أنقرة ( الزمان التركية): وجه رئيس حزب الشعوب الديمقراطي الكردي في تركيا صلاح الدين دميرتاش انتقادات حادة إلى الرئيس ارجب طيب أردوغان وحكومة العدالة والتنمية خلال كلمته اليوم الثلاثاء أمام اجتماع الكتلة البرلمانية لحزبه بالبرلمان التركي أكّد فيها على أهمّية الديمقراطية والعلمانية.
وانتقد دميرتاش القصر الفاخر للرئيس رجب طيب أردوغان بقوله: “إن الفكرة اليزيدية التي غايتها الوحيدة هي بناء القصور والعيش فيها برفاهية وترف لا تزال موجودة في عصرنا الحاضر. فما يقع علينا في هذه الحالة هو أن نصبح الحسن والحسين المعارضين ليزيد”، على حد قوله.
ولفت دميرتاش إلى أهمية مفهوم العلمانية بمعناها وتطبيقها الغربي الذي يقضي باحترام جميع المتدينين بغضّ النظر عن أديانهم والوقوف على مسافة متساوية منهم، وتابع قائلاً: “تحديد مكان عبادة لمعتنقي أي عقيدة لا يقع ضمن مهامّ الدولة. فالعلمانية تكتسي أهمية خاصة في هذا السياق، وغيابها ضرر للجميع”، على حد زعمه.
وأضاف دميرتاش: “هل سبق أن خطّط رئيس الشؤون الدينية في بلادنا لحضور برامج وفعاليات تُنظّم في دور العبادة الخاصة بالمواطنين العلويين؟ لا بالطبع، وذلك على الرغم من أن نصف واردات مؤسسة الشؤون الدينية يأتي من ضرائب هؤلاء الناس”.
وزعم دميرتاش قائلاً: “إنهم ابتدعوا ديناً تحت مسمى “دين حزب العدالة والتنمية”، وله قواعد خاصة. فعلى سبيل المثال السرقة ليست جرما يعاقب عليه في هذا الدين، والفساد سبب للتكريم والمكافأة”، وفق قوله.
“جميعهم كالقطة الراكعة أمام القصر”
وتطرق دميرتاش إلى القنوات والإذاعات التي أغلقت خلال الموجة الأخيرة عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة بقوله: “لو كانت المؤسسات الإعلامية المغلقة باعت ضمائرها وشرفها لكانت استقبلت اليوم وزيراً بدلاً عن عناصر الشرطة. يتهمون بلا خجل بأننا لا نلقي خطابات بلغتنا الأم، الكردية،. ثم يذهبون ويغلقون قنوات أطفال تبث باللغة الكردية”.
كما انتقد دميرتاش بشدة الأحزاب الأخرى بالبرلمان وأفاد بأن البرلمان لايضم سوى حزبين وهما حزب الشعوب الديمقراطي الكردي والأحزاب الأخرى قائلاً: “لا أحد يقاوم سوانا ولا يوجد أمل آخر. فجميعهم كالقطة الراكعة أمام القصر (قصر أردوغان). الوقت ليس وقت الخوف.. إن كانوا يطالبون بدفع ثمن معركة الحرية فنحن مستعدون لدفع هذا الثمن دون أن نستسلم”.
“مقاومة الظلم حق مشروع”
ودعا دميرتاش خلال كلمته الشعب للنزول إلى الشارع بقوله: “إن الشارع هو أحد أكثر ساحات الديمقراطية شرعية. ومقاومة الظلم حق مشروع”، ثم أجاب على الانتقادات الموّجهة إليه قائلاً: “قالوا إن دميرتاش دعا الشعب للنزول إلى الشارع. وها أنا أدعوهم مرة أخرى. هل الخروج للشوارع مشروع لمن خرجوا في الخامس عشر من يوليو/ تموز وليس مشروعاً لمن يخرجون عند رفع الحصانة عن نوابه البرلمانيين؟”.
وواصل دميرتاش حديثه قائلاً: “لم يعد هناك قناة لتنشر هذه الكلمة. يعتقدون أن الشعب سيدعمهم عندما يجهل الحقيقة. يبدو أن أحدهم خدعهم. الانخداع أضعف النقاط عندهم. وبلا مؤاخذة، إنهم أغبى حكومات العالم! نحن الوحيدون الذين لم ننخدع.. تبادرون إلى إقالة موظف حكومي لإجراءه حوالة عبر “بنك آسيا”. كم نائب عن حزبكم كان على علم مسبق بالانقلاب؟ وعندما يتعلق الأمر بالناس السذج تستأسدون وتتجبرون. إن كانت المحاولة الانقلابية إهانة للوطن فكم من خائن للوطن بينكم يا حزب العدالة والتنمية ويا رئيس الجمهورية؟”، على حد تعبيره.