إعلام أردوغان يهذي: زيارة بابا الفاتيكان لمصر خطة صليبية لتحجيم تركيا
أنقرة (الزمان التركية) – واصل الإعلام التركي تطاوله على مصر والرئيس عبد الفتاح السيسي مستبقا الزيارة التي سيقوم بها بابا الفاتيكان لمصر في 28 أبريل المقبل بتصويرها على أنها جزء من خطة صليبية ممنهجة لتحجيم تركيا وتقليص دور أردوغان كزعيم للعالم!.
وعلى الرغم من أن زيارة البابا لمصر ستأتي بعد أكثر من أسبوع من الاستفتاء على تعديل الدستور في تركيا الذي سيجرى في 16 أبرلي / نيسان المقبل إلا أن الكتاب الموالين لأردوغان يسعون إلى تصويرها على أنها جزء من خطة صليبية تستهدف أردوغان الذي سيصبح عقب هذا الاستفتاء الذي سيقر النظام الرئاسي زعيما للعالم وستصبح تركيا من اقوى دول العالم بحسب ما يعتقدون.
وشهد الأسبوع الماضي تجاوزًا وتطاولًا بأسلوب “غير أخلاقي” من الكاتبة الصحفية مهتاب يلماظ من صحيفة “يني عقد” في حق الرئيس عبد الفتاح السيسي وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب.
وتواصلت هذا التجاوزات من خلال الكاتب الصحفي بولنت أرانداتش، من صحيفة “تقويم” الموالية لحكومة حزب العدالة والتنمية والرئيس رجب طيب أردوغان، من خلال مقالته التي نشرها بعنوان: “الذهنية الصليبية” والتي تناول فيها زيارة مرتقبة لبابا الفاتيكان إلى مصر.
وقال بولنت أرانداتش في مقاله: “من المقرر أن يزور بابا الفاتيكان الأب الروحي للمسيحيين الكاثوليك “البابا فرانسيس” العاصمة المصرية القاهرة في الفترة بين 28-29 أبريل- نيسان المقبل. إن هذه الخطوة التي وصفها بـ”المفاجئة” لها علاقة بالحملات الجيوسياسية لتركيا باعتبارها “دولة قوية وأمة قوية ولاعب دولي” كنتيجة ستتمخض عن الاستفتاء الشعبي المقرر في 16 أبريل/ نيسان من الشهر نفسه”.
وتابع: “من العبث واللهو التفكير في أن البابا فرانسيس لا يقف وراء عزم الدول الأوروبية، وعلى رأسها الممول الأكبر لها “ألمانيا” وباقي الدول المسيحية، على خروج نتائج الاستفتاء بـ”لا”. فجميع الحملات الاستراتيجية لبابا الفاتيكان، الأب الروحي للمسيحيين الكاثوليك، منذ أن جاء إلى منصبه وحتى الآن، تستهدف رئيس جمهوريتنا رجب طيب أردوغان الذي يدعو العالم الإسلامي المشتت للتوحد والتعاون. فقد بدأت كلٌ من ألمانيا والنمسا وهولندا وبلجيكا وفرنسا الهجوم المشين على تركيا، فور الحصول على الضوء الأخضر. ولكن لماذا إذن يتوجه كبيرهم إلى مصر، للقاء “السيسي الانقلابي”؟”، على حد وصفه.
وتساءل الكاتب قائلاً: “ما الذي يخططون له من وراء إجراء هذه الزيارة عقب الاستفتاء الشعبي في 16 أبريل/ نيسان؟ مما لاشك فيه أنهم لا يطيقون أن تكون دولة إسلامية كبيرة مثل تركيا لها دور مؤثر في تشكيل المستقبل الأوروبي ذي الطابع الصليبي. من عيَّن البابا فرانسيس في هذا المنصب؟ دولة أمريكا العميقة. من جاء بالسيسي إلى الحكم عن طريق الانقلاب؟ دولة أمريكا العميقة – وحلف الناتو – وإنجلترا – وأوروبا (أي ألمانيا وفرنسا على وجه الخصوص)، أي أننا أمام مخطط الذهنية الصليبية!”، بحسب زعمه.
