موسكو (الزمان التركية): علّق الخبير الروسي الشهير رئيس المعهد الروسي لدراسات الشرق الأوسط يفجاني ساتانوفسكي على اتهامات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لحركة الخدمة بالوقوف وراء اغتيال السفير الروسي قائلاً “اذهبوا واحكوا هذه القصص على جداتكم”، فيما وصفها رئيس مركز الدراسات الشرقية والعلاقات الدولية والدبلوماسية العامة والخبير في الشأن التركي فلاديمير أفاتكوف بـ”غير المنطقية”.
وذكر ساتانوفسكي خلال برنامج “من الثانية وحتى الخامسة” على إذاعة راديو فيستي أن قاتل السفير الروسي الشرطي مولود ميرت ألتن طاش يبدو عضوًا في حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا ،كما علق على اتهام رئيس بلدية أنقرة مليح جوكتشك للداعية فتح الله كولن بتدبير اغتيال السفير الروسي قائلاً: “اذهبوا واحكوا هذه القصص على جداتكم بالمساء؛ لأن حتى الأطفال لن يصدقوها”.
وخلال تقييمه للعلاقات التركية الروسية عقب حادثة الاغتيال، أوضح ساتانوفسكي أنها المرة الأولى التي تجلس فيها تركيا على الطاولة مع روسيا بدون الولايات المتحدة الأمريكية وتبحث مستقبل سوريا.
وفي إجابته على سؤال بشأن ما إن سيتم اتخاذ إجراءات رادعة في العلاقات التركية الروسية عقب اغتيال كارلوف أفاد ساتانوفسكي أنه لا يعتقد أن يكون الأتراك هم المدبرون لعملية الاغتيال، مشيرًا إلى أن العلاقات ستتأثر إن كان الأتراك هم من أصدروا التعليمات بقتل السفير.
كما تطرق ساتانوفسكي إلى ” كيان فتح الله كولن” الذي تتهمه الحكومة التركية بتدبير عملية اغتيال السفير الروسي لدى أنقرة وإسقاط المقاتلة الروسية على الحدود مع سوريا نهاية العام الماضي لاختراقها المجال الجوي التركي، حيث قال ساتانوفسكي إن رواية تعقّب جماعة كولن للمقاتلة الروسية وإسقاطها، ومن ثم إطلاق النار على الطيارين.. هذه روايات لن يصدقها حتى الأطفال”.
وفي حديثه عن قاتل السفير الشرطي مولود ألتن طاش قال ساتانوفسكي إن الحكومة التركية تزعم انتماء ألتن طاش لحركة الخدمة غير أن المشاهدات تشير إلى كونه عضوًا بحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا لكن رئيس بلدية أنقرة تحوّل فجأة إلى محقِّق وأعلن للشعب التركي تدبير حركة كولن لعملية الاغتيال.
وأوضح ساتانوفسكي أن كولن رفض هذه الادعاءات وتقدم بواجب العزاء لروسيا وشعبها، معيدًا إلى الأذهان أن كولن شخصية معروفة برفضها أساليب العنف منذ القديم، حيث كان أدان الهجوم الإرهابي الذي وقع في الحادي عشر من سبتمبر/ آيلول بالولايات المتحدة الأمريكية.
كما ذكّر ساتانوفسكي بإغلاق المدارس التركية التابعة لحركة الخدمة في روسيا قبل نحو عشر سنوات، واتصال أردوغان حينها ببوتين وطلبه منه عدم إغلاق هذه المدارس، لكن روسيا شكرته على هذه التوصيات وأعربت عن رغبتها في تولّى إدارة العملية بنفسها ليتم بعدها إغلاق المدارس.
ثم تساءل ساتانوفسكي سبب عدم تحرّك حركة الخدمة لتنفيذ أية أعمال ضد روسيا حينها، على الرغم من أن روسيا كانت حينها أكثر ضعفًا وتفتقر للأنظمة الدفاعية القوية، كما أوضح أن روسيا في تلك الفترة لم تكن مقربة من سوريا، وكانت العلاقات مع أردوغان في قمتها، وعقب قائلاً: “فهل من تفسير منطقي لسكوت الخدمة على مدى هذه السنوات ثم إقدامها على قتل السفير في الوقت الحالي؟!”.
أفاتكوف: الاتهامات الموجهة للخدمة غير منطقية
من جانبه، تطرق رئيس مركز الدراسات الشرقية والعلاقات الدولية والدبلوماسية العامة والخبير في الشأن التركي فلاديمير أفاتكوف إلى مزاعم انتماء قاتل السفير الروسي لحركة الخدمة خلال حديثه مع صحيفة يورو آسيا ديلي، وأكّد أن نظرية انتماء ألتن طاش لحركة الخدمة ليست منطقية، منوّهًا بضرورة البحث عن الأسباب والدوافع الكامنة وراء الواقعة في السياسة الخارجية لتركيا.
وشدّد أفاتكوف على أن ألتن طاش هو شرطي من قوات الشغب التركية وليس له أي صلة بحركة الخدمة وفق المعلومات المتحصلة لديهم، مشيرًا إلى ضرورة البحث عن دوافع الجريمة في الملفات التاريخية ومبادئ السياسة الخارجية لتركيا.
لماذا لم يتم فصله إن كان بالفعل عضوًا في حركة الخدمة؟
و أكّد أفاتكوف أن ألتن طاش لم يتم فصله من عمله بعد الخامس عشر من يوليو/ تموز الماضي، في إطار حملة التطهير التي شنتها السلطات التركية ضد عناصر الشرطة عقب محاولة الانقلاب الفاشلة، ولو كان انتماؤه لهذه الحركة صحيحًا لما كان تجول بهذه الحرية حتى الشهر الجاري.