لندن (الزمان التركية) – أعدت الحكومة البريطانية تقريرًا مكونًا من 60 صفحة حول الانتهاكات القانونية التي ترتكبها حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا بأوامر من رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان في أعقاب محاولة انقلاب 15 يوليو/ تموز 2016.
وتطرق التقرير إلى عمليات الاعتقالات الجماعية التعسفية في صفوف المعارضين، والتعذيب، واحتجاز أهالي وأقارب المواطنين المقيمين في الخارج كرهائن، وفصل الأطفال عن أمهاتهم وآبائهم، وغيرها من الممارسات غير الإنسانية.
ويقدم التقرير معلوماتٍ مفصلة عن حالات الظلم التي شهدتها تركيا في أعقاب محاولة الانقلاب منتصف العام الماضي، مسلطًا الضوء على كل من تعرض للمضايقات أو انتهاكات وممارسات غير إنسانية لمجرد وجود شبهة علاقة بينه وبين حركة الخدمة، سواء من قريب أو من بعيد، داخل مؤسسات الدولة المختلفة، مثل القضاء والجيش والإعلام والتعليم، بموجب مراسيم وقرارات حالة الطوارئ المعلنة في البلاد في أعقاب محاولة الانقلاب.
ويشير التقرير إلى فصل عشرات الآلاف من رتب عسكرية كبيرة، ومسؤولين بالحكومة التركية، أو كوادر داخل جهاز الأمن أو معلمين من مناصبهم ووظائفهم، بالإضافة إلى ارتفاع عدد المحتجزين بنهاية شهر سبتمبر/ أيلول الماضي إلى 32000 شخص، والتحقيق مع 70000 آخرين.
لم يقتصر التقرير على أعضاء حركة الخدمة فقط، وإنما تطرق إلى كل من تعرض لانتهاكات واحتجاز لمجرد اشتباه في وجود صلة بينه وبين حركة الخدمة ولو من بعيد، دون النظر إلى مشاركته في الانقلاب أو لا، بالإضافة إلى حالات اعتقال أقارب المنتمين لحركة الخدمة وأصدقائهم، استشهادًا بتقرير الولايات المتحدة الأمريكية المنشور في وقتٍ سابق.
ما تعرض له لاعب كرة قدم صحفي شهيرين
تناول التقرير بعض الحالات بالتفاصيل، وكان من اللافت أيضًا تناوله ما تعرض له رئيس تحرير جريدة زمان بولت كورجو الذي تولى بعد ذلك نشر جريدة النظرة للغد “YarınaBakış” امتداد جريدة زمان بعد مصادرتها، إذ اعتقلت قوات الشرطة زوجته خلال شهر أغسطس/ آب 2016. وكذلك وضع لاعب كرة القدم الشهير هاكان شوكور على قوائم المطلوبين، بتهمة علاقته بحركة الخدمة والأستاذ فتح الله غولن، إذ اعتقلت السلطات التركية والده في 12 أغسطس/ آب الماضي، كرهينة لحين عودة ابنه. ثم أفرجت مرة أخرى عنه في 26 نوفمبر/ تشرين الثاني من العام نفسه.
كما تطرق التقرير أيضًا إلى حالات التعذيب داخل السجون التركية، والتي وصلت في بعض الأحيان إلى الوفاة، مشيرًا إلى وجود 23 حالة انتحار مشبوهة داخل السجون، مقدمًا معلومات حول واقعة وفاة مواطن في مدينة بورصا يدعى سيف الدين يغيت، الذي تعرضت عائلته للعنف من قبل الشرطة، بالرغم من زعمها انتحاره (!) في 16 سبتمبر/ أيلول الماضي.