولة بكثرة، ومنهم العناصر الكمالية. وتورط بعض عناصر الغولينيين لا يعني بالضرورة أن الجماعة تقف وراء المحاولة الانقلابية أو أن قيادتهم هي التي وجهتهم للقيام بها”.
وكذلك لم تتطرق القناة بأي كلمة إلى وصف التقرير البريطاني الاتهامات والأدلة التي يقدمها الرئيس أردوغان على أنها تثبت ضلوع حركة الخدمة في الانقلاب بـ”حكايات وإشاعات مفتقرة إلى أدلة قضائية بينة”، حيث جاء في التقرير: “ومع أن هناك بعض الأدلة التي تشير إلى مشاركة الغولنيين في أحداث الانقلاب، إلا أن هذه الأدلة قائمة على الروايات والحكايات والإشاعات المفتقرة إلى أدلة قضائية واضحة، بل هي منقولة عن أشخاص ليسوا شهودا أصليين ولا مرتبطين بالأحداث مباشرة”.
وبعد صدور التقرير الحقيقي من لجنة العلاقات الخارجية في مجلس العموم البريطاني انتظرت الجزيرة هذه المرة ساعات ونقلت أخيرا التقرير ولكننا نراها مازالت مصرة على إلصاق التهمة بالداعية فتح الله غولن حيث نشر التقرير تحت عنوان “التقرير البريطاني يرجح تورط جماعة غولن في الانقلاب” مع أن التقرير الذي نشرته الجزيرة يقول “التقرير استدرك بأن تورط بعض عناصر الجماعة لا يعني بالضرورة أنها تقف وراء المحاولة الانقلابية، أو أن قيادتها هي التي وجهتهم للقيام بها”.
ونقدم لكم أصل التقرير البريطاني
وزير تركي يفضح كذب الجزيرة بنفسه
وتعليقا على التقرير قال وزير الشؤون الأوروبية كبير المفاوضين في الحكومة التركية عمر جليك، إنّ التقرير الصادر عن لجنة العلاقات الخارجية في مجلس العموم البريطاني، تجاهل وجهات نظر الحكومة التركية بخصوص محاولة الانقلاب الفاشلة.
وجاءت تصريحات جليك هذه في لقاء مع الصحفيين بولاية أنطاليا على هامش مشاركته في منتدى اللسان العذب التركي البريطاني السادس.
وأوضح جليك أنّ التقرير البريطاني بشأن محاولة الانقلاب الفاشلة فيه نوع من الانحياز، بسبب عدم اطلاع الذين يصيغونه على وجهات النظر التركية الرسمية.
وبذلك أقر الوزير التركي بأن التقرير البريطاني كشف بشكل صريح أن حركة الخدمة أو الداعية فتح الله غولن ليس لهما علاقة بمحاولة الانقلاب الفاشل في الوقت الذي أفشل جميع مساعي قناة الجزيرة والمواقع الموالية للحكومة التركية لتضليل الرأي العام العربي.
وفي النهاية نذكركم بقول مسؤول الأمريكي لسياسي تركي الذي نقله الكاتب التركي عبد القادر سلفي حيث أعلن تعجبه من التهم التي توجهها الحكومة التركية بحق الداعية غولن وقال لصديقه السياسي التركي: كيف تصدقون أن ينفذ خطيب المسجد محاول الانقلاب؟
ونقدم لكم أصل التقرير البريطاني