أنقرة (الزمان التركية): تناول الشيخ ألب أرسلان كويتول رئيس وقف “فرقان” الديني حملات الإقالة والاعتقالات العشوائية التي تشهدها تركيا عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة التي وقعت منتصف يوليو/ تموز الماضي.
ووجه كويتول، الذي اعتقل في شهر مايو الماضي بسبب اعتراضاته على الإجراءات غير القانونية لحزب العدالة والتنمية والرئيس رجب طيب أردوغان ثم أفرج عنه، انتقادات لاذعة لتصريحات أردوغان التي اعترف فيها باختلاط الحابل بالنابل والأخضر باليابس خلال الحملات الأمنية ضد حركة الخدمة.
وأكّد كويتول أن أردوغان نفسه هو من عطّل القانون وأن مسؤولي حزب العدالة والتنمية دعوا الشعب على شاشات التلفزيون إلى العمل لهم كمخبرين والإبلاغ عن جيرانهم من المنتمين لحركة الخدمة، وشكلوا لذلك خطاً ساخاً لتلقى البلاغات، مشيراً إلى أنهم من تقع عليهم مسؤولية اعتقال العديد من الأبرياء دون دليل مادي، حيث إنهم من طالبوا القضاة بإنزال الحكم فوراً على الموقوفين المتهمين قبل إجراء أي فحص وتحرٍّ في ملفات الناس.
وأشار الشيخ إلى فصل آلاف المدرسين الذين يعملون في مدارس الخدمة التي افتتحت بإذن حكومة أردوغان وقصر مسؤولي العدالة والتنمية شرائطها الحمراء أثناء الافتتاح، رغم عدم وجود أي علاقة لهم بمحاولة الانقلاب.
وأفاد كويتول بأن إلغاء الشهادات الجامعية لأناسٍ درسوا لسنوات طويلة وأتموا دراستهم الجامعية يعني القول بأنكم لم تدرسوا.
ولفت كويتول إلى أن عمليات الاعتقال تجاوزت الآلاف، وأن امتناع السلطات عن إعلان الأعداد الرسمية يعكس مدى خطورة الوضع، مضيفا أن 1577 رئيس جامعة تم فصلهم من أعمالهم وأن السلطات حتى الآن قامت بفصل نحو مئة ألف موظف قائلاً: “ومن ثم يقولون إن الحابل اختلط بالنابل والأخضر باليابس وكأن أناساً آخرين هم من فعلوا هذا. نعم أنتم من عقّدتم الوضع وخلطتم الحابل بالنابل وأحرقم الأخضر واليابس”.
وأفاد كويتول أيضا بأنه عجز عن فهم سبب استخدام أردوغان لهذه العبارة (اختلط الحابل بالنابل)، وتساءل عما إذا كان يستخدم هذه العبارة لأن الدور قد حلّ على أقاربه والمقربين منه.
وشدّد كويتول على أن الدولة العميقة اليسارية الاشتراكية في تركيا أصبحت الآن أكثر قوة، وأنها بدأت تستهدف الحكومة كذلك، وقال: “أعتقد أن عبارة أردوغان هذه هى عتاب لأصحاب هذه الدولة العميقة. وكأنه يقول لهم “لقد اتفقنا معكم على القضاء على حركة الخدمة فقط فلماذا تستهدفوننا الآن”. إذا اتفقتم مع كيان يساري اشتراكي فلا يمكن أن يحصل إلا ما حصل”، على حد تعبيره.
يُذكر أن محافظ مدينة هطاي جنوب تركيا رفض المؤتمر الذي كان يعتزم وقف الفرقان الديني عقده في المدينة في شهر مايو/ أيار الماضي، ما دفع أتباع كويتول إلى قطع الطريق في بلدة إسكندرون احتجاجاً على هذا المنع التعسفي، تبع ذلك تدخل عنيف للقوات الأمنية برفقة المدرعات استخدم خلاله الغاز المسيل للدموع، كما تم توقيف كويتول إلى جانب مجموعة من أنصاره.
وفي تصريحاته عقب إخلاء سبيله قال كويتول: “روينا للناس الظلم الذي تعرض له رسولنا الكريم أو الرسل بوجه عام. واليوم تعرضنا لظلم مشابه. المدرعات أطلقت قنابل الغاز على عيني مرات عدة وبشكل عنيف ومن على مسافة 5-10 أمتار. أطلقوا الكثير من قنابل الغاز على المكان الذي كنت فيه بالقدر الذي جعلني أعجز عن التنفس”.