وأردف الكاتب الموالي لأردوغان: “لأن نتائج الاستفتاء التي ستخرج بـ”نعم” ستمنح الرئيس أردوغان قوة تخول له تحريك العالم الإسلامي المشتت بشكلٍ جماعي. فإن العالم الإسلامي سينهض وسيقوم على قدميه. لذلك فإن البابا فرانسيس بدأ حملته استعدادًا للتحرك ضد العالم الإسلامي من الآن. فيستعد للذهاب إلى القاهرة ثاني أكبر مدينة في العالم العربي الإسلامي بعد إسطنبول، واضعًا نصب عينيه منح”الانقلابي السيسي” القوة اللازمة لتأسيس وتشكيل موقع معارض في مواجهة تركيا زعيمة العالم الإسلامي. نعم إنها الذهنية الصليبية…”، على حد تعبيره.
وأضاف: “هدفهم أن تقف مصر الإسلامية في وجه تركيا الإسلامية؛ لأنهم يعرفون جيدًا أن القوة التي سيحصل عليها الرئيس أردوغان من نتائج الانتخابات التي ستخرج بـ”نعم” ستكون نذيرا لتأسيس الجيش الإسلامي، وإقامة تحالف باكستاني سعودي قطري مصري فلسطيني تحت زعامة مؤقتة لمنظمة التعاون الإسلامي. لذلك أعلن البابا فرانسيس توجهه لمصر من أجل تعطيل هذا المشروع. مشروع البابا فرانسيس ليس غريبًا علينا، إنه مشروع حوار الأديان! يريدون أن يضعوا مصر الإسلامية في البوتقة ذاتها مع العالم المسيحي”، طبقًا لمزاعمه.
واستمر الكاتب يسوق مزاعمه قائلاً: “وفي النهاية، كل هذه مخططات واستراتيجيات من أجل إسقاط الزعيم العالمي رجب طيب أردوغان. يضعون نصب أعينهم مسح اسم تركيا من الخريطة من خلال إشعال حرب عالمية ثالثة. إنها عملية تقسيم مناطق الطاقة والنفوذ المتبقية من الحربين العالميتين الأولى والثانية. وسيستمر العالم المسيحي لمدة قرن كامل مرة أخرى في سفك وشرب دماء المسلمين من جديد”.
وادعى الكاتب الموالي لأردوغان أن ممارسات وتحركات الغرب ضد أردوغان ومشاريعه ليست من أجل الاعتراض على تعديلات النظام الرئاسي فقط وإنما هو ينزعج ويستشيط غضبا من رؤية تحركات الرئيس أردوغان وخطواته في سبيل توحيد صفوف المسلمين تحت سقفٍ واحد من خلال أساليب متعددة، زاعمًا أن خروج نتائج الانتخابات بـ”نعم” سيكون بمثابة دعم وخطوة نحو صحوة العالم الإسلامي.
اللافت في الأمر أن الكاتب الذي أعماه ولعه بأردوغان الذي يغدق على الالصحفيين الموالين له يقدم زيارة البابا فرنسيس لمصر وكأنها تدل على الشراكة العقيدية بين الطرفين وكأنها مخطط صليبي ضد تركيا المسلمة وزعيمها الذي هو زعيم العالم الإسلامي من وجهة نظره، متناسيا عن عمد أن البابا فرانسيس كان أول ضيف يحل على القصر الرئاسي الجديد المعروف بـ«قصر الألف غرفة وغرفة» الذي يوازي نصف مساحة الفاتيكان في نوفمبر لعام 2014 على الرغم مما أثاره هذا القصر الذي تكلف ملايين الدولارات أهدرت من ميزانية الدولة التركية من أجل الأبهة الشخصية لأردوغان من غضب وجدل في مختلف الأوساط التركية. وانطلاقًا من ذلك هل يمكن القول بأن البابا قام بافتتاح قصر أردوغان وسلمه المهمة الجديدة التي سيقوم بها في تركيا والمنطقة باسم الفاتيكان؟! أي هل يمكن اعتبار أردوغان ، زعيم العالم الإسلامي من وجهة نظر الكاتب، جزءا من الخطة الصليبية التي تستهدف العالم الإسلامي نفسه؟!