(الزمان التركية)- تراجعت تركيا 4 مراتب إلى 155 بعدما دفع فشل المحاولة الانقلابية ضد الرئيس رجب طيب أردوغان بالبلاد نحو هاوية نظام استبدادي، علمًا أنها أصبحت بمثابة أكبر سجن للإعلاميين على الصعيد العالمي.
جاء ذلك في التقرير الدولى لمنظمة “مراسلون بلا حدود” اليوم الأربعاء، للعام 2017 ، وحذرت المنظمة من أن “حرية الصحافة لم تكن قط مهددة على النحو الذي هي عليه اليوم”.
ولفتت المنظمة في تصنيفها إلى أن وضع الصحافة “خطير للغاية” في 72 دولة من أصل 180 شملها إحصاء المنظمة من بينها الصين وروسيا والهند وكل دول الشرق الأوسط تقريبًا وآسيا الوسطى وأمريكا الوسطى وثلثا دول أفريقيا، ويطغى على خريطة العالم التي أعدتها المنظمة اللون الأحمر “وضع صعب” والأسود “خطير للغاية”.
وقال الأمين العام للمنظمة كريستوف دولوار إن “هذا التحول الذي تشهده الديمقراطيات يقض مضجع كل من يعتقد بأن قيام حرية الصحافة على أساس متين هو السبيل الوحيد لضمان سائر الحريات الأخرى”.
وأعربت المنظمة عن القلق من حصول “تحول كبير” في وضع حرية الصحافة “خاصة في الديمقراطيات العتيدة”.
وتابعت أن “هاجس المراقبة وعدم احترام سرية المصادر أمر يساهم في تراجع العديد من البلدان التي كانت حتى عهد قريب تُعتبر نموذجًا للحكم الرشيد، ومن أبرزها الولايات المتحدة “المرتبة 43، تراجع مرتبتين” وبريطانيا “40، -2” وتشيلي “33، -2” ونيوزيلندا “13 المرتبة، -8”.
وأضافت المنظمة أن “وصول دونالد ترامب إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة، وحملة انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي شكلا أرضية خصبة لدعاة تقريع وسائل الإعلام والمحرضين على الخطاب العنيف المعادي للصحفيين”، مشيرة إلى “عصر جديد تطغى عليه مظاهر التضليل والأخبار الزائفة، ونموذج الرجل القوى والاستبدادي”.
وسجلت بولندا التي تعتمد “الخنق المالي للإجهاز على الصحافة” تراجعًا إلى المرتبة الـ54 والمجر إلى المرتبة الـ71 وتنزانيا إلى 83.
وأما روسيا برئاسة فلاديمير بوتين فحلت في المرتبة 148، ما يعني أنها لا تزال “تراوح مكانها في أسفل الترتيب”.
في آسيا، سجلت الفيليبين “127” تحسنًا بـ11 مرتبة بفضل تراجع عدد الصحفيين الذين قتلوا في العام 2016، لكن “الوضع الحالي يُنذر بالأسوأ في ظل الشتائم والتهديدات التي يوجهها الرئيس رودريجو دوترتي إلى الصحافة بشكل مباشر وعلني”.
وسجلت 6 دول من أصل 10 تدهورًا شديدًا في وضع الصحافة.
وعلى غرار العام الماضي، حلت الدول الإسكندنافية “النرويج والسويد وفنلندا والدنمارك” في المرتبة الأولى، بينما حلت في الآخر أريتريا وكوريا الشمالية حيث “يواجه أهالي البلاد خطر الاعتقال في أحد المعسكرات لمجرد الاستماع إلى محطة إذاعية أجنبية”.
وهناك 50 دولة فقط تتمتع فيها الصحافة بالحرية وهي أمريكا الشمالية، إضافة إلى دول في أوروبا وأستراليا وجنوب أفريقيا، بحسب التقرسالف الذكر
وضع الصحافة فى تركيا:
يذكرتقرير أعدته مبادرة الصحفيين الأحرار، خلال فعالية لها في مدينة ديار بكر الواقعة في جنوب شرق تركيا، بمناسبة الذكرى 119 ليوم الصحفيين الأكراد، حالات التجاوز والانتهاكات لحقوق الصحافة والحريات الصحفية، بمشاركة عددٍ كبيرٍ من الصحفيين.
وأعلن المتحدث الرسمي باسم المبادرة حقّي بولطان عن تقرير انتهاكات الصحافة في تركيا، معربًا عن آمالهم في أن يمارسوا مهنة الصحافة في بيئة من الحرية الصحفية.
وقال بولطان: “لقد تم احتجاز مئات الصحفيين، واعتقال العشرات، ورفعت دعاوى لا حصر لها ضد آلاف الصحفيين، وأصبحت المهنة تحت رحمة عواصف القضاء. كما تم حظر الوصول إلى عدد من المواقع الإخبارية ووكالات الأنباء عشرات المرات. وتم غلق ومصادرة وكالات الأنباء والصحف والمحطات التليفزيونية. وفصل آلاف الصحفيين”.
اعتقال 109 صحفيين في 2016
وشهدت تركيا عام 2016 مقتل 17 صحفيًا، 6 منهم في تركيا، و10 في سوريا والعراق، و1 في الجزائر، بالإضافة إلى اعتقال 109 صحفيين، وإلقاء القبض على 352 آخرين.
وفي العام نفسه أيضًا، تم غلق 318 وسيلة من وسائل الإعلام، مقسمة على النحو التالي: 88 جريدة، 17 مجلة، 30 دار نشر، 5 وكالات أخبار، و120 محطة تلفزيونية وإذاعية، 58 موقعا إخباريا. كذلك تم إلغاء تصريح العمل الصحفي لـ780 صحفيا، كما تعرض 42 صحفيا آخرين للاعتداء.
في 2017… اعتقال 17 صحفيا آخرين
واصلت الانتهاكات في حق الصحافة والصحفيين مسيرتها دون توقف خلال عام 2017 الجاري، بالرغم من مرور 112 يومًا فقط منذ مطلع العام.
* اعتقال 17 صحفيا (ارتفاع عدد الصحفيين المعتقلين إلى 166)
* إلقاء القبض على 82 صحفيا.
* فتح تحقيقات مع 35 صحفيا.
* تعرض 9 صحفيين لاعتداءات.
* رفع دعاوى قضائية في حق 6 صحفيين.
* الحكم على 30 صحفيا.
* طرد صحفيين اثنين خارج البلاد.
* غلق محطتين تلفزيونيتين.
* إصابة 6 صحفيين أثناء تغطيات إخبارية.
* مصادرة الحاسب الآلي، والصور، والكاميرات الخاصة بـ17 صحفيا.
* حظر الوصول إلى 3 مواقع إخبارية.